المحتوى الرئيسى

المصريون المتحدون

06/07 08:14

سافرت إلى لندن للمشاركة فى مؤتمر حمل عنوان «صوت التحرير» نظمته مجموعة من الشباب المصرى الرائع الذى لعب دوراً كبيراً فى دعم مسيرة الديمقراطية قبل الثورة وبعدها، وعادوا وأسسوا مؤخرا جمعية «المصريون المتحدون» التى تضم كثيراً من الأطباء الذين لم يتوانوا عن ترك أعمالهم و«أكل عيشهم» من أجل تقديم عمل يخدمون به الجالية والوطن. وقد كان معى فى هذا اللقاء الصديق جورج إسحاق ود. يحيى الطبيب المصرى المقيم فى لندن، واختتم بحفل موسيقى لمجموعة من الشباب المصرى المقيم معظمه فى بريطانيا، غنوا أغانى بعضها من ابتكارهم والبعض الآخر للراحل الكبير الشيخ إمام. وقد بلغ الحضور حوالى 300 شخص دفعوا جميعا ثمن بطاقات الدخول التى سيذهب دخلها لصالح جرحى الثورة، وهو أمر غير مسبوق فى تاريخ الندوات المصرية، خاصة التى جرت قبل الثورة. فكثير منها جرى فى المراكز الثقافية المصرية وكان يحضرها بعض المسؤولين السابقين مع بعض طلاب البعثات المصرية أو نوعية خاصة من أبناء الجالية، وأذكر أن أحد أصدقائى المصريين أخبرنى أثناء دراستى فى باريس فى منتصف التسعينيات كيف أن لقاءً جرى مع د. فتحى سرور فى عاصمة النور تحول إلى مديح فى عبقرية الرجل، حتى وصل إلى حد أن ألقى أحد المبعوثين قصيدة شعر فى مديح (أو نفاق) الرجل وتصف مجىء سرور بأنه أنزل فى نفوس المصريين السرور. وتذكرت وقتها طلابنا أو أساتذتنا الذين درسوا فى أوروبا فى الستينيات وكيف اختلفوا مع جمال عبدالناصر فى أحد اللقاءات (وليس فقط مع وزير من وزرائه) التى كان أحد أبطالها الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون الكبير. ما جرى فى ندوات المصريين الرسمية قبل الثورة كان فى أغلبه مؤسفا، فكثير من الحاضرين كان يأتى محملاً بثقافة «المنحة يا ريس»، ويحاول أن ينافق المسؤول قدر المستطاع، أما من اضطرتهم الظروف للحضور واحترموا أنفسهم فكانوا يحضرون إما للفرجة أو تأدية واجب ثقيل. إن ما جرى فى مصر قبل 25 يناير شاهدت عكسه يوم السبت الماضى، فالحضور كان لأطباء ومهنيين وطلاب شاركوا بحيوية فى النقاش حول القضايا التى تشغل بال الجميع (الجيش والإسلاميين والانتخابات والفلتان الأمنى ودورهم فى مساعدة البلد فى هذه المرحلة)، وهو ما أشعرنا بأننا فعلا فى مصر جديدة، تحاول أن تنفض عن نفسها غبار ثلاثين عاما، وأن هؤلاء الذين تواروا إحباطا فى السنوات الماضية عادوا بقوة وهم راغبون فى المشاركة فى نهضة هذا البلد، ويجب أن يحصلوا على حقهم الطبيعى فى التصويت فى الانتخابات المقبلة. وكما اعتدنا فى كل مرة نذهب فيها إلى لندن أن نلتقى المفكر والناشط الإسلامى المحترم الدكتور كمال الهلباوى، ولكن هذه المرة كان الرجل عائداً من القاهرة بعد أن قضى 23 عاما من عمره فى الغربة الاضطرارية بسبب النظام السابق والتقينا أيضا اثنين من أعضاء جبهة إنقاذ مصر (يستعد أحدهما وهو الشيخ أسامة رشدى للعودة للقاهرة) مع عدد محدود من المصريين، أحدهم طبيب ذكر لنا مجموعة من المغالطات والأخطاء اعتبرها بمفرده قضايا استراتيجية، وكان هو الشخص الوحيد فى هذه الرحلة الذى فكرنا بثقافة النظام السابق، حتى نعرف أن مصر صحيح تغيرت ولكن لايزال أمامها طريق طويل للنهضة وإعادة البناء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل