المحتوى الرئيسى

«ظاظا» يحاور وزير الداخلية

06/07 08:14

أتذكر الآن الفيلم الكوميدى «ظاظا»، للمخرج الكبير على عبدالخالق، ومؤلفه المتألق طارق عبدالجليل.. فقد بدأ «ظاظا» مشواره للرئاسة من محطة فضائية يقلد الأصوات.. يجلس فى «الكنترول» ويعمل المداخلات، حسب الطلب، مرة يقلد صوت امرأة.. ومرة يقلد صوت رجل مسؤول.. وثالثة يقلد صوت شاب.. فى إطار إضفاء الجماهيرية على المحطة الفضائية التى يعمل بها! وبالمصادفة كانت المحطة الفضائية على موعد مع وزير الداخلية.. وجاء الوقت ليجرى « ظاظا» مداخلاته الشهيرة على الهواء مع معالى الوزير.. لكن تحت سيطرة حرس الوزير.. وهنا تكون قمة الكوميديا من هانى رمزى «ظاظا»، من خلال بعض المواقف.. لكن يبقى الفارق الجوهرى بين وزير الداخلية فى فيلم «ظاظا»، ووزير الداخلية فى فيلم إحسان.. أن وزير داخلية ظاظا فاسد! ومن الغريب أن الكاتب طارق عبدالجليل قد كتب فيلمين، الأول «عايز حقى»، والثانى «ظاظا رئيس جمهورية».. وكلا الفيلمين أحدث دوياً كبيراً، واستطاع أن يستشرف المستقبل فيهما.. وتوقع « عبدالجليل» فكرة الفبركة الإعلامية.. وقدم مشهداً مثيراً فى مقابلة محطة فضائية مع وزير داخلية جمهورية «ظاظا».. والأمر لا يختلف عما فعله كابتن ماجد فى الكنترول! ويبدو أن الواقع أحياناً يفوق خيال الكاتب، فالواقع ربما يكون أكثر إثارة.. فإحسان اليوم هو ماجد مصر والجزائر.. وهو أيضاً ظاظا فى السينما.. الفارق أن إحسان اختفى ولم نعثر له على أثر.. أو قد يظهر ألف إحسان.. أما ماجد فهو حى يرزق.. وظاظا لم يختف، وإنما أصبح فيما بعد رئيساً للجمهورية بعد أحداث مثيرة، ودعم من دولة كبرى يقال إنها أمريكا! أصبح «ظاظا» بقدرة قادر السيد الرئيس ظاظا.. ولهذا السبب تعطل هذا العمل فى الرقابة، كما يقول المخرج على عبدالخالق، قرابة ست سنوات.. وتم تغيير الاسم من «ظاظا رئيس جمهورية»، إلى « ظاظا» فقط.. وكانت وجهة نظر فاروق حسنى، وزير الثقافة، أن الشارع المصرى والعربى، قد يطلق اسم ظاظا على مبارك بعد عرض الفيلم.. ولهذا قيل إن أحداث الفيلم تجرى فى دولة ما! ولا يعنينى هنا قصة الفيلم كاملة، وإن كانت روعتها أنها استشرفت المستقبل سياسياً وإعلامياً.. تعنينى هنا مشاهد الفبركة الإعلامية فى محطة ظاظا.. ويعنينى هنا أن المصداقية هى التى قد تصنع جماهيرية البرامج، أكثر من الفبركة بتقليد الأصوات.. سواء على طريقة ظاظا أو ماجد.. أو حتى إحسان.. فمن الجائز أن يفعلها «ظاظا» قبل الثورة، ولكن ما حكمة «إحسان» بعد الثورة؟! تعنينى أيضاً مسألة أخلاقيات الثورة، وأخلاقيات الإعلام.. وكما قلت حين أناقش هذه القضية فكأنما أقطع شيئاً من جسدى.. وأخشى أن يكون هناك اتهام للثورة وللإعلام.. بما يعنى أن هناك خطأ، يصل أحياناً إلى حد الخطيئة.. وقد يكون الأمر كذلك، وقد يكون هناك انحراف.. والثورة لا تعنى الفوضى.. ولا حرية الإعلام تعنى قلة الأدب.. وهى مسائل تزعج المصريين الآن! مرة أخرى، الحرية لا تعنى الاجتراء على الحقيقة، ولا تعنى الفبركة.. فليست حرية ولا صحافة أن تهين أحداً.. ولا أن تستهدفه.. الأصل أنك نائب عن الناس.. لست قاضياً ولا جلاداً.. وللأسف عندنا نوعان من المحاكمات: محاكمات قضائية، ومحاكمات فضائية.. فهل نموذج «ظاظا» فى السينما يصلح فى الفضائيات الآن؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل