المحتوى الرئيسى

لماذا أنا بلطجي؟ 3 بقلم:م.محمد سلطان

06/05 00:19

لماذا أنا بلطجي؟ 3 للكاتب والمؤلف الإسلامي مهندس،محمد سلطان تحت جنح الليل يا سادة، قررنا أن نهجر البلاد، دون عودة، فتسللنا إلي مرسي مطروح، بالتنقل في السيارات، حتي لا نعرف. وعلي اتفاق مع أحد المهربين الذي سيقوم بتهريبنا من خلال الدروب الغير معروفة بين ليبيا ومصر، وهناك من ليبيا، تفتح أمامنا، بلاد الله خلق الله،ولا هذا الذل الذي سيحولنا إلي مدمرين في كل شئ، "بلطجية" وبعد صعود جبال وهبوطها، وسير بين الصحاري وما لاقيناه من صعوبات، أرضية وحيوانية، مختلفة ومفترسة، وصلنا إلي أول مدينة في ليبيا، وقابلنا مقاول الأنفار الذي أعطانا جوازاتنا، وعليها التأشيرة المزورة بدخولنا إلي ليبيا، لنتمكن بعدها من الخروج إلي أي بلد آخر، فليبيا محطة انتقال، وتنفسنا الصعداء، وأكلنا ملأ بطوننا، ونمنا ملأ جفوننا، فأخيرا خرجنا من هذا الكابوس الذي كان يخيل لي أن أشتري مسدسا وأسير به في الشارع محشوا بالرصاص لأقتل كل من يقابلني، أو ادخل إلي المراكز والأقسام لأقتل كل من فيها، فماذا أفعل في بلد قتل رزقي فيها قتلا، ألم يقل رسول الله" من خرج دون ماله فهو شهيد" أليس خروجي هذا دون مالي؟ لكنني أتراجع محدثا نفسي، لا تفسر القرآن والأحاديث علي هواك، اتق الله، واتقيت الله، وها أنا ذا بعيدا عن كل هذه الأفكار السيئة، في أرض الله خلق الله، عرضت علي صديقي أن نبدأ العمل في ليبيا،وفي ذات الأعمال التي كنا نمارسها في مصر، فإذا ما كونا مالا يسمح لنا بالانطلاق إلي بلد اخري انطلقنا، لكن صديقي كان له رأي آخر، فلن يبقي في ليبيا كثيرا، لكنه سيتجه إلي بلاد الله خلق الله، بلاد النور والعلم، وكفي من العمر ثلاثين عاما في بلاد الظلمة والفاسدين، وما معمر بأفضل ممن سواه، ممن هم من الوطنيين المحتلين لحكم بلادهم، سأبحث عن من يساعدني في الخروج إلي إيطاليا، ولكني نصحته بما نراه وما نقرأ عن من يضيعون في مثل هذه المغامرات والرحلات الغير مضمونة، لكنه صمم تحت شعار"العمر واحد الرب واحد، ويا صابت يا خابت، وما علينا إلا التجربة وننحي الخوف جانبا"، وفي الصباح اتجهت إلي سوق العمل واتجه هو يبحث عن من يحقق له رغبته، وبعد عدة أيام بدأت في العمل، وبدأ هو يستعد في السفر إلي إيطاليا، وودعته ليلا وهو يركب ظهر مركب مطاط ينقله إلي مركب آخر بعرض البحر، وأيام وحملت إلينا الأنباء اسمه بين أسماء من وجدوا غرقي بسفينة كانت تبحر متسلله إلي إيطاليا. ومات صديقي.. وترك طفلين . واعتبرني قد مت معه.. فلم اعد أنا أنا .. بل أصبحت شيئا آخر، بعد أن وشي بي احد الواشين، ورحلت إلي مصر، وذقت الأمرين. وأنا الآن في إحدي يدي سنجة والأخرى سيف والكثير مما هو معلق علي جوانبي. فهيا تعال إلي لتأخذ مني ما احمل ، أو آخذ منك كل شئ. وعندها قل عني ما تشاء، بلطجي، إرهابي، لأنك بصمتك علي ظلمي، جعلتني ظالما مجرما. فلا تلومن إلا أنفسكم [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل