المحتوى الرئيسى

الرئيس اليمني يصل الى السعودية لتلقي العلاج

06/05 10:49

صنعاء/الرياض (رويترز) - توجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى المملكة العربية السعودية يوم الاحد للعلاج مما يدفع باليمن أكثر لاضطرابات بعد شهور من الاحتجاجات التي استهدفت حكمه المستمر منذ أكثر من 30 عاما.وقالت مصادر سعودية ان الرياض توسطت في اتفاق لوقف اطلاق النار بين طرفي الصراع من القوات الموالية للرئيس اليمني وقوى معارضة. وكانت شوارع العاصمة صنعاء التي كانت تتردد فيها أصداء نيران البنادق والصواريخ في الايام القليلة الماضية هادئة بصورة كبيرة في وقت مبكر من يوم الأحد باستثناء بعض التجمعات الصغيرة التي تحتفل برحيل صالح.وقال الديوان الملكي السعودي في بيان إن صالح وصل البلاد للعلاج من جراح أصيب بها خلال هجوم صاروخي وقع يوم الجمعة على قصره الرئاسي وهو الهجوم الذي مثل تصعيدا كبيرا في الصراع الذي كان يتجه في طريق الحرب الاهلية.وسرت في صنعاء شائعات عن ترك صالح البلاد لساعات وذلك قبل تأكيد وصوله الى الرياض ونفى مسؤولون يمنيون مرارا اعتزامه ترك البلاد.وقال علي المجاهد (42 عاما) وهو من سكان صنعاء "هذه الايام الاكثر صعوبة ونحن قلقون من أن تكون الايام القادمة أكثر صعوبة... نريدهم أن يحلوا صراعاتهم وتركنا لنحيا في سلام."وقال مصدر لرويترز ان صالح الذي كان في استقباله مسؤول سعودي رفيع هبط من الطائرة لكن اثار جروح في رقبته ورأسه ووجهه كانت واضحة.وكانت السعودية في مقدمة دول مجلس التعاون الخليجي التي توسطت للتفاوض حول استقالة صالح وتسليم السلطة بشكل سلمي لجماعات معارضة. وتراجع أكثر من مرة عن التوقيع على الاتفاق في اللحظة الاخيرة.وهناك حدود مشتركة بين السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم واليمن تمتد 1500 كيلومتر وقبل وقت قريب كانت الولايات المتحدة تدعم صالح باعتباره حليفا في مواجهة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن.وقال خالد الدخيل وهو محلل سياسي سعودي "أعتقد أن هذه هي نهاية مباراته... لن يتفاوض معه السعوديون."وترك صالح للبلاد في هذا الوقت حتى ولو كان للعلاج قد يجعل تمسك الرئيس اليمني بالسلطة صعبا. وقالت قناة الجزيرة التلفزيونية ان نائب الرئيس صالح وهو شخصية رمزية بصورة كبيرة أصبح القائم بأعمال الرئيس وقائد القوات المسلحة في اليمن.وقال البيت الابيض ان كبير مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما في مجال مكافحة الارهاب تحدث يوم السبت مع عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني دون ذكر تفاصيل للمحادثات. وكانت واشنطن تدعو صالح لترك البلاد منذ فترة.ونقلت قناة العربية عن مصادر قولها يوم الأحد إن هادي سيجتمع مع قادة عسكريين وأبناء الرئيس اليمني.ولم يتحدد بعد محور السلطة في اليمن بعد رحيل صالح لكن أحمد أكبر أبنائه يقود الحرس الجمهوري ويسيطر ثلاثة من أبناء أشقائه على وحدات الامن والمخابرات في البلاد.وليس من الواضح ما اذا كان أبناء صالح وأبناء أشقائه بين 35 من أقاربه رافقوا صالح الى السعودية. واذا تأكد ذلك فان هذا ربما يشير الى أن صالح لا يعتزم العودة لليمن.وقال مصدر سعودي ان صالح نقل الى مستشفى عسكري بعد هبوط طائرته في قاعدة الملك خالد الجوية.ومضى المصدر يقول ان فحوصا ستجرى له قبل الجراحة لازالة الشظايا من جسده مضيفا أن صالح من المتوقع أيضا أن تجرى له جراحة تجميلية بسبب الجروح في الوجه والعنق.وأدى الهجوم الصاروخي الذي أسفر عن مقتل سبعة لانهيار الحكومة اليمنية. ويعالج رئيس الوزراء واثنان من نواب رئيس الوزراء ورئيسا مجلسي البرلمان في الرياض من الاصابات.وكان أحدث عنف الذي شهد معارك بين القوات الموالية لصالح وأعضاء في قبيلة حاشد بقيادة الشيخ صادق الاحمر أحدث اضطرابات منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية منذ أربعة أشهر وأثارها رفض صالح التوقيع على اتفاق نقل السلطة.وقال مسؤول سعودي ان السعودية رعت هدنة جديدة بين قبيلة حاشد والقوات الموالية لصالح وقال زعيم قبلي ان أتباعه يلتزمون بالهدنة.وسرت هدنة تم الاتفاق عليها قبل اسبوع لمدة يوم واحد فقط قبل تجدد الاشتباك في العاصمة صنعاء مما أدى لقتال مكثف خلال الانتفاضة المستمرة منذ أربعة أشهر على حكم صالح.وقال عبد الله علي الراضي سفير اليمن في بريطانيا عن الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي يوم الجمعة ان الهجوم كان مدمرا وان من الواضح أنه كان محاولة لاغتيال الرئيس.وهناك مخاوف من أن يصبح اليمن الذي يوشك على الانهيار المالي دولة فاشلة يمثل خطرا على أكبر منطقة مصدرة للنفط وعلى الامن العالمي.وردت قوات صالح على الهجوم بقصف منازل زعماء حاشد التي اشتبكت مع قوات صالح. ونفى متحدث باسم حاشد المسؤولية عن الهجوم على القصر الرئاسي وقال ان عشرة من أفراد القبائل قتلوا وان العشرات أصيبوا خلال القصف.ويشعر عدد متزايد من الدائرة المقربة من صالح أن الهجوم ربما يكون من تدبير اللواء علي محسن الذي انشق عن صالح وانحاز الى جانب المحتجين المناهضين للحكومة ووصف الرئيس بقوله "مختل متعطش للمزيد من الدماء".وقال خبير في شؤون اليمن تربطه علاقات وثيقة بالقيادة في صنعاء "لا يمكن لأحد أن ينفذ هذا الهجوم بمثل هذه الدقة العسكرية الا رجل عسكري."وأغضب صالح حلفاءه السابقين في الولايات المتحدة والسعودية عندما تراجع أكثر من مرة عن الاتفاق الذي رعته دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة مقابل عدم محاكمته.وقال جيمس فالون خبير شؤون اليمن بمجموعة أوراسيا "ترك صالح للبلاد في هذا الوقت له دلالات سياسية عميقة."ومضى يقول "ستعتبره الكثير من الاوساط في اليمن نهاية لرئاسة صالح."من محمد صدام وجيسون بنهم(شارك في التغطية محمد الرماحي في صنعاء ومحمد مخشف في عدن وخالد المهدي في تعز ومحمود حبوش في دبي وسامية نخول في لندن واريك كيرشباوم في برلين ومكتب مدريد)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل