حرااام ..."حمدي" الأهرام و"حمدي" الأهلي

بقلم: شوقى عبدالخالق في صفقة بدأت بالشبهات وانتهت بكارثة حقيقية في توقيت يصعب خلاله مثل هذه التصرفات بعد حالة التطهير التى تمر بها البلاد في أعقاب ثورة 25 كانون الثاني/يناير لنجد القنوات الفضائية والصحف، وعلى رأس هؤلاء التلفزيون المصري يعانى الأمرين من انخفاض محصلة الإعلانات في مصر بعد الثورة. ولكن وكالة الأهرام للإعلان وتحديداً رئيسها كان له رأى آخر، حيث يرى أن المحصلة ارتفعت إلى الضعف في توقيت تعانى فيه البلاد من تخبط اقتصادي اختلف خبراء الاقتصاد في مصر على توابعه. صفقة حقاً تستحق التأمل والدراسة لما تضمنه التعاقد مع النادي الأهلي في عقد رعاية صل إلى 150 مليون جنيه إذا تم إضافة قيمة المعسكرات في السنوات الثلاثة، أي ما يوازى ضعف قيمة العقد الماضي الذى بلغ 76 مليون جنيه في السنوات الثلاث الأخيرة. وذلك بالرغم من حصول الأهلي على بطولة الدوري فقط، ولم يحصل على كأس مصر خلال السنوات الثلاثة الماضية، بالإضافة إلى أنه لم يحصل على اللقب الإفريقي ولم يصل إلى بطولة العالم للأندية، وجميعها عوامل أدت إلى رفع قيمة العقد الماضى لرقم الـ76 مليون جنيه، فهل بعد أن تراجع المستوى وقلت البطولات إلى هذا الحد تجد في المقابل ارتفاع القيمة الإعلانية بهذا الشكل! هناك العديد من التساؤلات كان لابد أن نضعها أمام الرأى العام ليعلم أن الفساد لا يزال متوغلا في البلاد ولم تشمل حملة التطهير النادي الأهلي ولا وكاله الأهرام للإعلان اللذين يرأسهما شخص واحد هو الكابتن حسن حمدي، وهو ما يعنى أن حمدي تعاقد مع نفسه في هذه الصفقة المشبوهة التى لو مرت مرور الكرام فعلى الجميع أن يعلم أن مصر سيحكمها ديكتاتور اخر فاسد. والغريب أن أصحاب الانتماء للنادي الأهلي من الإعلاميين أصحاب الصوت العالي في القنوات الفضائية الخاصة، وهم معروفين للجميع خرجوا ليتباهوا بالرقم ويشيدون بالصفقة لأنها ستنعش خزينة ناديهم بالملايين التي من خلالها يستطيع الأهلي إعادة عصر القرصنة على النجوم في مصر. أما الشرفاء فهم من تحدثوا بكل أمانة وحيادية وعبروا عن نبض العاملين بوكالة الأهرام ومؤسسة الأهرام وهم الأكثر دراية بما ستتحمله المؤسسة من خسائر لتوفير قيمة التعاقد للنادي الأهلي مثلما حدث في العقد الماضي. وسر هياج العاملين وصحفيى الأهرام أن عقد الرعاية كتب له الخسارة المدوية من البداية حيث لم يشمل عقد الرعاية قناة النادي الأهلي وموقعه الرسمي، وجريدة النادي وأكاديمية الأهلي وقطاع الناشئين والحفلات الخاصة بالنادي الأهلي، فما هي شروط وبنود التعاقد الذى بلغ رقما قد يصعب تحقيقه إذا امتلكت الوكالة كل هذه المميزات فما بالك أن ما ذكرته خارج عقد الرعاية. مطلوب وقفة حقيقية أمام تجاوزات النادي الأهلي على مختلف الأصعدة وإن كانت إدارة النادي الأهلي تملك من الجماهير الملايين، فلابد أن يفطنوا أن هؤلاء الملايين مصريين ويعشقون تراب هذا البلد، فلن يسكت أحد على استمرار بؤر الفساد الموجودة في مصر مستنداً إلى القوى الشعبية من الجماهير. وإن كان هذا هو المؤشر لأي سلوك أو عمل داخل مصر بأن يكون خلفك أعدادا كبيرة فعلى البلد السلام ولن ينصلح الحال إلا إذا وقف الجميع ووضعوا نصب أعينهم فقط مصلحة هذا البلد، الذى يعانى اقتصادياً منذ انطلاق الثورة في كانون ثاني/يناير الماضى ليخرج لنا حمدى ورفاقه بعقد خيالى تصل قيمته إلى 150 مليون جنيه. وهو رقم أقولها بمنتهى الصراحة "مستفز" للغاية في هذا التوقيت الصعب والهدف منه معروف تماما وهو إنعاش الخزينة لإعادة بناء فريق قوي حتى لا تنقلب الجمعية العمومية والجماهير على مجلس الإدارة الذى أصبح يواجه جبهة معارضة قوية داخل جدران النادي، وإن كان حمدى يبحث عن طوق نجاة من مخطط المعارضة، فعليه ان يدفع من جيبه الخاص وليس من المال العام. المقالة تعبر عن رأي كاتبها فقط