المحتوى الرئيسى

إسمعوني

06/05 01:36

رصيدكم لدينا كبير تطاردني حالة الاكتئاب, كلما تابعت ما يحصل حولنا في عالمنا العربي.. شاهدت ـ منقبضا ـ ما فعله الجيش السوري بالشعب, من درعا إلي حمص وحماه وبنياس.. أصدق ويجب أن أصدق, أن هذا ليس جيشا لحماية وطن.. بل هو مؤسسة عسكرية لحماية نظام الحكم.. صحيح أن الصورة تختلف في ليبيا.. وتختلف عن اليمن.. لكن الحقيقة المؤكدة أن تلك جيوش سمحت لنفسها بإطلاق النار علي الشعوب.. بل قتلت منهم الآلاف. لو أننا القينا الضوء علي ما يحدث حولنا.. لو حاول إعلامنا أن ينقل صورة الأحداث, من داخل عواصم الربيع الديمقراطي سندرك أننا أمة تتمتع بسمات شخصية وصفات تاريخية موروثة.. هي حقائق مجردة يراها الناس بأم العين.. فالحضارة المصرية ليست مجرد كلمة, أو لحظة تفاخر بالذات.. بل هي حاضر يمتص غذاءه من عمق تاريخ عريق وقديم. منذ أن وقف أحمد عرابي وزير الحربية المصري, في ساحة ميدان عابدين ليقول ما لا نستطيع أن ننساه: لقد خلقنا الله أحرارا.. ولم يخلقنا تراثا أو عقارا.. فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم.. والحمد لله أن ما أرساه أحمد عرابي قبل أكثر من قرنين من الزمان, مازال يمثل عقيدة للمؤسسة العسكرية المصرية.. وتجلي ذلك مع أحداث ثورة25 يناير.. فقد اكتشفنا ـ أو تجدد اليقين عندنا ـ بأن الجيش المصري, جيش عظيم يستحق أن ننحني له تقديرا واحتراما.. فتلك المؤسسة العسكرية التي جعلت ثورة الشعب نموذجا نباهي به الأمم.. تمارس معنا الحوار بشكل لم ولن يحدث في أي مكان في الدنيا.. فالجيوش حولنا تتعامل مع الشعوب بإطلاق النيران وحصد أرواح المدنيين لصالح النظام.. أما الجيش المصري فهو يحمي المواطنين والمنشآت, وتلك من أعظم ما أنعم به الله علينا كما أكرمنا بأن جعل مصر هبة النيل. صحيح أن المؤسسة العسكرية عندما وجدت نفسها في مواجهة أحداث متلاحقة منذ25 يناير.. إندفعت لملء فراغ أمني, وضبط حالة من حالات العشوائية السياسية.. ثم كان عليها أن تواجه أوضاعا اقتصادية واجتماعية خطيرة.. وصحيح أيضا أن التركة التي تعاملت معها كانت ثقيلة بأكثر مما يحتمل من تهبط علي رأسه المسئولية.. وصحيح أن هناك بعض ما نختلف عليه مع قادة تلك المؤسسة.. وصحيح أننا نري في أداء المجلس العسكري ما يجعلنا نفخر به.. وصحيح جدا أننا نملك القدرة علي رفع الصوت بتوجيه الانتقاد.. لكن أهم ما في تلك الحقائق أن رموز المؤسسة العسكرية يلجأون دائما للحوار.. يتمتعون بأقصي درجات ضبط النفس.. وهذا يفرض علينا أن نحاول استعادة روح ميدان التحرير, بتقديم الصورة الرائعة التي انبهر بها العالم.. أما ما يفعله البعض من أصحاب المهنة.. شباب الثورة فهذا أصبح مرفوضا وممجوجا من جانب كل مصري يعرف معني الحاضر, وصعوبة صناعة المستقبل.. ولقادة المؤسسة العسكرية المصرية أقول: إن تجاوزنا فاعذرونا.. فإن رصيدنا لديكم يسمح!! المزيد من أعمدة نصر القفاص

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل