المحتوى الرئيسى

من النكبة إلى النكسة وإلى ذكرياتها المؤلمة.. الفلسطينيون لوحدهم بقلم:بسّام عليّان

06/06 21:16

من النكبة إلى النكسة وإلى ذكرياتها المؤلمة.. الفلسطينيون لوحدهم الفلسطينيون لوحدهم بسّام عليّان* في هذا العام؛ عام الثورات الشعبية العربية، تحمل ذكرى النكسة الفلسطينية وقبلها النكبة معنى مختلفاً فيما يغوص العرب في تفكّر ذاتي جدّي على وقع سقوط قادتهم الواحد تلو الآخر. الفاصل ما بين ذكرى النكبة وذكرى النكسة، أيام قليلة؛ لم يجف دم الشهداء بعد، ولم تلتئم جراحنا. ففي العام 1948 أضاع العرب أكثر من ثلثي فلسطين لتنفيذ مؤامرة سايكس بيكو ، وفي العام 1967 ضاعت بقية فلسطين لإكمال تنفيذ مؤامرة «معاهدة» رودس. جوهر النكبة والنكسة وبقية الأسماء الأخرى، أن الشعب العربي الفلسطيني لم يعد له كيان، وأصبح بلا دولة تحميه. ومنذ اليوم الأول من النكبة، مروراً بالنكسة، وحتى آخر معركة فلسطينية في الميدان، فإن الشعب الفلسطيني وقع ضحية صراعات غير مبدئية؛ لا تخصنا مطلقاً كفلسطينيين حتى وإن دفعنا ثمنها أغلى الدماء وأغلى الدموع. وبالرغم من بعض أصوات الدعم التي ترتفع هنا وهناك، الفلسطينيون وحيدون في هذه التواريخ والذكريات. إنهم يفتقرون إلى أي دعم سياسي من العرب، وما زال العرب يغيبون أي مبادرة وأي خطوات عملية من أجل تحرير الأرض المحتلة وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم. حتى انضم إليهم «زعامات وقيادات» فلسطينية أصبحت تتخذ من دم الشهداء قميص عثمان لتدخل في مصالحات وتجاذبات وتنازلات تزيد الفلسطينيين دوراناً حول أنفسهم؛ لتنفيذ مخططاتهم وكبت الحريات وتكميم الأفواه؛ وبقيت إسرائيل وتمددت، وتمددت معها الأنظمة وتمادت في التسلط والفساد والتحكم في كل المفاصل هذا الصراع العنيف أحياناً، الناعم أحياناً، الخبيث أحياناً، الدموي أحياناً، المخادع أحياناً، كان موجوداً حتى قبل وقوع النكبة، في أول صدامات لنا كشعب فلسطيني مع المشروع الصهيوني على أرضنا، ابتداء من وعد بلفور البريطاني، ثم مشروع إقامة إمارة أردنية على الجزء الشرقي من فلسطين ليحمي تنفيذ وعد بلفور هذا ..(!؟). ومنذ ذلك الوقت حاولت قوى كثيرة مثل القوى الاستعمارية الكبرى في ذلك الوقت وعلى رأسها بريطانيا دولة الاحتلال آن ذاك، والحركة الصهيونية وذراعها التنظيمي ممثلاً بالوكالة اليهودية والمجموعات العسكرية الصهيوينة النظامية وغير النظامية، والمحاور العربية، أن تغل يد الشعب الفلسطيني عن اتخاذ القرار الذي يناسب مصلحته الوطنية العليا، فقد حورب الجيش الفلسطيني بقيادة عبد القادر الحسيني وحسن سلامة وغيرهما أكثر مما حورب الصهاينة، وحوربت حكومة عموم فلسطين التي أنشأها المفتي الحاج أمين الحسيني رئيس الهيئة العربية العليا في فلسطين، أكثر مما حورب الكيان الصهيوني، لدرجة أن الرجل تنقل من منفى إلى منفى إجبارياً حتى وفاته. وقامت إمارة شرقي الأردن بضم الضفة الغربية لها وإعلان «المملكة الأردنية» لمحو إسم فلسطين من الخارطة السياسية، وعندما قامت جامعة الدول العربية بطرد الأردن من الجامعة بسبب هذا التصرف، قامت أميركا بالضغط على «الجامعة» لإعادتها. مما يعني أن «جامعة الدول» دخلت أيضاً في اللعبة ضد فلسطين و شعبها. وبعدها؛ أسسنا منظمة التحرير الفلسطينية من أجل أن تكون عنواناً وطنياً، وكياناً معنوياً لشعبنا، وخضنا في سبيل قرارنا الفلسطيني المستقل حروبا طاحنة مع الأشقاء أكثر من الأعداء، واعتبرنا عام 1974، عام الاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا عيداً وطنياً جامعاً، وكان حدثاً خارقاً يشبه القيامة من الموت؛ فعاد العرب وأوجدوا «مدريد» حتى أوقعونا في حبال «أوسلو» وما بعدها، إلى أن أوهمونا بسلطة الحكم الذاتي، حتى دخلنا بصراعات مع أنفسنا هذا «داخل» وهذا «خارج» وذاك «فتح» والآخر «حماس» وهلم جرا؛ إلى أن أصبح الشعب الفلسطيني بدون أي مرجعية. فكانت مسيرات العودة ذاتية من تلقاء فعل وردة فعل الفلسطينيين أنفسهم كشعب لاجيء؛ مل الانتظار وراء الاسلاك الشائكة؛ وحدود «سايكس بيكو و رودس». و الآن ونحن على مفترق الطرق: يجب أن ننتبه بوعي وطني، وحذر وطني، وانتماء وطني عميق، حتى لا ننجر إلى أي شيء يشتت جهدنا عن هدفنا في العودة وتحرير أرضنا من كل الخائنين والمعتدين على شعبنا إذا كانوا من الداخل أو من المحيط الذي يتشدق بقضيتنا. و نريد أن نكون شعباً بالمعنى والمفهوم السياسي الكبير وليس قطاعاً للاستعراض. و نريد لأرضنا أن تكون وطنناً وليس جغرافيا تائهة متنازع عليها. ويبدو أنّنا أو يجدر بنا نسلك طريقنا بأنفسنا دون وصاية من أحد أياً كان؛ فالشعب الفلسطيني ــ اليوم ــ هو القائد وهو الزعيم . فلهذا فإن على الجميع التحلي بالحكمة والتعقل، وألف رحمة على أرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن كرامة الأوطان وعزتها وحرية المواطن وأمنه وأمانه. • بسّام عليّان ــ كاتب وباحث عربي/ فلسطيني [email protected] www.nice1net.jeeran.com http://nice1net.jeeran.com/Page_2.html

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل