المحتوى الرئيسى

المتشددون خسرهم ستالين

06/08 03:37

صالح إبراهيم الطريقي ثمة تشابه كبير بين المتشددين ونظام الاتحاد السوفيتي السابق ـــ الذي أسسه فعليا «ستالين» العظيم والموجود تمثاله في كل زاوية بالاتحاد السوفيتي والديكتاتور بعد تفسخ الدولة ـــ وإن اختلفا في «الإيديولوجية». فهما متفقان أن التعددية رجس من عمل الشيطان أو مؤامرة من «الرأس مالية» على «الفقراء»، وينهجان نفس الطريقة في حربهم لأي تعددية فكرية. أجمل من جسد كوارث نظام الاتحاد السوفيتي «كاريكاتوريا» الأديب الراحل محمد الماغوط رحمة الله عليه في مسرحية «غربة» حين جاء الطبيب المنتدب من الحكومة ليكشف على أهل قرية «غربة»، فأجلس الجميع أمامه وقال لهم: قولوا «آه»، خذوا نفسا، طلعوا الهواء من صدوركم، ثم قال لهم: معكم نزلة برد، ووصف لهم دواء واحدا، أي أن الحكومة ضد التعددية حتى في المرض. المتشددون كذلك، فما أن تطرح قضية حقوقية لأي فئة من المجتمع حتى يقفزوا عليك بقضية أخرى ليسألوا: أين أنتم عن معاناة المطلقات؟ وإن طرحت قضية المطلقات، سيقولون لك: أين أنتم عن قضية المعلمات؟ وهكذا يمضون بك إلى أن يصلوا إلى السؤال الضبابي: أين أنتم عن قضايا الأمة؟ فتبدو لك الأمور معقدة وغير قابلة للحل، لأن جزءا كبيرا من الأمة في «إندونيسيا ـــ الصين ـــ الهند» لا تعرف ما هي مشاكلهم، وما هي قضاياهم الملحة عليهم، وبالتأكيد لا يمكن إحضار طبيب واحد ليفحص الأمة فنعرف مما يعانون، أو هل الأمة بأكملها تعاني من مرض واحد؟ الجميل في كل هذا، أنه ومن نعم الله عز وجل على كوكب الأرض ألا يخرج المتشددون و«ستالين» في زمن واحد، وإلا كنا سنرى حربا عالمية ثالثة تحرق كوكب الأرض، لأن المتشددين و«ستالين» ضد طبيعة الأرض التي خلقها الله عز وجل، القائمة على التعددية في كل شيء، حتى في الأمراض. *نقلا عن "عكاظ" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل