المحتوى الرئيسى

«قراصنة الكاريبى.. عند المد الغريب».. فيلم إنسانى يحمل الحكمة السياسية والمضمون الفلسفى

06/05 13:40

السؤال فى البداية: لماذا يتصدى مخرج بحجم وأسلوب «روب مارشال» لإخراج الجزء الجديد من سلسلة «قراصنة الكاريبى»؟..هذا المخرج الذى قدم من قبل أحد أشهر الأفلام الموسيقية فى السنوات الأخيرة «تسعة» و«شيكاغو»، والإجابة أننا أمام مخرج له أكثر من تجربة تختلف فى الأسلوب وطريقة المعالجة البصرية، إذن من المجحف أن نحصره فى لون سينمائى معين، حيث قدم أيضاً رائعته «مذكرات فتاة الجيشا». قام السيناريو بالإبقاء على شخصية «جاك سبارو»، القرصان الظريف وخصمه اللدود الكابتن «بربوسا»، من هنا يخلق صراعا صاعدا متدرجا بين الشخصيتين مثل أغلب الأجزاء السابقة، وينحى تماماً شخصية «ويليام» الذى فاز فى الجزء السابق بسفينة «دايفى جونز» وحبيبته «إليزابيث»، ويستبدلهما بوجه درامى جديد «أنجيلكا» - «بينلوبى كروز» - ويخلق بينها وبين «سبارو» صراعاً من نوع آخر، هو صراع العشق الخفى الذى يعتمد على الشد والجذب طوال الوقت، ويستبدل شخصية «ديفى جونز»، الذى شكل الخصم الأكبر لـ«سبارو» ومجموعته طوال الأجزاء الثلاثة السابقة بشخصية «بلاك بيرد»، القرصان ذى القدرات السحرية، الذى يتحكم فى سفينته بشكل غامض، وبدلاً من البحارة أنصاف الأسماك على السفينة، هناك «الزومبى»، أو الموتى الأحياء، وبالتالى المخطط الدرامى يستبدل ولا يضيف، ويحافظ على البناء التقليدى للسلسلة حتى على مستوى الحبكات الفرعية، أو التفاصيل كالمشهد «الإجبارى» للمبارزة بين «سبارو» وإحدى شخصيات الفيلم، والذى نجده فى كل جزء تقريبا، لكن «مارشال» يكسر الشخصية البصرية للسلسلة، بالاعتماد على التصوير الخارجى فى مناظر طبيعية - بحرية وبرية - ويعتبر هذا الجزء أقل الأجزاء اعتماداً على الخدع البصرية والجرافيك، كذلك يفرد «مارشال» مع السيناريو مساحات أوسع للحوار والأداء التمثيلى، معتمداً على حكى الأحداث عن تاريخ الشخصيات أو ما فعلته الفترة الماضية. تعتمد حبكة الفيلم على الإطار التقليدى للسلسلة ولنوعية الأفلام التى تتخذ من الأسطورة شكلاً لها، و«سبارو» نفسه يمكن اعتباره المقابل الغربى لشخصية السندباد العربية، حيث دائماً هناك الرحلة المجهولة المحفوفة بالمخاطر فى الطريق إلى كنز، أو لاسترجاع شخصية ما، أو تحت تهديد شرير أو عدو، وفى هذا الجزء نبحر مع «سبارو» باتجاه ينبوع الشباب، وهو موتيفة أسطورية تراثية شهيرة تقوم على فكرة شهوة الإنسان للخلود، وهل الخلود فى الشباب الدائم؟! أم أن هناك معنى أكبر وأسمى من ذلك؟! هذه الرحلة تتم تحت تهديد «بلاك بيرد» الذى يريد الشباب الدائم، وبمساعدة «أنجيلكا» التى تعترف لـ«سبارو» بأنها ابنة القبطان الساحر، لكن «بربوسا» المتناحر اللدود يطارد «سبارو» هو الآخر فى محاولة للوصول إلى «بلاك بيرد»، الذى استحوذ على سفينته «اللؤلؤة السوداء»، وسحرها وأجبره «بربوسا» على قطع ساقه للهروب منها. وكعادة أفلام «والت ديزنى»، ورغم العديد من مشاهد المبارزة والقتال، إلا أننا لا نرى أى مشاهد دموية ولا جنسية، باستثناء القبلات الشهيرة لـ«سبارو» التى تعتبر أيضا مشهداً «إجبارياً» فى السلسلة، حيث تعتمد رؤية «ديزنى» على مفهوم فيلم الأسرة الذى يشاهد فى تواجد الأهل (وهو تصنيف رقابى مهم تنتهجه الشركة العالمية منذ بدايتها)، وكعادة أفلام «ديزنى» أيضا فإننا مهما تورطنا فى أسطورية العالم المتوهم أمامنا فنحن فى النهاية أمام مضمون إنسانى أو فلسفى، حيث تنتهى الرحلة بأن يدمر نبع الشباب على يد القوات الإسبانية الكاثوليكية، التى كانت تخوض حرباً دينية مع الإنجليز البروتوستانت على اعتبار أن الإيمان هو الذى يمنح الخلود، وليس أى شكل سحرى من أشكال الحياة، ولكن قبل تدمير الينبوع يتمكن «سبارو» من إنقاذ «أنجيلكا» بجعلها تشرب من مائه، بعد أن كان أبوها «بلاك بيرد» على وشك أن يجعلها تضحى بنفسها من أجله، وفى النهاية يسأل مساعد «سبارو» «المستر جيبز» لماذا لم يشرب هو من الينبوع بدلاً من «أنجيلكا»؟ فيجيبه «سبارو» بأن الناس ستتذكره دائما بأنه مكتشف ينبوع الشباب، وبهذا يصبح خالداً، فالخلود ليس أن تعيش إلى الأبد فى شباب دائم، لكن أن يتذكرك الناس بعمل جيد أو صالح، وهو مضمون إنسانى يحمل الكثير من الحكمة السياسية وليس فقط المغزى الفلسفى. إيرادات الجزء الرابع من «قراصنة الكاريبى» تتجاوز نصف مليار دولار فى أسبوعين 108 ملايين دولار حققها الجزء الرابع من السلسلة السينمائية الشهيرة «قراصنة الكاريبى»، والذى يحمل اسم «عند المد الغريب» حتى نهاية الأسبوع الماضى فى 50 دولة فى العالم، من بينها مصر، ليرتفع بذلك إجمالى إيرادات الفيلم إلى 571 مليون دولار منذ عرضه قبل أسبوعين، ليحتل بذلك المرتبة رقم 49 بالنسبة لأعلى الأفلام إيرادا فى تاريخ السينما، فى الوقت الذى تكلف فيه 150 مليون دولار. الفيلم بطولة «جونى ديب»، الذى يعود لتقديم شخصية القرصان «كابتن جاك سبارو» التى كانت سببا فى شهرته ومن المقرر تقديمها مجددا فى جزء خامس من السلسلة، والفيلم هو الأول من السلسلة الذى يجرى عرضه بتقنية ثلاثية الأبعاد 3D. كانت الشركة المنتجة قد أعلنت عن تقديم جزء رابع من السلسلة عام 2008، منذ عرض الجزء الثالث «قراصنة الكاريبى.. عند نهاية العالم» وتحقيقه نجاحا كبيرا، لكنها لم تبدأ تصوير الفيلم فى إلا فى يونيو الماضى، بعد تعطل البدء فى تصويره انتظارا لانتهاء المخرج «جور فيبرينسكى» - الذى أخرج الأجزاء الثلاثة السابقة - من تصوير فيلمه «صدمة كبيرة»، وأيضا استقالة «بوب ديك» المدير التنفيذى لشركة «والت ديزنى» المنتجة للفيلم بعد 38 عاما من العمل فيها كانت وراء تعطيله، بسبب تفكير بطل الفيلم «جونى ديب» فى الانسحاب منه، نظراً لعلاقة الصداقة الوطيدة التى تربطه بـ«كوك»، ما هدد بإمكانية توقف العمل تماما أو الاستعانة بوجه جديد ليحل محل «ديب»، إلا أنه تراجع عن تفكيره فى الاعتذار عن تقديم الشخصية بسبب حبه لها، لكنه اشترط قراءته للسيناريو وإعجابه به، وبالفعل وقع «ديب» عقد بطولة الفيلم مقابل 55.5 مليون دولار، وتم إسناد مهمة الإخراج إلى «روب مارشال»، وقد صور الفيلم فى «هاواى» وقليل من المشاهد فى لندن، على عكس الأجزاء الثلاثة السابقة من السلسلة التى صورت فى البحر الكاريبى، وأسندت البطولة النسائية للممثلة الإسبانية «بينلوبى كروز» بدلا من الأمريكية «كيرا نايتى» التى شاركت «ديب» بطولة الأجزاء الثلاثة السابقة، إلى جانب الممثل «إيان ماشين» والفرنسية «أستريس فيرسبى» وهى وجه جديد، وتقدم شخصية عروس بحر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل