المحتوى الرئيسى

فرنسا وسوريا جدلية العلاقات السياسية بقلم فتحي احمد

06/07 21:26

فرنسا وسوريا جدلية العلاقات السياسية بقلم فتحي احمد بعد الاستعمار الفرنسي لسوريا تنافست كل من بريطانيا وأمريكيا على سوريا فتارة استلمت بريطانيا زمام الأمور هناك وتارة أخرى أمريكا كان ذلك عبر الانقلابات العسكرية فبرغم من وقوف فرنسا بجانب سوريا في وجه الضغوطات الأمريكية ووقوفها أيضا ضد التحضيرات الأمريكية لغزو العراق وبفعل تطابق المواقف السورية الفرنسية ألا أن سوريا لم تعير ذلك أي اهتمام الرئيس الفرنسي السابق شيراك فتح أبواب بلاده وأوربا على مصراعيها امام السوريين بالإضافة الى دور شيراك في محاولته منع ادراج حزب الله اللبناني على لائحة المنظمات الارهابية وقد قدم شيراك كل الدعم الممكن للقضايا العربية على حساب علاقاته الاوروبية والامريكية والاسرائيلية اذن الدعم المعنوي لسوريا من قبل فرنسا شيراك ذهبت ادراج الرياح بعدما ذهبت عقود النفط والغاز الطبيعي واعادة الاعمار التي وعدت بها الشركات الفرنسية الى شركات بريطانية وامريكية فكانت فرنسا في نظر سوريا قوة دولية عادية لا حول لها بعد ذلك تحولت العلاقات بين البلدين من احتضان الى نفور كان لفرنسا اسبابها الخاصة على الصعيد الداخلي والخارجي على الصعيد المحلي يتمثل في عدم مضي السلطات السورية في مسار الاصلاح الاداري والديمقراطي اما الاسباب الاقليمية تعود الى الضغوطات التي مارستها لبنان على فرنسا وقد تركزت تلك الضغوطات على عدم تدخل سوريا في لبنان . السياسة الفرنسية حيال سوريا جعلتها تدخل أي فرنسا المحرك الرئيس في صدور قرار رقم 1559 . ففرنسا هي فرنسا بمصالحها ورؤيتها الاستراتيجية الرئيس ساركوزي صديق اسرائيل ومتهور يفكر بنهج المحافظين الجدد في امريكيا فيعتبر ساركوزي اكثر الفرنسيين تعصبا لاسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الاطلسي لقد تحسنت العلاقات بين وسوريا وبريطانيا في السنوات الاخيرة في عودة بشار الاسد الى المجتمع الدولي على الرغم من ان لندن لا تتوقع كثيرا من دمشق الا ان السياسة الخارجية البريطانية اتجهت بالتطبيع التدريجي بالموازاة مع الجمهورية الفرنسية حينما تولى الاسد حكم سوريا تفاءل الكثيرون في بريطانيا على اعتبار ان الاسد الابن درس في سوريا وتزوج فتاه سورية مولودة في بريطانيا وقد توقعوا بانه سيكون مختلفا عن سلفه وان ينتهج الاسلوب الغربي في الحكم . السفير البريطاني السابق في سوريا ديفيد هوغر كان من المتوقع ان سوريا مقبلة على ربيع سياسي ولكن ممانعات سوريا وعدم تكيفها مع المعطيات الاستراتيجية في المنطقة وتنفيذ الاصلاحات الهيكلية الداخلية والعودة الى وضعية الدولة الاعتيادية في المنطقة جعلها تهرب خارج السرب الفرنسي خاصة والاوربي عامة فالعودة الى العلاقات السورية الفرنسية ابان حكم الرئيس الاسبق فرانسوا ميتران يلاحظ ان ثمة تغيير واضح في العلاقة بين البلدين فزيارة ميتران لسوريا كانت وقتها عرضة للوم والعتاب وخصوصا ان الزيارة اتت بعد سنوات قلائل من اغتيال السفير الفرنسي لوي دولامار في لبنان وقد اشير باصابع الاتهام وقتئذ لسوريا خلاصة القول ان الاحداث الجارية في سوريا اليوم قد تفذف البلد الى الحضن الاوروبي وهذا ما تخشاه امريكيا وحليفتها اسرائيل نلاحظ ان دور امريكيا في الاحداث الاخيرة متذبذب في ظل تنافس اوروبي امريكي على سوريا فالسؤال الذي يطرح نفسه من يضحك مؤخرا ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل