المحتوى الرئيسى

> فيلسوف الثورة الإيرانية يتطاول علي ثورة «يناير».. والوفد المصري هدد بالانسحاب

06/06 21:08

حملت رحلة الوفد المصري الشعبي إلي طهران العديد من المفاجآت التي تكشفها «روزاليوسف» لأول مرة، كانت بدايتها بمقولة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للوفد المصري: أقسم بالله أن مجرد مروري بالأجواء المصرية مرة، أفضل من زيارتي لواشنطن مائة مرة، ثم طلب من الإعلاميين المرافقين للوفد عدم نشرها في وسائل الإعلام، مما أثار استغراب الكثيرين. المفاجأة الثانية كان بطلها د.جمال زهران عضو الوفد المصري الذي قبل رأس قاسم الحسيني «الجاسوس الإيراني» الذي أفرجت عنه السلطات المصرية لكونه دبلوماسياً لا يجوز حبسه، وقال زهران للحسيني علي متن الطائرة التي توجهت إلي طهران: أنا آسف بالنيابة عن مصر كلها. وكانت «روزاليوسف» علي موعد بمقر الإذاعة والتليفزيون الإيراني ضمن عدد قليل من أعضاء الوفد، حيث يتعلق هذا اللقاء بمحاضرة يلقيها أحد فلاسفة الثورة الإيرانية وعالم الدين الدكتور رحيم أزغندي الذي تسبب حديثه في أن هدد بعض أعضاء الوفد بالانسحاب وقطع الزيارة، حيث كان حديثه حاداً للغاية حين قال: إن قبول مصر المساعدات الأمريكية المقدرة بنحو 40 مليار دولار يعد بيعاً حقيقياً للثورة المصرية، وأضاف أزغندي متسائلاً: أبهذا الثمن تبيعون ثورتكم وهل لو أعطاكم أي طرف آخر 41 ملياراً.. هل توافقون علي بيعها بهذا الثمن الأعلي؟ ولماذا لا تسألون أنفسكم كمصريين لم قدمت الولايات المتحدة يدها لكم وهي حليف تاريخي لحسني مبارك الديكتاتور الذي خلعتموه.. هؤلاء الأمريكان والغرب يعتبرون المسلمين من البربر والدرجة الثانية إنسانياً، ثم إن الثورة المصرية أصلاً ليست ثورة لأنها بلا قائد والثورة لابد أن يكون لها قائد، كما أضاف: إن الثورة المصرية جاءت بسهولة وما جاء سهلاً يغدو سهلاً، مفصحاً عن قلق يراود بلاده من احتدام الخلافات بين المسلمين والأقباط، مؤكداً أنه لا يخدم المصالح الإيرانية، وكذلك جميع المصالح العربية لانشغال مصر بهذا الملف الشائك عن دورها الإقليمي والدولي. هذه الاتهامات قوبلت برفض تام من أعضاء الوفد كاملاً، حيث طالبت وائل الإبراشي بالكف عن تشبيه الثورتين الإيرانية والمصرية وسحب كلامه الذي تحدث فيه عن الثورة، كما رد علي حديث العالم الإيراني بأن الثورة المصرية بلا قائد بأن ذلك من عظمة الثورة وانفرادها.ورد أزغندي علي الإبراشي بأنه لن يسحب حديثه ولكنه مطروحاً للنقاش مما استدعي الإبراشي أن يلقي كلمة عن الثورة المصرية طالت مشاعر كل المصريين المتواجدين، وكذلك بعض الإيرانيين.وزاد من سخونة الجلسة ما قاله أزغندي عن السادات بأنه كان ديكتاتوراً وخائناً وأن خالد الإسلامبولي بطل وشهيداً مما تبعه تهديدات عالية من أعضاء الوفد حتي كف أزغندي عن الحديث. وفي السياق ذاته أجرت «روزاليوسف» استطلاعاً محدوداً نظراً للتشديدات الأمنية حول رأي الشارع الإيراني إذ أكدوا أن خلافات شديدة تجري بين تيارين داخل التيار المحافظ بسبب اتهامات وجهت إلي رحيم مشائي مستشار الرئيس الإيراني حول محاولات سياسية يجريها لإدخال تعديلات علي نظام الحكم في إيران، كما رأي إيرانيون بأن فرص رحيم مشائي مستشار نجاد وصهره والذي يجهزه لتولي الرئاسة باتت ضعيفة، لأن الشعب الإيراني يرفض أن تقسم المناصب أو تورث بهذه الطريقة، وهو ما يدفع محافظ طهران السيد قالي باف إلي المقدمة حيث يعد هو الأوفر حظاً حتي الآن لخلافة نجاد في رئاسة الجمهورية. واستكمالاً للاستطلاع فإن الحديث مع رجل الشارع الإيراني ليس سهلاً بسبب اللغة وأيضاً الحالة الشرطية التي تعيشها إيران خصوصاً العاصمة طهران، لم تكن خلافات مشائي هي المحور الوحيد بل أكد عدد كبير ممن تحدثنا معهم أن إيران علي وشك ثورة نسائية كبري حيث بات عدد كبير منهن لا يرضي بالإجراءات المفروضة عليهن ويطالب بحريات أكثر وهو ما استدعاهن لمخالفة بعض هذه الإجراءات بشجاعة وقف أمامها النظام حائراً ومن بين محاولات كسر هذه الإجراءات خروج الفتاة يرافقها شاب إلي أحد المتنزهات وهو ما لم يكن يحدث سابقاً. وفي حديثها معنا قالت إحدي المصورات الصحفيات «أ.ز» إن جميع فتيات إيران حالياً لم يعاصرن الثورة وليس لديهن موروث كاف للعيش والتأقلم وسط هذه الإجراءات لمدة طويلة أكثر كما أن العالم أصبح لا يدار بمثل هذه الطريقة، التي تصر علي حرمان الشعب من قنوات فضائية ومواقع إلكترونية مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب». أحد الشيوخ الإيرانيين قال: إن إيران لديها خيفة من تصدير مصر ثورتها إلي طهران وأن يقوم الشباب الإيراني بمثل ما قام به الشباب المصري، معرباً عن أمله في أن تظل ثورة الخوميني وألا تنحيها أي ثورة مضادة أخري، فيما قال أحد الشباب: إن أقرانه لا يرون أن التغيير يأتي فقط بتغيير نظام الحكم ولكنه يأتي أيضاً بتغيير الشباب من أنفسهم أولاً حتي إذا ما غيروا نظامهم استطاعوا أن يقوموه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل