من يحمي المرأة من العنف الأسري؟

  من يحمي المرأة من العنف الأسري؟   أمان غائب بين قضبان المنزل     عندما يتحول مصدر الأمان إلى شبح مرعب ، وتنتهك آدمية المرأة بكل الصور من قبل شريك حياتها أو أحد المقربين إليها من أفراد العائلة ، لا شك أن هذا الأمر سيحدث خلالاً في المجتمع ، وذلك نتيجة لتفاقم ظاهرة العنف ضد المرأة بطريقة ملفتة للنظر.   لذلك تعد المعاهدة الدولية الخاصة بمكافحة العنف ضد المرأة هي الأولي من نوعها  في العالم للتصدي إلى مثل هذه الكارثة.   هذه المعاهدة أطلقها المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان وتهدف إلى وقف جميع أنواع العنف ضد المرأة بكل أنواعه جسدي أو نفسي ، وضمت معظم الدول الأوروبية ، وتم توفير خط ساخن للإبلاغ عن أي حالة من حالات العنف المنزلي أو غيره.   ومع كل أسف لو تم مقارنة هذه المعاهدة كخطوة من خطوات التصدي لهذه الظاهرة العالمية ، سنجد أن أحدث دراسة خاصة بالوطن العربي كانت منذ أكثر من 3 سنوات ، ولا توجد أي دراسة حديثة لعام 2011 أو 2010 ، ولكن بحسب الإحصاءات العالمية فإن 1/3 نساء العالم يتعرضن لنوع من أنواع العنف.   ولذلك تسعي بعض الجمعيات الأهلية بشكل أو بآخر للتنبيه إلى خطورة هذه الظاهرة ، ولكن مع انعدام وجود أماكن متخصصة لاحتواء من تعاني من العنف الجسدي بأي شكل من الأشكال كنوع من العلاج النفسي والتأهيل أوالمأوي والحماية .     ويؤكد أستاذ علم الاجتماع د. حسين الخزامي على ضرورة إيجاد مراكز لرعاية النساء المعنفات لحمايتهن حتى تشعر المرأة بأن لها ملاذ تذهب إليه أو مركز تجد به الرعاية ، لأن انعدامها يجعل المعنفة تضطر إلي تحمل العنف والتعايش معه وكأنه شئ طبيعي ، مشير إلى أن من الضروري أن تحتوي مثل هذه المراكز على أخصائيين اجتماعيين وتربويين ، وبرامج مهنيه مدروسة وموضوعة بعناية تقوم بإعادة التأهيل.   ومع غياب هذه المراكز عن معظم الدول العربية ، تظهر وسائل مساعدة بين الحين والآخر أو بطرق مختلفة ولكنها غير كافية بالمرة ، فعلي سبيل المثال تلجأ بعض النساء إلى أي قشة كالدخول إلى مواقع الانترنت أو التواصل الاجتماعي لتجد أي دعم من الآخرين .   ومن المواقع التي ظهرت من فترة على الساحة وناقشت قضايا المرأة بجدية ، كان  موقع " أمان " الذي يهتم بوجه الخصوص بالتواصل مع المرأة العربية وقضاياها الحساسة ويتبني قضايا العنف جميع حالاته من خلال التواصل مع المعنفات ، حيث يقدم أكثر من خدمة منها النداءات العاجلة التي يرد عليها الأخصائيين ويتم توصيلها إلى الجهات المعنية .   كما يمارس موقع آخر نشاطه عبر الفيس بوك ويحمل اسم " إنسانة .... مثلي مثلك" ويدعو إلى مكافحة ظاهرة العنف ضد المرأة ويتبادل الجميع من خلاله المشورة .