المحتوى الرئيسى

زوال العرب وبقاء إسرائيل !

06/07 11:06

خلف الحربي حين كنا صغارا أهلكنا المعلمون بترديد الفكرة التي تقول إن إسرائيل دولة مؤقتة وزائلة لا محالة، وحين كبرنا قليلا وأصبح بإمكاننا قراءة الصحف والكتب تم حشو أدمغتنا بالأسباب الكثيرة التي تجعل إسرائيل دولة غير قابلة للبقاء في محيطها العربي، ومرت سنوات العمر ونحن ننتظر اللحظة التي تختفي فيها إسرائيل من الوجود، وإذا بنا ندخل في اللحظة التي أصبحت فيها الدول العربية تتهاوى واحدة بعد الأخرى!. قبل أيام قليلة مرت الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة التي ابتلعت فيها إسرائيل أراض عربية أهمها الضفة الغربية وغزة والجولان وسيناء (التي عادت لاحقا إلى مصر بشروط إسرائيل)، وقبل أسبوع أو أكثر ألقى نتنياهو خطبة عصماء في الكونغرس الأمريكي أكد فيها أن إسرائيل لن تعود إلى حدود 1967 وهذه اللغة تعني إسرائيل وصلت درجة من الارتياح والطمأنينة إلى درجة أنها لم يعد لديها استعداد للتفاوض حتى على الأراضي التي كانت تعترف بأنها تحتلها .. فما بالك بشعورها تجاه الأراضي التي احتلتها عام 1948؟.. فهل لا زلنا حقا نصدق أن إسرائيل كيان مصطنع مصيره إلى الزوال!. على أية حال قد تزول إسرائيل بعد مائة عام أو مائتي عام، فلا أحد يمكنه التكهن بما يمكن أن يحدث في المستقبل ولكنني حين أنظر إلى وضع جيرانها العرب اليوم أجد دولا مضطربة وكيانات سياسية غير قادرة على الحفاظ على وحدتها الوطنية، وجيوشا لا تسعى لمحو إسرائيل قدر سعيها لإبادة شعوبها، فأشعر بالتعاطف مع أولئك المعلمين الذين قرأوا علينا المستقبل بالمقلوب. سر بقاء إسرائيل رغم كل التحديات الكبيرة التي واجهتها يكمن في الديموقراطية واحترام قيمة الفرد في داخلها بغض النظر عن عنصريتها ووحشيتها حين تتعامل مع خصومها العرب، وسر تساقط بعض الدول العربية واحدة بعد الأخرى يكمن في الديكتاتورية وسحق شخصية الفرد في الداخل والأنحاء لكل القوى الخارجية من أجل بقاء من يمسكون بزمام السلطة. يقول المثل الشعبي: «اللي ما فيه خير لأهله ما فيه خير للناس»، لذلك كان من المستحيل أن تنجح دولة عربية مجاورة لإسرائيل في تحرير فلسطين ما دام الإنسان داخل هذه الدولة محتلا ومسلوب الكرامة، لقد انتصرت إسرائيل في الحروب المتعاقبة واكتسحت أراضي دول عربية أكبر منها مساحة وسكانا ثم أنتجت وصنعت وأبدعت وبلغ دخل الفرد فيها أضعاف ما هو عليه عند جيرانها العرب واستطاعت فرض نفسها كأمر واقع لا مفر منه وكانت في كل هذه المراحل تستمد قوتها من احترامها لمواطنيها، بينما داس جيرانها العرب على هذا الكائن الذي يسمى (المواطن) بالأحذية العسكرية. آه ليتنا نعرف وسيلة للاتصال بمعلمينا القدماء كي نقول لهم إن إسرائيل لا زالت باقية والعرب على وشك الزوال.. دائما فتش عن الديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية كي تعرف من الذي سيبقى ومن الذي سيزول؟!. *نقلا عن "عكاظ" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل