المحتوى الرئيسى

يسري فودة: للحرية ثمن

06/08 02:34

كتب – سامي مجدي: يستعد الإعلامي يسري فودة لإصدار كتاب جديد يتناول فيه هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة أو ''غزوة منهاتن'' كما يطلق عليها تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى تجربته مع قناة ''الجزيرة'' وأسرار برنامجه''سري للغاية''، الذي يعد الأشهر عربياً، كما يكشف الستار عن الأسباب المعلنة وغير المعلنة التي دعته للاستقالة من المحطة القطرية.وفودة المعروف بتحقيقاته الصحفية المتعمقة، هو أول صحفي في العالم يقابل العقول المدبرة لهجمات 11 سبتمبر، كما أنه أول صحافي غير أمريكي تطأ قدمه معتقل جوانتنامو.ورفض يسري فودة - القائم على برنامج ''آخر كلام'' الذي يعرض على فضائية ''ONTV'' – الحديث عن الأسباب التي دعته لتقديم استقالته من الجزيرة، مشيراً، خلال حواراً له مع جريدة الحياة اللندنية نشرته يوم الثلاثاء، إلى أنه فخور بعمله في ''الجزيرة''.ورأى يسري فودة أن الفترة الذهبية في حيــــاة قناة ''الجزيرة'' هي السنوات الخمس الأولى، التي وجهت فيها الرسالة الإعلاميـة للمواطن في الشارع بدلاً مـــن النخبة فقط، على حد قوله.ولا يتطرق إلى أسباب اختيار ''القاعدة'' له لكشف تفاصيل عملية تفجير برجي مركز التجارة العالمي، مشيراً إلى أن كل ما قيل له وقتها أن هناك شيئاً ما مهماً سيحصل عليه، فوافق على الذهاب، متحملاً المسؤولية بكامل قناعته.كما أنه يستبعد مسألة انتهاء القاعدة كتنظيم بمقتل بن لادن، مشيراً إلى أنها انتقلت من ''مفهوم التنظيم إلى مفهوم الفكرة منذ بداية الحرب الأميركية على أفغانستان والتي كانت بمثابة ضربة قوية لها''، غير أنه يتوقع ''مزيداً من العمليات كردِّ فعل على مقتل بن لادن، ولمحاولة جمع صفوفها (القاعدة) في المرحلة المقبلة''.ويصف فودة الأحداث التي تمر بها مصر، بما يشبه ''عملية القلب المفتوح في مشهد درامي تتسلط فيه الأضواء من فوق رؤوس الأطباء والممرضات على جسد ممدد مصاب بأورام، منها الخبيث ومنها الحميد. من بين المحيطين من ينفطر.. مثلما سيكون بينهم من يتلاعب بأسلاك الأجهزة الداعمة، وسيكون بين الأطباء من يحاول التركيز في أجواء مضطربة، مثلما سيكون بينهم من يضطر من حين إلى آخر إلى استخدام أسلوب الصدمات الكهربائية''.وبصدد تعامل الإعلام الحكومي المصري مع الأوضاع بعد ثورة 25 يناير، يرى فودة أنه لم يصل بعد الى مرحلة الاستقرار رغم احتوائه على كثير من الكفاءات، موضحاً أنه يحتاج إلى هدم سياسته السابقة وإعادة بناء قواعده من جديد.وعن عودته لمصر وتجربته مع برنامج ''آخر كلام''، يقول ''أنا فخور بعلاقتي بجمهور ''الجزيرة'' إلى الآن، وعودتي الى مصر إرادة مني لأكون جزءاً من المشهد الإعلامي المليء بالزخم في هذه الفترة''.وتابع ''لا شك في اننا سنعود إلى هذه المرحلة وندرسها يوماً ما باعتبارها محوراً مهماً في الحياة الإعلامية والسياسية والثقافية. في هذا الإطار، اخترت قناة ''ONTV'' من بين كل الخيارات التي أتيحت أمامي، إذ أردت أن أكون جزءاً من قناة صغيرة داخل مصر يقودها شباب يؤمنون بالعمل المهني وبالانفتاح والأسس الصحيحة. وعلى رغم قصر عمر القناة الذي لا يتعدى 3 أعوام، إلا أنني فخور بهذه التجربة التي أتمنى لها أن تستمر''.وبالنسبة للتغطية الإعلامية ومستوى الأداء في التعامل مع الأحداث قبل ثورة يناير، بخاصة في الأزمات، مثل حادثة تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، يقول فودة: ''لم يكن متوقعاً أن يكون الإعلام في مثل هذه الظروف محايداً بالمفهوم المهني''.وزاد ''بالطبع كان هناك مقدار كبير من الإحساس بالمسؤولية، وهذا متوقَّع بالمقارنة مع ما حدث في الولايات المتحدة في أحداث 11 سبتمبر، فالصحافيون والمجتمع المدني تعاملوا مع المسألة بمفهوم وطني في المقام الأول، ثم تأتي بعد ذلك الأمور المهنية، وهو ما أدى لتصدُّر ''كلنا أميركيون'' عنواناً رئيسياً لجريدة ''ليبراسيون'' الفرنسية صباح اليوم التالي للحادي عشر من سبتمبر، هو عنوانٌ عندما نقيمه بمفهوم مهني بحت، لا نعتبره خبرياً بل نعتبره عاطفياً ويحدد موقفاً سياسياً مجتمعياً في شكل عام تجاه الحدث. من هذا المنظور، كان رد الفعل العام للشعب المصري والإعلاميين والصحافيين جزءاً من هذا المجتمع''.ويوضح ''رغم تفهمنا للتناول العاطفي لكثير من الأحداث والشعور بالمسؤولية، لكنّ ذلك لا يعني التضحية بالمهنية الإعلامية والصحافية في مواقف كهذه. للأسف لم يكن يُعامل المشاهد باعتباره شخصاً ناضجاً يمكن أن تقدم له معلومة يستطيع منها أن يشكل صورة أدق وأفضل لما حدث. هذا لا يعني تهميش اللون العاطفي، بالعكس هو متصوّر، بدليل ما يحدث في الغرب في بعض الأحداث الشبيهة''.ويرى فودة أن أهم واجبات الإعلامي ''استكمال أدواته المهنية والالتزام بذلك، بصرف النظر عن قناعاته وخلفياته وأن يسعى إلى أكبر مقدار من الحرية الممكنة''، مضيفاً ''ما شهدته في التغطيات الإعلامية في مصر أو في العالم العربي، افتقر كثير منها إلى الحد الأدنى من المهنية، سواء في ما يتعلق بكيفية تغطية الحدث أو صياغة الخبر والإسناد للمصدر، من هنا مهمة الإعلامي ألا يتطوع لفرض رقابة ذاتية على نفسه''.وينفي فودة تدخل الرقابة قبل سقوط النظام السابق في برنامجه ''آخر كلام''، ويقول''ساذج من يعتقد ان هناك مساحة من الحرية لا حدود لها، حتى في الولايات المتحدة لا يوجد مثل هذا الخيال. كما ان للحرية ثمنها في كل مكان''.اقرأ أيضا:حوار ساخن بين يسري فودة وخالد صلاح عن ''المهنية''

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل