المحتوى الرئيسى

بقايا نظام مبارك.. الشعب يريد التطهير

06/08 13:05

- د. دراج: المحليات ترجمة حقيقية لاستمرار نظام المخلوع - د. أبو بركة: الفساد متجزر في جميع مؤسسات الدولة - د. اللاوندي: الذين سقطوا رجال الصف الأول فقط   تحقيق: عبد الرحمن عكيلة سقط مبارك.. فهل سقط النظام؟ سؤال يطرح نفسه بقوة الآن بعد مرور أشهر قليلة على الثورة المصرية التي نجحت في إسقاط الديكتاتور مبارك ورموز نظامه المفسدين؛ لكن النظام لم يكن مبارك فقط أو رموزه، فهناك رجال الصفين الثاني والثالث، فضلاً عن أن مبارك صنع "مبارك" آخر في كل مؤسسة وكل شركة في مصر، فالفساد صار في عهده ثقافة ليس من السهل القضاء عليها.   (إخوان أون لاين) استطلع آراء السياسيين والخبراء لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال:   فساد وإفساد    د. أحمد دراجبداية يقول الدكتور أحمد دراج، عضو الجمعية الوطنية للتغيير وعضو مجلس أمناء الثورة، إنه من المفروض أن يكون نظام مبارك قد انتهى، وللأسف هذا لم يحدث، فنظام مبارك يشبه تمثالاً سقط رأسه وتبقى جسده، وهذا الجسد ما زال تأثيره يعمل وهم متغلغلون داخل مؤسسات الدولة المختلفة، فمبارك لم  يكن فاسدًا فقط بل أفسد جميع المؤسسات المختلفة.   ويضيف أن التأثير شمل العديد من الطبقات المختلفة والمناحي الكثيرة من الحياة، خاصة الجانب الاقتصادي مثيل قضية الاحتكار أو الرأسمالية الجشعة، والتي ما زالت إلى الآن تتحكم في اقتصاد البلاد،   ويشير إلى أن المجالس المحلية على سبيل المثال هي من أكثر المؤسسات خطرًا على الثورة وأهدافها، فهي جزء من النظام القديم البائد، مستنكرًا الدعوات التي خرجت ورُوِّج لها بأن حل المجالس المحلية الآن سيؤدي إلى خراب مصر.   ويوضح أن المجالس المحلية مسئولة عن التصديق على الكثير من المشروعات التي تقوم بها شركات مختلفة تكون عادة تابعة للجهات التنفيذية، وبالتالي تقوم بدفع أضعاف التكلفة الحقيقية لهذه المشاريع، فهناك عملية فساد وإفساد على أكبر نطاق.   ويبدي قلقه من وجود أعضاء هذه المجالس إلى الآن؛ حيث إنهم رأس الحية، مشيرًا إلى أن حل هذه المشكلات وكذلك هدم بقية التمثال والقضاء على نظام مبارك يحتاج إلى إرادة سياسية فاعلة، فيجب أن يكون أداء المجلس العسكري على أعلى مستوى، خاصة في هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر.   ويضيف أن مبارك ترك في كل مؤسسة أكثر من مبارك خلفه، وصورة مبارك ما زالت موجودة في نفوس العديد من الناس، وهؤلاء موجودون بين طبقة الثوار وطبقة المفسدين، مشيرًا إلى أن مبارك قد أضرَّ مصر وآذاها في سمعتها وصحتها إلى درجة أنه أصبح من الواجب أن نقول إنه قد خان بلاده خيانةً عظمى.   ويشير إلى أن بقايا نظام مبارك نسبتهم قليلة، ولكنها فاعلة، فهي تمثل مجموعة القوى التي لديها مصالح تخاف عليها ودائمًا تشعر بالخطر، لذلك تقوم بالدفاع عن نفسها ومصالحها مهما كلف الأمر وهؤلاء ومعهم العديد من الدول يمثلون الشيطان الذي لا يريد لمصر أن تنهض وأن تنجح ثورتها.   ويبدي دراج تفاؤله بأن هذه القوى والدول لن تنجح في إفشال الثورة المصرية؛ لأن المصريين واعون جيدًا لما يحدث حولهم وحتى لو اختلفوا فإنهم يعودون للاتفاق من جديد إذا أحسوا بأي خطر يهدد ثورتهم.   منظومة فساد   أحمد أبو بركةويقول أحمد أبو بركة، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في برلمان 2005م: إن الثورة أسقطت مبارك، ولم تسقط النظام بأكمله، فمبارك كرَّس 30 عامًا من الفساد والظلم وقبلهم كانت حقبة السادات وعبد الناصر، فهي منظومة عمرها أكثر من 60 عامًا قامت على الاستبداد والفساد الممنهج والذي تجذّر في جميع مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والإدارية.   ويضيف أن إسقاط النظام لن يكون إلا بإعادة بناء الدولة من جديد، وتكون هذه الدولة دولة مؤسسات قائمة على العدالة والحرية وسيادة دولة القانون، وأن يتم الفصل بين السلطات حتى تعم الحرية وتعود للمواطن كرامته.   ويرى أنه لا توجد مؤسسات حقيقية بالمعنى المتعارف عليه، فالذي كان موجودًا وما زال بعضه مستمرًّا إلى الآن هو منظمة فساد كاملة، وبالتالي نحن في حاجة إلى هدم هذه المنظومة وإعادة بنائها من جديد، ويكون ذلك عن طريق إعادة تأسيس البنية التشريعية والدستورية للدولة، وتقنين العلاقات بين الوزارت وبعضها والأقاليم ونظام الحكم المحلي، فضلاً عن تغيير السياسات القديمة والجداول والبرامج التي كانت تسير عليها الدولة.   ويضيف أبو بركة أننا إذا كنا في حاجة إلى قرار سيادي لإسقاط النظام البائد فنحن ساقطون، فإسقاط النظام يحتاج إلى إسهام الشعب؛ من خلال ممارسة سلطاته وحقة الطبيعي من خلال صندوق الانتخابات، حتى تُشكَّل حكومة منتخبة تعبِّر عنه تطلعاته وآفاقه وتعيد بناء الدولة المؤسسية الحديثة.   التطهير الكامل   د. سعيد اللاوندي ويضيف الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية بـ(الأهرام)، أن نظام مبارك لم يسقط حتى الآن، فالذين سقطوا هم فقط رموز النظام، مشيرًا إلى أن رجال الصفين الأول والثاني، ما زالوا في مواقعهم، فلو أخذنا على سبيل المثال وزير الثقافة السابق فاروق حسني والذي عيَّنه مبارك نجد أن مبارك وفاروق حسني هما اللذان سقطا؛ لكن الرجال الذين عينهم حسني ما زالوا كما هم، وقس على ذلك جميع القطاعات والوزارات.   ويضيف أن استمرار وجود هذه الشخصيات في أماكنها معناه أن الثورة المصرية لم تنتصر بعد، وهذا ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حينما قالت إن ما يحدث في مصر يسير في عكس اتجاه الثورة أو عكس اتجاه ميدان التحرير.   ويوضح أن النظام لم يكن حسني مبارك بشخصه فقط، إنما هو من عينهم من رجال الصف الأول ومن تحتهم وكل المفسدين الآخرين، مشيرًا إلى أن الحل أن يكون هناك تشكيل جديد، ويتم إبعاد كل من عينهم مبارك ورجاله في مؤسسات الحكم المختلفة، وأن يكون هناك تشكيل جديد لمجلس الوزراء، فعلى الدكتور عصام شرف أن يغير العديد من الوزراء الحاليين، وكذلك رجال الصف الثاني الموجودين تحتهم.   ويضيف أنه على الحكومة أن تستجيب لمطالب الشعب، فكما أسقط الشعب حكومة أحمد شفيق التي عينها مبارك وأتى بالدكتور عصام شرف بعد أن جاء اختياره بإجماع شعبي وترحيب حارٍّ من المواطنين، فلا بدَّ أن تكون تلك الحكومة معبرة عن روح الثورة وفقًا لهذه المرحلة.   ويرى أننا نحتاج إلى قرارات حاسمة في هذه الفترة الانتقالية مستندة إلى إرادة الشعب وشعرية الثورة، وأن تكون معبرة عن ميدان التحرير الذي خرج منه عصام شرف رئيس الوزراء.   ويقلل اللاوندي من تأثير خطر "الفساد المباركي" الذي تركه مبارك خلفه في كل مؤسسة موجودة في الدولة، وحتى لو وصل عددهم مليون فاسد فلن يكون لهم تأثير كبير؛ نظرًا لأن عدد سكان مصر أكثر من 80 مليون مواطن، وهناك الكثير من الكفاءات والخبرات والشخصيات النزيهة التي تستحق كل احترام ويمكن الاستعانة بهم في كل الوزارات والقطاعات، فعلى سبيل المثال من كان يعرف أيمن أبو حديد وزير الزراعة، أو سمير رضوان، وزير المالية.   ويطالب اللاوندي الدكتور عصام شرف بأن يتم التطهير سريعًا في هذه المرحلة الحالية؛ لأنه يعرف الكثير من خبايا النظام البائد، ولا ننتظر حتى تأتي حكومة منتخبة حتى لا نترك الفرصة لأعداء الوطن بأن يعيثوا فيه فسادًا وخرابًا.   حكومة منتخبة    عبد الغفار شكرويشير عبد الغفار شكر، القيادي بحزب التجمع، إلى أن نظام مبارك لم يسقط ولن يسقط؛ حتى يكون هناك دستور جديد يتم تطبيقه على الجميع، فنحن الآن في مرحلة انتقالية ننتقل فيها من نظام قديم إلى نظام جديد.   ويضيف أن الشعب قد خلع الرئيس وهو الرجل الأول في النظام والآن يحاكم رموز هذا النظام، وقد تم حل مجلسي الشعب والشورى، ويتبقى الآن حل المجالس المحلية الفاسدة، وبعد ذلك يتم وضع دستور جديد حتى تقوم مؤسسات الدولة بعملها الطبيعي في ظلِّ أوضاع قانونية مستقرة.   ويرى أن النظام لن يسقط، ولن يحدث تطهير كامل حتى يتم تشكيل حكومة منتخبة من قِبَل الشعب، وتقوم هذه الحكومة بتغيير شامل وجذري في السياسيات القديمة وأجهزة الدولة الإدارية، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسات بها تيارات لها مصالح تتصارع مع بعضها وهي من بقايا النظام الفاسد.   ويبدى شكر تفاؤله بمستقبل مصر، مشيرًا إلى أن ما يحدث من مشكلات اقتصادية من الممكن والسهل تجاوزها لو تكاتفت القوى الوطنية مع بعضها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل