المحتوى الرئيسى

البيان البيان.. يا أصحاب الفضيلة

06/08 13:23

بقلم: علم الدين السخاوي إلى علمائنا الأجلاء أصحاب الفضيلة.. إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر.. إلى مفتي الديار المصرية.. إلى مجمع البحوث الإسلامية.. إلى وزير الأوقاف وأئمة المساجد.. إلى كل علماء الأزهر الأفاضل..   أطرق عليكم أبوابكم، وهي مفتوحة بإذن الله، فأذنوا لي بالدخول، أحمل لحضراتكم ملفًّا مفتوحًا على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات، يحمل عنوانًا قديمًا حديثًا يثار الآن بضجيج عالٍ، ونفيرٍ ضخمٍ، واستقطابٍ حادٍّ،  واستنفار لمعترك، ما بين مؤيد ومعارض؛ عنوانه: "لا دين في السياسة ولا سياسية في الدين".   ولأن الدين طرف في المعادلة، وبات يفتي فيه أصحاب الهوى، قليلو "المعرفة بأحكامه"، أصبح من فرض الوقت عدم تأخير البيان؛ حيث يعتقد البعض أن الدين مقدس، والسياسة رجس، ولا بدَّ من تنزيه المقدس وصيانته بفصله عن رجس السياسة، وهم يؤمنون أن الدين لله والوطن للجميع، ويرون أن السياسة إذا دخلت في الدين أفسدته، وإذا دخل الدين في السياسة أفسدها، فضلاً عن أن خلط الدين بالسياسة يؤدي إلى فتنة طائفية، وإلى الدولة الدينية التي يتحكم فيها رجال الدين، ويعتبرون نموذج الكنيسة في العصور الوسطى مثالاً لِمَا يمكن حدوثه، ويرون أننا لسنا في حاجة إلى ثورة كتلك التي جرت في أوروبا، وكان شعارها "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وقد تساءل أحدهم قائلاً: ما دخل الله بالسياسة؟، وهو سؤال يحتاج إلى إجابة المتخصصين: آلله له دخل أم لا؟ ولم أجد سواكم معشر العلماء أن تبينوا ما غمَّ، أو تردوا الكيد ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ الأنبياء: من الآية 7).   يا أصحاب الفضيلة.. في مقابل هؤلاء آخرون يعتقدون أن الإسلام دين ودولة، وأن الإسلام ما جاء إلا لينظم شئون الحياة، فوضع قواعد كلية حاكمة، قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وترك باب الاجتهاد مفتوحًا لأهله في غير ذلك، كما يؤمن هؤلاء بأن السياسة جزء من الإسلام والحرية فريضة من فرائضه، وأن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية لما فيه من الشورى الملزمة، كما يرون أن فصل الدين عن الدولة اختزال للإسلام واجتزاء له، ويقدمون نموذجًا على ما يعتقدون بفترة النبوة وفترة الخلافة الراشدة، ويؤكدون أن أخطاء البشر لا تدين المنهج، بل تدين أصحابها.   وقد تساءل آخر: ماذا لو طلب من مصر التوقيع على اتفاقية ضمان الحريات، بما في ذلك زواج المثليين وإباحة الإنجاب قبل الزواج، والمساواة في المواريث، فهل يترك للساسة التوقيع على الاتفاقية؟   يا أصحاب الفضيلة.. بين هؤلاء وأولئك نفر منا- وهم كثر- ينتظرون منكم بيانًا شافيًا، يطمئن القلب، ويصحح الخطأ، ويصوب المعوج، ويهدي إلى الرشد، وينير الطريق للحيارى، وتخمدون به نار فتنة ينفخ فيها مَن يريد تمزيق الوطن، وشق صفه.   سدد الله خطاكم وسدد بكم إنه نعم المولى ونعم النصير.   -------------------- * عضو مجلس الشعب الأسبق عن الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل