المحتوى الرئيسى

تحليل -اراقة الدم تقوض مبادرات الرئيس السوري

06/06 13:04

بيروت (رويترز) - لجأ الرئيس بشار الاسد للقوة الشديدة والتنازلات السياسية في ان واحد في اغلب الاحيان لقمع الاحتجاجات في سوريا ولكن لم ينجح الاسلوبان في وقف الانتفاضة وقد يؤدي تعامله المزدوج لانفضاض قاعدة مهمة من مؤيديه من حوله.ومنذ اندلاع الانتفاضة قبل 11 اسبوعا جمع الرئيس السوري بين القمع العنيف ومساعي استمالة المتظاهرين وتكرر الشيء نفسه الاسبوع الماضي.ففي نفس اليوم الذي اعلن فيه العفو عن سجناء سياسيين قتلت قوات الامن عشرات من المدنيين في بلدة الرستن بوسط البلاد اثناء مظاهرات مناهضة للاسد.واعقب قرار العفو الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي خطوات نحو "حوار وطني" لبحث شكاوى شعبية بينما قتل عشرات اخرون في هجوم للجيش على البلدة.وسواء كانت الرسائل المتضاربة استراتيجية متعمدة او رد فعل متسرعا للاضطرابات في سوريا بقول محللون انها تهدد بتقويض حجة انصار الاسد الذين يقولون ان البديل الوحيد لحكمه هو نشوب حرب اهلية.وقال محلل في دمشق "الاقليات السورية والطبقة الوسطى وقطاع الاعمال.. يخشى الثلاثة بصفة اساسية بديل الاسد وقبلوا مبدئيا رسالة النظام ومفادها "نحن او الفوضى"."ولكن النظام لم يكن متسقا الى حد كبير على جميع الجبهات.. القمع والاصلاح ومعالجة الاثار الاقتصادية فضلا عن شروط الحوار. يعتقل اشخاصا في نفس اللحظة التي يحتاج فيها لوجود شركاء حوار على الارض."وقال المحلل الذي طلب عدم نشر اسمه "لذا فان معادلة نحن أو الفوضى تنقلب ضده (النظام) شيئا فشيئا."وتقول جماعات حقوقية ان 1100 قتيل على الاقل سقط في الاضطرابات مع امتداد الاحتجاجات من مدينة درعا الجنوبية الى ساحل البحر المتوسط والمناطق الكردية في الشرق.وتصاعدت حدة الاحتجاجات في المناطق الريفية الافقر بينما كانت الاضطرابات اقل في العاصمة وحلب ثاني أكبر المدن السورية حيث توجد الشركات الاكثر ثراء والطبقة المتوسطة ويرجع ذلك في جزء منه للتواجد الامني الكثيف.وتنحي السلطات السورية باللائمة في أعمال العنف على عصابات مسلحة يدعمها اسلاميون ومحرضون اجانب وتقول ان أكثر من 120 من رجال الشرطة والجنود قتلوا. وتحظر السلطات نشاط معظم وسائل الاعلام الدولية مما يجعل من المستحيل التحقق من روايات النشطاء او السلطات.ورغم غياب اي دلائل على بلوغ التظاهرات الحجم المطلوب للاطاحة بالاسد فان نطاقها اخذ في الاتساع ويقول محللون ان غضب المحتجين يتصاعد.وبمقتل الطفل حمزة الخطيب (13 عاما) انصب الغضب الدولي والمحلي على الوحشية المفترضة في سوريا. ويقول نشطاء ان الطفل عذب بصورة مروعة اثناء احتجازه وهو ما تنفيه السلطات مشيرة الى انه قتل في تبادل لاطلاق النار اثناء احتجاج.وقال شهود ان متظاهرين في داعل ودرعا حملوا صور الطفل يوم الجمعة وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاسبوع الماضي ان مقتله رمز "لانهيار كامل" لاي محاولة لعلاج مظالم الشعب وان شرعية الاسد "انتهت تقريبا."ورغم ادانة كلينتون وحقيقة ان الاحتجاجات استمرت لفترة اطول مما استغرقته انتفاضتان اطاحتا برئيسي تونس ومصر تبدو الولايات المتحدة مترددة في توجيه دعوة صريحة برحيل الاسد.ويرجع التردد لاسباب منها الشكوك بشان من سيتولى ادارة البلاد التي تقطنها اغلبية سنية وتحكمها اسرة الاسد التي تنتمي للاقلية العلوية منذ 41 عاما. وفي ظل حكم الاسد الاب والابن تحالفت سوريا مع ايران وساندت حزب الله وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) كما اجرت محادثات سلام مع اسرائيل.ودعا اجتماع شخصيات سورية معارضة في تركيا يوم الخميس الماضي الاسد للاستقالة لتمهيد الطريق لحكم ديمقراطي ولكن لم تعط اي مؤشر يذكر لكيفية اخذ مكانه.وقال المحلل في دمشق "رغم ان النظام ربما يفقد تأييد الاغلبية الصامتة فان المعارضة لم تحقق اي مكاسب لانها لا تجيب على اي من الاسئلة الرئيسية التي تطرحها الازمة.""في دولة بهذا الضعف كيف تضمن انتقالا ناجحا للسلطة.. ما هو جدول اعمال هؤلاء الاشخاص.. يركزون على قضية اسقاط النظام ويغيبون كليا عن القضايا الرئيسية التي يريد الشعب الحصول على اجابات بشأنها."وقال محللون ان مسيرات الاحتجاج كانت سلمية في معظمها ولكن منذ بداية الاحتجاجات كانت هناك حالات معزولة لحمل متظاهرين سلاح في درعا وتلكلخ وعلى الحدود اللبنانية وفي الرستن في الاونة الاخيرة.وقالت ريم علاف من تشاثام هاوس للابحاث "لاول مرة تقع اشتباكات حقيقية والمواطنون يقاومون. لم يحدث على نطاق واسع بعد."وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى في بيروت ان الساسة اللبنانيين سواء من حلفاء سوريا او خصومها يعتقدون "ان الوضع في سوريا لا يمكن ان يرجع للوراء. لم يحدث مثل هذا الامر في تاريخ سوريا الحديث. النظام مهدد بشكل يفوق العادة."وحتى الان تعوق مقاومة روسيا والصين مساعي امريكية وأوروبية لاستصدار قرار من الامم المتحدة يدين القمع في سوريا وسبق ان تخطي الاسد فترة من العزلة فرضها الغرب حوله.ولكن الاسد شهد انفضاض أكبر حليفين له في المنطقة تركيا وقطر من حوله في الاسابيع الاخيرة فيما عانى الاقتصاد السوري نتيجة فقد عائدات السياحة وتوقف الاستثمارات والعقوبات ضد كبار المسؤولين السوريين مما منع شركات عالمية من التعامل مع سوريا.وتقول علاف "لا يشهد (حكم الاسد) تفككا ولكن هذا الاعتقاد بانه يمكن تقديم القليل مما يسمي بالاصلاحات وتعود كل الامر لطبيعتها.. هذا لن يحدث."من دومينيك ايفانز

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل