المحتوى الرئيسى

«حكاوي التحرير».. عرض مسرحي يعتمد على الارتجال والبوح الفني

06/05 09:18

حالة من البوح الفني الشجية يتحرك إيقاعها بصورة تلقائية على خشبة مسرح متواضع الإمكانات افترش فيه المشاهدون الأرض، روى مجموعة من الشباب المصري حكاياتهم مع ميدان التحرير الذي تفجرت من خلاله الثورة المصرية، تجارب هؤلاء هي تجارب حقيقية حدثت معهم شخصيا في الميدان وأرادوا بطريقة أو بأخرى عرض هذه التجارب تخليدا للثورة المصرية ويصفون عرضهم المسرحي «حكاوي التحرير» بأنه محاولة لتأريخ الثورة عن طريق التجارب الإنسانية لأشخاص عاديين ليسوا محترفي كتابة أو تمثيل أو مسرح، ولكنهم فقط يعرضون ما حدث لهم. ففريق التمثيل والإخراج يضم مجموعة مختلفة من المهن تبتعد تماما عن التمثيل، فمنهم المهندس والطالب والموظف في أحد البنوك، ومخرجة العرض مدونة وناشطة سياسية. من هنا تظهر فكرة العرض المسرحي الأول فهؤلاء الشباب لم يريدوا عرضا مبهرا أو فنا راقيا، على الرغم من أنه كان كذلك، إلا أنهم بالأساس أرادوا أن يعرضوا قصصا واقعية عن أحداث الثورة التي حدثت معهم بصورة شخصية. شخصيات العرض تتنوع بين رؤى ومواقف وأماكن مختلفة، لكن الجميع مسته أحداث الثورة، منهم من رفض الاشتراك فيها، ومنهم من اشترك بالصدفة، ومنهم من قرر النزول من أول يوم فيها، ومنهم من نزل عندما استقرت الأوضاع، ومنهم من شاهدها عن طريق التلفزيون، ومنهم من أصيب برصاصة، وآخر فقد أصدقاءه أمام عينيه، وهناك من دافع عن حريته في الميدان، ومن ذهب إليه بحثا عن الرزق. ينفتح العرض على شخص يلاحق المتظاهرين في ميدان التحرير بصفته ضابط شرطة، ويتقاطع معه شخص آخر جاء من أقصى صعيد مصر للتعبير عن غضبه لأنه لا يستطيع أن يعيش هو وأسرته بمرتب الحكومة الهزيل، أما سالي ذهني فوجدت في الميدان وفوجئت بأهلها يتصلون بها ويبكونها معتقدين أنها ماتت نظرا لتشابه صورتها مع صورة سالي زهران التي توفيت بالميدان، وزميلتها في البطولة رفضت النزول إلى الميدان على الرغم من أنها تسكن بالقرب منه ولم تنزل إلا بعد تنحي الرئيس السابق عندها شعرت لأول مرة أنها مصرية. كما نشاهد شخصا عاش يحلم بالهروب من مصر للعيش بالخارج وعندما عرف بالثورة، رفض فرصة السفر، وهرع إلى الميدان معرضا حياته للموت من أجل تحويل الجحيم الذي كان يحلم بالهروب منه إلى ربيع للحرية، وآخر تخلى عن خوفه ونزل الميدان وعبر عن هذا بقوله «بكيت لأن خوفي من الخوف بدأ يزول». لم تخل قصص هذه الشخصيات من حس الفكاهة في أحلك اللحظات التي واجهوها كما لم يخل منها الميدان أيام الثورة. ولاقى عرض «حكاوي التحرير» في شوطه الأول على مسرح «روابط» الشعبي في منطقة وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير إقبالا جماهيريا غير متوقع حتى من القائمين على العرض مما جعل الكثير من الجمهور يضطر لافتراش أرض المسرح لحضور العرض، وكما بكى أبطال العرض وهم يروون ما حدث لهم في الميدان، أيضا بكي الجمهور وهو يشاهد الواقع يتجسد أمامه مرة أخرى وقال أحد الحضور «بكينا في ميدان التحرير من القنابل المسيلة للدموع واليوم بكينا لأن (حكاوي التحرير) أعادتنا مرة أخرى للثورة». ورغم أن العرض يحكي ما حدث فإنه لم ينس صورة المستقبل، فعبر في مشهده الختامي عما تعانيه مصر الآن من تعدد الآراء والتوجهات حول كيفية استمرار وحماية الثورة واجتياز المرحلة الانتقالية، مستعرضا هذا الجدل الدائر في الشارع المصري حول استمرار المظاهرات من عدمه قائلا «هتفضل جوايا ثورة طول ما بحبك يا مصر». حول العرض قالت المدونة سندس شبايك مخرجته: «(حكاوي التحرير) صورة جماعية حاول فيها مع مجموعة من الشباب نقل روح ميدان التحرير عن طريق تجميع القصص الحقيقية التي عاشها الناس في الميدان أيام الثورة، حتى من لم يستطع الوصول للميدان أو لم يشارك في الثورة». وتابعت شبايك: «نحن نعمل حاليا على تطوير العرض بإضافة المزيد من القصص الواقعية إليه ونسعى لعرضه في أكثر من محافظة مصرية تخليدا لأرواح شهداء الثورة وتعبيرا عنها، ونسعى أيضا إلى تطوير روح الارتجال الفني التي يعتمد عليها العرض كتيمة أساسية تخدم فكرة الدراما، من زوايا ورؤى متنوعة».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل