المحتوى الرئيسى

مشكلة شعب وقضية أم أزمة قيادة بقلم:اياد عبدالسلام ابوشباب

06/05 19:57

مآسي الشعب الفلسطيني ومشاكلة كثيرة لم يجد لها حل إلى الان لكن المشكلة الوحيدة التي استطاع أن ياقلم نفسه معها باستمرار هي مشكلته التاريخية مع قيادته ... اذا تتبعنا الحراك السياسي الذي سبق نكبة عام ال 48 نجد انه مشابهة للأوضاع الحالية التي نعيشها الآن وبدرجة كبيرة , طرف يعتقد أنه يجب مخاطبة بريطانيا بالدبلوماسية وطرف يوجب اعلان الحرب عليها لوحده. وإذا رجعنا للوراء عقود قبل عام 1948 نجد أن من كانوا ممثلين للشعب الفلسطيني كانوا منقسمين بدورهم وبحاجة إلى مظاهرات لانهاء الانقسام ولكن للأسف لم يكن في ذلك العصر ما يسمى الفيسبووك .. الشعب الفلسطيني بصفته شعب متدين ومحافظ كان يثق بمفتي القدس الحاج أمين الحسيني لكن الصراع على منصب الافتاء ومنصب رئاسة بلدية القدس بين عائلة الحسيني وبين عائلة النشاشيبي ارهقت الجميع وباتت حديث الجميع في القرى والمدن في ذلك الوقت , ولم ينتهى الصراع بين من كان المفترض انهم من اكبر عائلات العمل السياسي والوطني في فلسطين الا عندما تدخلت بريطانيا , لكن الأزمة لم تنتهي بتعيين المفتي الحسيني رئيسا للجنة العليا , حيث ظهرت بعدها مشكلة الهجرة اليهودية وبدأت بوادر المقاومة للهجرة الصهيونية وبرزت على السطح مسألة كيف سيتم التعامل مع هذا الأمر هل تستمر المفاوضات مع بريطانيا ام تعلن الثورة وبقي الأمر للتشاور سنينا طويلة حتى تم اعلان الثورة , وهنا تظهر مواضيع جديدة من هو الناطق الرسمي باسم الثوار وأصبح لكل اقليم قادته الميدانيين المستقلين وكانت القيادة السياسية آنذاك تفتقر إلى نظرة وبعد استراتيجي شامل نظرا لانها قيادة تقليدية فتارة تجدها مع الجماهير وتارة تنتظر نتائج المقترحات مع بريطانيا , وقبيل نفي بريطانيا للقيادة السياسية من فلسطين اعلنت الثورة بين عامي 1937-1939 ولم تكن هناك قيادة فعلية على الأرض وترك الثوار لوحدهم في الميدان يجابهون بريطانيا ومعها العصابات الصهيونية وسقط من الثوار أكثر من خمسة الاف شهيد كلهم من خيرة أبناء فلسطين فيمكن لنا أن نقول أن بداية نكبة عام 1948 لم تبدأ عام 48 ولكن بدأت قبلها بأعوام حيث كان لكسر هذه الثورة نتائج وخيمة على الأرض لأنه عندما انسحبت بريطانيا من فلسطين لم يكن للشعب الفلسطيني أي غطاء مسلح ومنظم مثل الذي كان موجودا أيام الثورة حيث تم الإجهاز على ثمانين بالمائة من القدرة المسلحة الفلسطينية وأصبح الغالبية من الثوار اما في السجون واما في القبور .... لا أقلل من شأن المفتي الحسيني فقد فعل ما يراه صحيحا في عصره ولكن أن تستمر القيادات الفلسطينية سائرة على هذا الإنقسام في القرار طيلة هذه العقود الطويلة فهذا هو تكرار الخطأ بذاته , وبالرغم من أن البعض ينظر للشهيد الرئيس ياسر عرفات رحمه الله بأنه نسخة مكررة من المفتي الا أنه وللحق يقال بأن الرجل امتلك كاريزما ثورية لم يمتلكها أي رجل غيره واصبح رمزا للقضية لكن وللأسف حتى هذا الرجل حصلت عليه الإنشقاقات .. ونفس الشئ حصل مع القيادات اليسارية والجبهة الواحدة انقسمت بدورها إلى جبهتين والجبهتين انقسمتا وتتابعت الانقسامات في الجبهات حتى اصبحت مثل الخلية الحية التي تنقسم بشكل طبيعي ... والحركات الاسلامية أصابها نفس الشئ وظهر عندنا منهم نمطين مختلفين . ولو نظرنا للثورة الجزائرية لرأينا العجب !! فرجل الدين كان يجاهد بجانب العلماني , والمثقف كان يقاتل بجانب مدمن الحشيش, لم يجاهد رجال الدين لوحدهم , ولم يناضل العلمانييون لوحدهم , لكن قيادة الثورة الجزائرية الواعية تركت القرار بيد الثوار على الأرض فانصهروا جميعا بهذه القيادة لأنها وحدتهم , وحصل عندنا العكس تماما في الانتفاضة الشعبية عام 1978 والتي فقدت رونقها بعدما تقاسمت الاحزاب منجزاتها فيما بينها....مشكلة عدم الثقة بالقادة عند الشعب الفلسطيني بدأت عندما أصبحت الخلافات السياسية تصدر إلى الجماهير وهو ما ولد عدم ثقة مطلقة لديهم , وعدم الثقة التاريخي لدينا في القادة جعلنا نعتقد بل نجزم بأن النصر سيأتينا من الخارج وبتنا ننظر لأي رئيس او زعيم خارجي نظرة يملؤها الأمل الكبير, وأسوق مثالا بأننا نحب الرئيس (عبد الناصر) اكثر من المصريين ونحب الرئيس (صدام حسين) أكثر من العراقيين و نحب (رجب أردوغان) اكثر من الاتراك أنفسهم واذكر أن صديقا لي في غزة قال لي يوما بأن يعتقد بأن تحرير فلسطين قد يأتي على يد (هوجو تشافيز) !! عدم الثقة بالقيادة أوجد لدينا قناعة بأن كل فرد منا هو قائد لنفسه !! نعم هذه هي الحقيقة لا أحد منا يقبل بأن يكون جنديا فصفات القادة موجودة في دمائنا وجيناتنا الوراثية ولن نتمكن من ايجاد علاج لها . وأعلنا صراحة بأني لست مع أي حزب أو حركة أو أي فصيل سياسي ولن أكون ما حييت ..ولن أدخل في أي فصيل تمييز عنصري . ..أقصد حزب سياسي.. وقد يقول قائل وما أدراك أنت في السياسة ؟ نحن الذين على حق والبقية على خطأ ..أرد عليه ..بأن الاخرين عندهم نفس هذه القناعة وهم متأكدون مائة بالمائة بأنك انت سبب الكوارث في فلسطين ... يا قادتنا وبدون مجاملة هذا الشعب يصفق لكم ويكتب لكم الأشعار لأنكم مصدر الراتب الشهري أو لأجل الكوبونة التموينية التي يأخذها مضطرا !! ليس لأنه شعب منافق حاشا لله ولكنه لانه عرف أن هذا هو أقصى ماتستطيعون أن تقدموه للشعب , أما كقيادة حقيقية يسير ورائها وتقوده لبر الأمان فأنسوا الامر... فالشعب الفلسطيني لا يثق بأصحاب البدل الحريرية ولا يثق بأصحاب الشركات الخارجية ولا يثق بمن يجمع الأتباع حوله بالمال ولا يثق بكل من له كرش و بطن كبيرة , لكنه ينتظر قائدا حقيقيا له عينان مرهقتان من قلة النوم وله وجه يشبه وجه صلاح الدين لنصبح عنده كلنا جنودا .. فإن كان لأحدكم وجه يشبه وجه صلاح الدين ولا اقصد هنا الممثل (أحمد مظهر) ولكن صلاح الدين الايوبي فهل شاهدتم صورة له , فمن منكم عنده هذه الصفات فليعلم بانه هو القائد للشعب الفلسطيني وليس من أرباب العمل . اياد عبدالسلام ابوشباب ماجستير/علمالاجتماع السياسي [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل