وقفـةاسألوا الكفراوي

وكان من المقرر طبقا لما أعلن عند انشاء المدينة أن تكون العاصمة نظرا لوضعيتها الجغرافية ووجود مساحات شاسعة حولها من الأراضي الصحراوية القابلة لاستيعاب الملايين مما يجعلها الجسر الواصل بين أكبر مدينتين هما القاهرة والاسكندرية‏.‏ نحن لا نعيد هذا الطر ح تحديدا ولكننا نتحدث عن رؤية متكاملة كان من شأنها تغيير الخريطة السكانية بما يحفظ البقية الباقية من الأراضي الزراعية في الدلتا التي تتعرض للانقراض بكل ما تمثله من ثروة قومية يتم التفريط فيها تحت سمع وبصر المسئولين وسوف يحاسبنا عليها التاريخ‏.‏ وعندما نطالب بالعودة إلي المهندس الكفراوي لمعرفة ما يمكن عمله لاصلاح ما أفسدته مخططات انحرفت بالمسار نحو مناطق وتجمعات أخري بهدف التجارة والتربح واستغلالا للحاجة المتزايدة للتوسع العمراني الذي جعل من القاهرة الجديدة والتجمع الخامس‏.‏ علي سبيل المثال ـ أغلي المناطق وهي ذاتها التي شهدت بحسب التحقيقات الجارية المجالات والصفقات المريبة التي تنتظر الأحكام القضائية الرادعة‏,‏ وبالتالي فان السؤال الواجب معرفة الاجابة الصحيحة عنه من الرجل المشهود له بالخبرة والدراية والشفافية هو‏:‏ كيف نستطيع العودة للمسار الأول الذي يحقق النقلة النوعية في احياء الصحراء الشاسعة من حولنا وتحويلها بالفعل إلي مناطق جذب للكثافة السكانية الهائلة القديمة؟ وحسب وسائل الإعلام فان أمام مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم دراسة أعدتها وزارة الاسكان حول مناطق التنمية المستقبلية وهو أمر ايجابي ينبغي العمل علي أن يأتي متكاملا ملبيا للدراسات العلمية وحتي لا نقع في نفس الأخطاء والخطايا السابقة التي نتجاهل ما هو قائم بدون الاستفادة المثلي منه ونسارع للجديد بلا تروي أو تخطيط جيد ومدروس بعناية‏.‏ نريد أن نبدأ مرحلة لا تتخذ فيها القرارات المصيرية بالميول والاجتهادات الفردية أيا كانت‏,‏ وأنما نصل لاستراتيجية واضحة ومحددة لا ترتبط بالوزير أو المسئول بالنظر إلي ما ينفق عليها من أموال وما تستنزفه من وقت وجهد‏.‏ أسألوا الكفراوي ولن يبخل عليكم باجابات من شأنها أن ترسم لنا ملامح مستقبل التوسع السكاني كما كان يجب أن يكون‏.‏