المحتوى الرئيسى

محمد مسعد البرديسى يكتب : أسقطنا الخوف وأطحنا بالأخلاق!

06/07 00:37

السؤال: عندما أحرزنا النصر على الخوف هل أسقطنا معه الهيبة؟؟ الهيبة اللازمة للأمن؟ أى الهيبة التى تقويها الأخــلاق! للأسف فإن الواقع يجيبنا الآن بـ نعم. إذن حين نثير بحماس أن الأخلاق والدعوة إلى ثورة الأخلاق هى أسبق القضايا على الإطلاق من دعاوى البناء وزيادة الرواتب أو حتى قطع العلاقات مع إسرائيل إلى آخره من طابور الطلبات الذى لا ولن ينتهى طوله، فإننا بهذا لم نكن خياليين أو نقضى وقتا فى التسلية والتمتع بمناخ الحرية المتوفر وبقوة الآن، حيث لا يمكننا الصمت والإعراض عما يحدث من حوادث متفرقة، كالذى حدث مثلا فى قسم الأزبكية أو ما حدث فى المنصورة أو فى حى الهرم، حوادث كثيرة تفرض علينا وبقوة أن ننتبه، وفى نفس الوقت نجدنا نمرر بيننا دون أن نشعر إحساسا غير مباشر بالإحباط والجزع، حيث تنفلت الأعصاب من أقل احتكاك ممكن! كيف الصمت إذن؟؟ لايمكنا الصمت ونحن نرى عدم اعتبار لأهمية الشرطة وأهمية تغيير النظرة الفائتة واستعادة الاحترام، مما يتطلب ضروريا إجماع وقدرة على تجاوز الماضى لايمكنا الصمت ونحن نرى العلامات الفارقة الدالة على البلطجة وكسر الهيبة والانضباط واضحة جلية مثل إطلاق الشتائم القذرة بصوت واضح وإطلاق الأصوات القذرة التى تدل على التحدى وفرض القوة عنوة وإرهابا، ثم نعرض عن صامتين غير عابئين وكأن شيئا لايعنينا! وتهمنا هنا المواقف التى يظهرها شعبنا فى أحيان كثيرة، خاصة إثر ما حدث فى حادثة الأزبكية، حيث تم فرض كردون أمنى حول القسم بعدما انقسم الجمهور إلى طرفين بين غاضب حانق يريد الفتك بالقسم وآخرون تضامنوا بشهامة للدفاع عنه فى تضافر ملفت وممدوح بين الشعب والشرطة والجيش. الشاهد أننا نعانى إذن من انفلات أعصاب حاد قبل الانفلات الأمنى الأمر الذى يعنى معه انفلات وسقوط فى الأخلاق خطير! وعليه تجعلنا الحادثة بكل ما حدث أن نستثمرها لنعول على الاهتمام بالأخلاقيات بداية بالتوعية والقدوة والمثل يعد أمرا مهما للغاية، فالشارع لا يرجى من ورائه إلا الانضباط والتحكم فى السلوكيات إلى أقصى حد ممكن والتوعية تتمثل فى: ـ تفعيل دور المسجد والأئمة والدعاة شبه اليومى، للبعد قليلا عن النقاش السياسى، بقدر المستطاع. ـ تفعيل دور الندوات الدورية لرجال الفكر والسياسة (ساقية الصاوى كمثال)، ودمج النقاش السياسى مع الانضباط الأخلاقى. ـ البرامج التلفزيونية الجماهيرية المؤثرة (التوك شو)، وكف الحديث ولو لأيام فى البعد السياسى أو دمجه مع الاهتمام بالانضباط الخلقى. ـ نزول الشخصيات القيادية والعامة إلى الشارع، وقضاء هذه الشخصيات أوقاتا معينة بين الجماهير فى الشارع ومحطات النقل العام والخاص والميادين، والاجتماع بهم والجلوس إليهم دون إعداد تنظيمى معقد، فقط باحتياطات أمن غير مبالغ فيها بعيدا عن الإسراف، ويمكن أن تدرج هذه الاجتماعات أو التجمعات المتفرقة تحت عنوان (حريتنا لاتعنى قلة الأدب) فالقرب من الجماهيرية وملامسة الأيدى البسيطة العاملة وغير العاملة منها، تلك الملامسة تضفى أثرا بالغا معنويا وتعنى الهدف الذى نريده ألا هو أمن مصر واستقرارها أولا وأخيرا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل