المحتوى الرئيسى

رسالة إلى الطلاب في فترة الامتحانات

06/05 19:40

بقلم: د. محمد عبد المنعم النعناعي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديه واتبع سنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين.. ثم أما بعد..   ونحن وإياكم على مشارف فترة الامتحانات، وما يصاحبنا في هذه الفترة أحيانًا من شعور بالخوف والقلق وإحساس بالعجز والتقصير والشعور بالألم والحسرة الذي نجده حينها من سابق تفريطنا في حق الله سبحانه وبحمده، يجعلنا في حاجة إلى أن نذكر أنفسنا ببعض المعاني الإيمانية التي تربينا عليها، وكان لها أثر عظيم في حياتنا وفي هذه الفترة تحديدًا فترة الامتحانات، مما يجعل الأيام القادمة بمثابة منحة ربانية نتصل فيها بصاحب اليد العليا في الكون سبحانه وتعالى، متحققين بضعفنا وتقصيرنا واثقين بفضله وعطائه وكرمه، ولعلها فرصة أن نتفقد فيها قلوبنا ومشاعرنا تجاه خالقنا اللطيف الخبير، ونعيد ترتيب قلوبنا من داخلها، وتقديم ما يستحق التقديم وتأخير ما يستحق التأخير؛ فنعود بعد هذه الفترة الغنية بكل المشاعر الإنسانية كما نحب أن نكون عليه صلة بالله وإدراكًا لطبيعة الحياة في كنف الكريم..وهنا بعض الإشارات التربوية أصوغها مذكرًا، ولعلها تبعث الأمل في قلوبكم من جديد، الأمل في الله المالك لكل شيء والقادر على كل شيء.. ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)﴾ (يس).   المعنى الأول: من وجد الله وجد كل شيء: هذه هي الحقيقة الثابتة التي لا يمكن أن نغفل عنها أبدًا ونحن نتفاعل مع واقع الحياة، وما يكون فيه من خير وشر وألم وسعادة، فمن وجد الله فماذا فقد؟ ومن فقد الله فماذا وجد؟!في رحلة الهجرة والنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار والمشركون حولهم والقرآن يصف هذا المشهد وصفًا دقيقًا يصور فيه واقع الأمر وحديث النفس واختلاف المشاعر من الخوف والقلق والانتظار يقول الله تعالى: ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)﴾ (التوبة).   (لا تحزن إن الله معنا) ينظر إلينا ويرعانا ويعلم ما بنا من الخوف والقلق، هو وحده الذي يعلم ذلك منا، ولو لم نصرح وهو وحده القادر أن يذهب ذلك عنا، ولو لم نطلب فقط نشعر أن الله معنا فينقلب كل خوف وكل قلق إلى اطمئنان بجوار الله.   مشهد آخر ونحن نطالع ما حكى القرآن من قصة موسى عليه السلام نقرأ قوله تعالى:﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)﴾ (الشعراء).   يقول الأستاذ سيد قطب: إن موسى الذي تلقى الوحي من ربه، لا يشك لحظة وملء قلبه الثقة بربه، واليقين بعونه، والتأكد من النجاة، وإن كان لا يدري كيف تكون فهي لا بدَّ كائنة والله هو الذي يوجهه ويرعاه.. قال: "كلا" في شدة وتوكيد، كلا لن نكون مدركين، كلا لن نكون هالكين، كلا لن نكون مفتونين، كلا لن نكون ضائعين (كلا إن معي ربي سيهدين) بهذا الجزم والتأكيد واليقين.   هي سنة إذًا عن أنبياء الله، نجدها واضحة مع تكرر هذا الشعور بالألم والوحشة والضعف والتفرد، وها هو القرآن يتحدث في سورة الصافات عن إبراهيم عليه السلام، وقد انتهى أمره مع أبيه وقومه، وقد أرادوا به الهلاك في النار التي أسموها الجحيم، وأراد الله أن يكونوا هم الأسفلين ونجاه من كيدهم أجمعين عندئذٍ استدبر إبراهيم مرحلة من حياته ليستقبل مرحلة وطوى صفحة لينشر صفحة فقال كما حكى القرآن: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101)﴾ (الصافات).   كان إبراهيم عليه السلام وحيدًا فريدًا نفدت الأسباب من بين يديه، وانفض كل من حوله عنه فأعلنها درسًا للأجيال المؤمنة إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ومن غير الله يملك الهداية، ويملك نواميس الكون كلها، يقلبها كيف يشاء ومتى شاء!.   فما أحوجنا إخواني، ونحن في هذه الأيام أن نهرول إلى الله، ملتمسين عنده الهداية والتوفيق متيقنين واثقين فمن وجد الله وجد كل شيء.   قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى "في الأثر: يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء".   هي قاعدة إيمانية صريحة.. أنه ليس بأنفسنا ندرك ما نريد وإنما في جوار الله نفعل.   روى أحمد في مسندِهِ عن صهيبٍ رضيَ اللهُ عنهُ؛ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ كان إذا صلَّى همسَ بشفتيْهِ؛ فقالَ: "أفَطِنتُمْ لي؟" قالوا: نعمْ يا رسولَ اللهِ! قالَ: "ذكرتُ نبيًّا من الأنبياءِ؛ كانَ له قومُ كثيرٌ فقالَ: من يكافِئُ هؤلاءِ؟ (أوْ: من يقاومُ هؤلاءِ؟)- وفي لفظٍ للحديثِ: (أعجبَهُ قومَهُ) أي: كثرةَ قومِهِ- (فقالَ اللهُ عزَّ وجلَّ لَهُ: اخترْ لقومِكَ إحدَى ثلاثٍ: إمَّا الموتُ، وإمَّا الجوعُ، وإمَّا أن يُسلَّطُ عليهم عدوٌّ من غيرِهِمْ) فقامَ إلى صلاتِه- وكانَ إذا نابَهُمْ أمرٌ قامُوا إلى صلاتِهِمْ- فقالَ: (أمَّا الجوعُ فلا، وأمَّا أن يُسلَّطَ عليهمْ عدوٌّ من غيرِهِمْ فلا؛ ولكنِ الموتُ!)، قالَ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: (فماتَ في ثلاثةِ أيّامٍ سبعونَ ألفًا! فهمسِيَ الّذي ترونَ أنّي أقولُ: اللهمَّ بكَ أصولُ، وبكَ أحاولُ، وبكَ أقاتلُ، لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بكَ) (سلسلة الأحاديث الصحيحة)، لذلك يمكننا أن نترجم هذا المعنى في ثلاث وصايا عملية تحقق المراد من هذا الدرس:   1- صلاة الحاجة: ورد في سنن الترمذي وابن ماجه وغيرهما من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًّا إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" زاد ابن ماجه في روايته "ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر".   2- صلاة الفجر وصلاة الصبح في جماعة: روى مسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ..".   وعن أبي بكرة رضي الله عنه: "من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله.." (رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.   وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (مرفوعًا)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ، فَهُوَ فِي جِوَارِ اللَّهِ، فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي جَارِهِ، وَمَنْ صَلَّى الْعَصْرَ، فَهُوَ فِي جِوَارِ اللَّهِ، فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي جَارِهِ".   3- الدعاء والتضرع إلى الله: في غزوة بدر والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في قلة من العدد والعدة والخوف يتحرك النبي صلى الله عليه وسلم إلى العلي القدير مستغيثًا مستجيرًا..   ففي الحديث "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً؛ فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: "اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ"، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)﴾ (الأنفال).   ويسأل أعرابي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟!؛ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)﴾ (البقرة)، ما أحوجنا أن نحدث أنفسنا دومًا بمثل قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)﴾ (النمل)، أو بمثل قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)﴾ (غافر).   سيلقي ذلك في أنفسنا حتمًا الشعور بالثقة إلى جوار الله والاطمئنان إلى معونته وتوفيقه "ولمحة رقيقة هنا إلى أهمية الدعاء"، يتحدث القرآن عن أمم أخذها الله بالبأساء والضراء لحكمة واحدة وهي أن يسمع تضرعهم بين يديه فما فعلوا لأن قلوبهم قاسية والشيطان يجهد ليحول بينهم وبين ربهم القريب المجيب.. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)﴾ (الأنعام).   وأذكر لكم أحبتي قصة رائعة.. عن أنس بن مالك قال كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق، وكان تاجرًا يتجر بماله، ولغيره يضرب به في الآفاق، وكان ورعا تقيًّا.. فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح، فقال له ضع ما معك فإني قاتلك، قال ما تريد إلى دمي شأنك بالمال، فقال أما المال فلي ولست أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات قال: صل ما بدا لك.. قال فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: "يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني"، دعا بها ثلاث مرات.   قال فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه فقال: قم.. قال من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم؟! قال أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله تعالى أن يوليني قتله.   قال أنس رضي الله عنه: فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبًا كان أو غير مكروب.   فلنكثر أحبتي من الدعاء في هذه الفترة ونلح على الله ونجعل لذلك راتبًا في يومنا وليلتنا، نطلب ما نشاء من الحي الكريم سبحانه وبحمده، كما روى سلمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى حيٌّ كريم يستحي إذا رفع رجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم.   4- قيام الليل: كم أرخصنا دقائق الليل الغالية بالغفلة كما فاتنا خيرها وأجرها، فرصة تتجدد لنا اليوم، ونحن في قمة حاجتنا إلى الله، ونحن نريد أن نطمئن إلى جواره، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" رواه البخاري ومسلم.   فمن منا يرغب عن الله وهو يعرض علينا الإجابة فور الدعاء، فهي لحظات غالية من يومنا فلا يجب أن نغفل عنها أبدًا..   إخواني الأحباء، أقول مختصرًا ما كان في السطور السابقة لننتقل إلى درس آخر: إننا في حاجة ماسة أن نكون إلى جوار الله وفي معيته وفي ذمته، يعيننا على هذا الأمر أن نصلي الفجر والصبح في جماعة، صلاة الحاجة، الدعاء والتضرع إلى الله، قيام الليل ولو بركعتين خفيفتين وكلنا ثقة في وارد ذلك الورد، وكلنا يقين فيما عند الله، وكلنا أمل أن الله سيكون معنا يهدينا ويحمينا ويسهل لنا ما شق علينا من أمرنا.   المعنى الثاني: حسن الظن بالله: أحبتي الكرام ما أحوجنا في هذه الفترة أن نحسن ظننا بالله عزَّ وجلَّ، ونسلك طريق حسن الظن الموصل إليه والمعين عليه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة". أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.   وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن اللّه تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني".   وحسن الظن له أدوات بها يتعاظم حسن ظننا بالله، ونطمئن إلى أن قدر الله فينا خير كله، وهنا نتناول بعض المعاني العملية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحسن الظن بالله:   1- الاستغفار: الاستغفار هو أحد الأدوات الجالبة للرزق الدافعة للأذى، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" ( رواه أبو داود 1518) و(ابن ماجه 3819)، و(أحمد في "المسند" 1/248)، و(الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/240)، و(البيهقي في "السنن الكبرى" (3/351 وغيرهم، ويقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾ (نوح)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)﴾ (هود).   ومن الملاحظ والقرآن يحكي لنا قصة يونس عليه السلام في سورة الأنبياء يقول الله عزَّ وجلَّ ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87)﴾ (الأنبياء)، (فليس في دعاء يونس طلب مباشر من الله، وإنما لزم استغفارًا واحدًا كان سببًا في نجاته.   فلنبدأ من الآن أحبتي ليعرف صوتنا في السماء، ويعرف مكاننا، ونحن ما زلنا بعد لم ندخل في غمار الامتحانات، ولنضع نصب أعيننا ما روي عَنْ سَلْمَانَ (موقوفًا) قَالَ: "إِذَا كَانَ الرَّجُلُ دَعَّاءً (كثير الدعاء) فِي السَّرَّاءِ ثُمَّ نَزَلَتْ بِهِ ضَرَّاءُ فَدَعَا، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ اسْتَغْفِرُوا لَهُ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَيْسَ بِدَعَّاءٍ فِي السَّرَّاءِ فَنَزَلَتْ بِهِ ضَرَّاءُ فَدَعَا، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ وَلا يَشْفَعُونَ لَهُ".   2- الذكر: "وأنا معه إذا ذكرني" (جزء من حديث حسن الظن بالله السالف ذكره، ولعله هو قوام الحديث وإن لم يكن عنوانه.   الذكر أحبتي هو مفتاح المعية وطريق العناية الربانية، به تستجلب عون المعين سبحانه وبحمده، وبه تدرك توفيق القوي المتين سبحانه وبحمده.   هو منهج أم الدرداء رضي الله عنها وبعض ما علمته للتابعي الجليل العون بن عبد الله الذي كان يذكر ذلك فيقول: كنا نذهب إلى بيت أم الدرداء نتفقدها ونذكر الله عندها، وبينما نحن على هذا الحال يومًا اتكأت فقلنا يا أمنا لعلنا أمللناك!!.   فقالت وقد جلست: أزعمتم أنكم أمللتموني؟!، يا بَني: لا والله لقد طلبت العبادة بكل شيء، فما وجدت أشفى لصدري ولا أحرى أن أدرك ما أريد من ذكر الله ومجالسة أهل الذكر.   هو مفرد من مفردات الثبات، وما أحوجنا إليه ونحن نعالج أمر الامتحانات! وقد تزيد علينا وطأته حينًا فنهرع إلى ذكر الله ولنتذكر سورة الأنفال وما كانت ترويه من موقف لقاء العدو قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)﴾ (الأنفال).   وأتذكر أني كنت أضع على رأس كل باب في كل مادة ذكرًا به أبدأ مذاكرة الباب، وبه أختم، وبه أراجع، حتى إذا ما اشتد علي من أمر هذا الباب شيء في مذاكرة أو في سؤال كنت أردد الذكر الخاص به حتى أجد ما يريح قلبي..   3- الصبر: هو قوام كل عمل وبه تظهر معادن الرجال فحسن ظنك بربك يعينك على أن تصبر وترقب الخير في قدر الله، وإن بدا لك في ظاهره غير ذلك..   روى الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: "ألا تسألوني ممَ أضحك"؟ قالوا: يا رسول الله وممَ تضحك؟ قال: "عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير؛ إن أصابه ما يحب حمد الله، وكان له خير، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن".   فلا بدَّ أن ننظر إلى ما يمر بنا من هذه الزاوية ونحسن الظن بالله، ونرى ما بنا من النعمة ونضعها نصب أعيننا..   كان أحد السلف أقرع الرأس، أبرص البدن، أعمى العينين، مشلول القدمين واليدين، وكان يقول: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرًا ممن خلق وفضلني تفضيلاً"، فَمَرّ بِهِ رجل فقال له: مِمَّ عافاك؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول، فَمِمَّ عافاك؟ فقال: ويحك يا رجل! جَعَلَ لي لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وبَدَنًا على البلاء صابرًا!.   لسان حاله: مسلمٌ يا صعاب لن تقهريني     صارمي قاطع وعزمي حديد! لمحة ثانية هنا وهو أننا نفقد أعصابنا في هذه الفترة، وقد نسيء إلى أحب الناس إلينا وأحرصهم علينا، وأحيانًا نجد في أنفسنا رغبة في الخمول والابتعاد عن المذاكرة بدعوى الفتور والملل، هذا بالضبط ما نريد أن نتغلب عليه هنا، وطريقنا في ذلك حسن ظننا بالله وأن نردد ذاكرين ما رواه أبو سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يُقَال له أبو أمامة، فقال "يا أبا إمامة.. مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟" قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: "أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك وقضى دينك؟" قال: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله همي وقضى عني ديني.   4- الشكر: لسنا في غنى عن منحة الزيادة، هذا العطاء الرباني المترتب على الشكر، يدفعنا إلى الاعتقاد الجازم به حسن ظننا بخالقنا سبحانه وتعالى القائل في محكم كتابه ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ (إبراهيم: من الآية 7).   فمن منا يرغب بنفسه عن الزيادة وما بالكم بزيادة الله!.. وإننا مع عظيم أعطيات الله لنا في هذه الفترة لا بدَّ لنا من ثلاثة مواقف:   1- إظهار هذه النعمة والاستبشار بها وأن نقابلها بما يليق أن تقابل نعم الله به.. يقول الله عزَّ وجلَّ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)﴾ (يونس).   يقول ابن القيم: "شكرك لله هو أن يجد أثر نعمته على لسانك ثناءً واعترافًا وعلى قلبك شهودًا ومحبةً، وعلى جوارحك انقيادًا وطاعة وعلى وجهك فرحًا ورضًا".   2- القيام بحق هذه النعمة وهو شكر الله عليها عملاً، ولابن القيم تقسيم لنعم الله جيد ضمنه كتابه الفوائد يقول: "النعمة ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها.. فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده، أعطاه الله من الشكر ما يثبت له به النعمة الحاصلة ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة، وإذا بها قد وافته على أتم الوجوه، وعرفه النعمة التي هو فيها لا يشعر بها حتى يشكرها".   وفي سورة (سبأ) يقول الله عز وجل وهو يعدد نعمته على آل داود وما ألهمه الله داود من طريقة لشكر ما أنعم الله به عليه قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنْ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13)﴾.   يقول ابن كثير: "وكان شكر داود أن قسم اليوم بينه وبين أهله فلا تمر ساعة من ليل أو نهار إلا ورجل من آل داود قائم لله يصلي".   3- حراسة النعمة نعم "حراسة النعمة" أن تزول وتحول إلى غيرنا إذا لم نقم بحفظها وشكرها عملاً، إذا لم تصبح ما نتغنى به فرحًا في خلواتنا مع الله..   وهو وصية رسول الله لأمنا عائشة رضي الله عنها "يا عائشة أحسني جوار نعم الله عليك، فإنها قل إن نفرت عن قوم فكادت ترجع إليهم" وفي رواية: "يا عائشة أكرمي جوار نعم الله فإنها قلما انكشفت عن أهل بيت فكانت تعود فيهم".   فأوصيكم بدوام شكر الله على كل حال وبعد كل موقف بالقلب واللسان والعمل، موقنين في ما عند الله من الزيادة.   المعنى الثالث: وتوكل على الله.. وهو ختام هذه الدروس ومتمم لها وكثيرًا ما نغفل عنه، نغفل عن صاحب القوة الحقيقية في هذا الكون.. فكيف كنا نفسر قول الله عزَّ وجلَّ ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الطلاق: من الآية 3)، فهو حسبه، ومن غير الله يقدر على ذلك، ومن منا يرغب بأفضل من ذلك.. وليس المراد هنا ترك الأسباب والاتكال على الله وقد سئل أحمد عن رجل جلس في بيته أو في المسجد وقال لا أعمل شيئًا حتى يأتيني رزقي؛ فقال هذا رجل جهل العلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي، وقال لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا"، فذكر أنها تغدو، وتروح في طلب الرزقوقد قال السلف: "من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله".   أحبتي الكرام أذكركم في النهاية بوصايا عملية موجزة في نقاط: 1- صلاة الفجر والصبح في جماعة. 2- الاستغفار والدعاء. 3- صلاة ركعتين بنية قيام الليل قبل النوم. 4- الذكر (أذكار الأحوال– أذكار الصباح والمساء). 5- صلاة الحاجة وشكر الله عملاً على كل حال. 6- دعاء الخروج من المنزل، وما فيه من ذكر التوكل على الله. 7- عدم الاستسلام إلى هاجس الملل والاستعانة على دفعه بالذكر. 8- ترتيب الأوقات وتوزيع المهام حسب الأولوية على ساعات اليوم. 9- قراءة قدر من القرآن قبل وبعد المذاكرة. 10- تجديد النشاط بالوضوء وصلاة ركعتين والاسترخاء ثم معاودة العمل.   وأخيرًا لا بدَّ أن نجدد نياتنا في كل لحظة، ونسأل الله أن يجعل هذه الأوقات في ميزاننا يوم القيامة، وأن نعدد النيات وننشد التفوق إرضاءً لله عزَّ وجلَّ، وحتى نقدم نموذجًا جيدًا للمسلم الملتزم.. أسأل الله أن يعينكم وأن يسدد خطاكم، وأن يرزقكم التوفيق والنجاح، وأن ييسر لكم كل صعب.. اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ------- [email protected] *

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل