المحتوى الرئيسى

عادل أشرف يكتب: ليست مرحلة تغيير وإنما إنقاذ

06/05 10:13

مرت مصر الفترة الماضية بعدة أحداث كافية بتمزيق أعظم وأضخم دولة جمهورية فى العالم هذه تسمى مرحلة (جراحات خطيرة)، فكما أن الجراحة تعطى شفاء، لكنها تسبب أيضا آلامًا ومخاطر كبيرة ينبغى أن تكون هناك فترة نقاهة بعدها. فمرحلة الظلم والقهر والفقر التى عهدتها مصر فى عصر مبارك ونظامه هى المرحلة التى ظهرت فيها أعراض المرض وكان تشخيصه من النوع الخبيث الذى لابد له من جراحة خطيرة للشفاء بعد محاولات عديدة على مر سنوات من العلاج، أخيرًا أراد الشعب الشفاء فينبغى أن يخضع القدر وكانت عملية (25يناير) التى قام بها أعظم جراح وأرق طبيب فى العالم ألا وهو الشعب حقيقة نجحت الجراحة بشكل كبير خسرنا دماء كثيرة وغالية وكانت هناك جروح كثيرة وعميقة أتعبت مصر وأنهكتنا كثيرا. ولكن كان قدر هذا الجريح الشقاء وجاءت المضاعفات من فتن طائفية وأيد خفية وسياسات حزبية وأجندات بعيدة عن الخير وأمن واستقرار البلد، فكانت الجروح متتالية من أسلوب مبارك وتعامله مع الموقف وخيانة الشرطة للشعب وقسوة الحاكم فى استخدام القوة واللعب بالورقة الدينية للسيطرة على الثورة وشعورهم بعدم الأمان، وكثرة إعمال البلطجة وتهريب المساجين، ثم انهيار كامل للأمن ثم الأمان ثم الاستقرار أخيرًا سقط النظام وظهر هنا مرحلة (الفئران) والفار يلعب إن غاب القط ومن مشاكل الفئران هى إفساد المحاصيل. كذلك فعلت مجموعات كثيرة كانت تعانى الكبت أثناء النظام السابق فلعبت على كل المستويات لسرقة مجهود هذا الجريح وغيرها من أساليب أتعبت وأنهكت قوى هذا الشعب. ثم تتوالى المراحل وهنا دور الجيش الذى اختاره الشعب فى أن يحمى مجهوده ويساعده على العبور إلى مرحلة الأمان، كما عبر فى السادس من أكتوبر، ولكن تأخر كثيرًا محاكمة النظام، وهذا ليس تواطؤًا بل تباطؤ يجعل نيران الانتظار تنهك أيضا قوى الجريح. بعد كل هذا أليس من حق هذا الشعب أن يتعب؟! بعد كل هذا هل هذه مرحلة تغيير؟ لا أعتقد!! بل مرحلة إنقاذ.. إنقاذ هذا النازف المنهك القوى والعبور به إلى مرحلة الأمان. ساعدوا مصر إلى النهوض من فراش الجراح إلى ميدان آخر ليس ميدان التحرير بل ميدان العمل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل