المحتوى الرئيسى

نانسى عماد سالم تكتب: نهاية لعبة

06/07 20:10

عدت من عملى بالأمس لأجد أبى وأخى ملتفين حول التلفزيون يشاهدون مباراة لكرة القدم توقعت أنها كالعادة إحدى فرق الدورى وبالصدفة ألقى نظرة لأجد أنه الفريق القومى واكتشف أنه اليوم المباراة الفاصلة لتأهلنا لبطولة كأس إفريقيا... بالفعل اندهشت لقد كانت هذه المباريات منذ عدة شهور فقط تعتبر إحدى حالات الطوارئ فتجد مواعيد المباريات مقدسة ويعرفها كل المصرين من الكبير للصغير ويذكر بعضهم البعض بها وإذا صادفنى الحظ وكنت فى طريقى من العمل أجد الهدوء يعم الشوارع وأكتشف أن نصف الشعب يجلس بالمقاهى ترتسم على وجوههم حالة التأهب والترقب والتركيز الشديد وإذا كنت بالبيت تسمع من حولك أصوات الهتافات والانفعلات التى تدل على اندماج رائع وتعوض لك جو المشاهدة بالاستاد.. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل يمتد إلى ما بعد المباراة، كما كان ممتدا قبله بأيام استعدادا للحدث فتجد بعد المباراة فى حالة الفوز أفراحا هستيرية وبعد الهزيمة حالة حزن وإحباط وتبادل للشتائم كالعادة... هذه الحال منذ شهور قليلة. إلى هذه الدرجة كان الشعب المصرى مغيبا يسعى لتفريغ طاقته وكبته بأى الوسائل ليندمج فى هذه اللعبة بخطة محكمة ليصبح رزقه وطعامه وحل مشاكله هو مجرد هدف بالمرمى، ولكن الهدف الأكبر كان تغييب الشعب عن ما يجرى حوله ولم يكن تقصيرا أو تفاهة من الشعب المصرى. لذلك كنت سعيدة جدا بأننى لم أشعر بهذه المباراة وزادت سعادتى بنهايتها فشعرت أنها نهاية لعهد بكل ما فيه كان الفريق وضع خط النهاية لكل العهد البائت لنبدأ صفحة جديدة بروح جديدة بعقل واع وغير مغيب ولقد استوعب الشعب هزيمة فريقه كأن شيئا لم يحدث واندمج فى عمله وفى متابعة ما يجرى من أحداث تحدد مستقبله. فلقد وجد الشعب المصرى ضالته وهدفه الأسمى والأغلى وهو مصلحة بلده وكيف يبنى مستقبله ومستقبل أولاده وكيف يرفع اسم بلاده عاليا ليس بمجرد لعبة أو هدف بالمرمى بقدم أحد الأبناء وإنما بعقل وعمل وكفاح لقد أصبح اسم مصر قلبا ينبض بالحياة بداخل كل منا نحتضنه بداخلنا ونرفعه عاليا بأخلاقنا وعملنا الذى نثبت به لكل العالم قيمه مصر والشعب المصرى ونكمل مسيرة الشرف بعد إنجاز 25 يناير لم ولن نغيب بعد الآن بأى من الوسائل لقد استيقظ الشعب المصرى من الغيبوبة... وعرف الطريق للمستقبل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل