المحتوى الرئيسى

الفاجومى

06/08 09:16

بقلم: كمال رمزي 8 يونيو 2011 09:07:06 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الفاجومى نعم، تستحق ظاهرة أحمد فؤاد نجم أن تتجسد فى فيلم، فالرجل، أطال الله عمره، عاش حياة صاخبة، فيها من الأحداث والمواقف والعلاقات ما يستحق أن يروى، فمن القرية إلى قاع المدينة، ومنها إلى غياهب السجون، ومن الزنازين انطلقت قصائده، بألحان الشيخ إمام لتبلغ الآفاق البعيدة، جرّب حلو الأيام، ومرها، وبقى على ما هو عليه: عاشقا لوطنه وشعبه، يهبه أجمل الكلمات، كارها للحكام الطغاة، لا يتوقف عن هجائهم بسياط من الشعر.. ولا أظن أن كلمة «الفاجومى» التى أطلقت على أحمد فؤاد نجم لها علاقة بالقبائل، آكلة لحوم البشر، التى يقال إنها عاشت على ضفاف النيل قبل أن يقضى عليها الفراعنة، فـ«الفاجومى» لا تستمد معناها إلا من مواصفات نجم: رجل غير هياب، شجاع إلى حد التهور، مقتحم، لا يكاد يملك شيئا كما لا يملكه شىء، ثائر أو متمرد أو مشاغب بالسليقة، لا علاقة له بالانضباط، يعيش على نحو عشوائى، لا يقيم وزنا للنواهى والممنوعات، يدفع فاتورة مواقفه ضد سلطات البطش المتوالية، بلا تردد أو ندم.هذه الشخصية العاصفة، ومعه صديقاه، الشيخ إمام، والفنان محمد على، الرسام التلقائى، ضابط الإيقاع، فضلا عن زوجتى نجم، يظهرون جميعا فى فيلم، كتبه وأخرجه عصام الشماع، واتبع فيه ما يشبه الأسلوب التسجيلى، وبهذا الاختيار الذى جانبه الصواب، وقع «الفاجومى» فى قبضة التقريرية الباردة من ناحية، وابتعد عن الخيال الروائى من ناحية أخرى.. هنا، تتوالى قصائد أحمد فؤاد نجم، بأداء خالد الصاوى الذى وإن كان جميلا إلا أنه ينتمى لفن الإلقاء أكثر من علاقته بالتمثيل، بالإضافة إلى إثقال كاهل الفيلم بمشاهد وثائقية، بعضها باهت، لطائرات العدو وهى تقصف قواتنا فى حرب 67، وإعلان استقالة جمال عبدالناصر، ومظاهرات الطلبة عام 1977، ثم جماهير ثورة 25 يناير.فى المقاطع الأولى من الفيلم، يصل بطلنا إلى حجرة الشيخ إمام ومحمد على وفورا يبدو كما لو أنه وجد ضالته فى هذا المكان الذى أرضى مزاجه.. وفى لقطة كبيرة، يرصد المصور صاروخى الدخان المندفعين من منخارى هذا الزميل وذاك، بعد سحب الأنفاس العميقة من الجوزة. ومثل هذه المواقف الخشنة لا تدخل فى باب الصدق الفنى بقدر ما تأتى زائدة على الحاجة، وأحسب أنه كان من الأولى أن يبين الفيلم، ولو بمشاهد سريعة، كيف أغلق الشيخ إمام على نفسه باب حجرته، لأيام طويلة، كى يتوقف تماما عن التدخين، والحق أن الفيلم ظلم صديقى نجم ظلما شديدا، إنسانيا وفنيا، فالشيخ إمام يبدو حاقدا على نجاح الفاجومى فى علاقته بالنساء، كما أننا لم نعرف أبدا كيف يرى العالم بأذنيه، أو كيف يتخيله، أو ما هى مصادر ألحانه.. كذلك الحال بالنسبة لمحمد على، الذى ظهر كسنيد أو كومبارس، لا يرسم ولا يحلم ولا يكاد يتكلم.. مرة واحدة، يكاد الفيلم ينهض، ويحلق، مع مقطوعة «شرفت يا نكسون بابا» حيث يتابع بطلنا وزوجته وطفلته، حركات أحد المهرجين، على نحو يعبر، بلغة سينمائية، عن أجواء تلك الزيارة التهريجية. ومثل هذا المشهد الإيحائى، لا يتكرر فى الفيلم الذى لا يعبر عن «الفاجومى» بقدر ما أصبح هو ــ الفيلم ــ فاجوميا، أخذ من صاحبه العشوائية فقط.. إنه عمل نتعلم من أخطائه الشىء الكثير. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل