المحتوى الرئيسى

صنعاء تحت النار.. وصالح يتشبث بالسلطة!بقلم:محمد رشاد عبيد

06/04 23:00

لا نعرف ما الذي يجبر الزعماء العرب، ويجعلهم يتقفون على أن لا يتركوا كراسي الحكم والسلطة، سوى هاربينَ أو مطرودينَ، ومخلوعين من قبل شعوبهم؟ وقد دمروا بلدانهم وأحرقوها وبل لا نبالغ إذا ما قلنا اكتووا بنيرانها التي اشعلتها أصابعهم، مثلما حدث مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء أطلاق عبوة ناسفة في وقت صلاة الجمعة الماضية،3 حزيران- يونيو الجاري، على مقدمة مسجد النهدين بالقصر الجمهوري الرئاسي بالعاصمة اليمنية صنعاء، الواقع على شارع الستين الجنوبي، على مقربة من ميدان السبعين- وسط العاصمة، وأدى ذلك إلى أصابته بخدوش بليغة في وجهه، ومقتل ثلاثة جنود من الحرس الرئاسي الخاص بالرئيس، وجرح كذلك رئيس الوزراء( رئيس الحكومة) السيد علي محمد مجوَّر، والعميد يحيى الراعي رئيس البرلمان اليمني، نائب رئيس الحكومة السيد صادق أمين أبو راس، ونعمان دويد محافظ محافظة صنعاء ، والسكرتير الصحافي للرئيس صالح السيد أحمد الصوفي، مهندس الفبركات الإعلامية لماكينة الإعلام الرسمي للنظام اليمني أو ما تبقى منه، وانتحال شخصيات شهود العيان والتحدث باسمها للقنوات الفضائية العربية وعلى رأسها الجزيرة القطرية، لمحاولة تظليل الحقائق والرأي العام والتستر على جرائم النظام في اليمن. نعم الزعماء العرب يفضلون أن يحضونَ بلقب رئيسٍ مخلوع، وليس رئيس سابق، وقد مارسوا جرائم القتل والبلطجة وتجويع شعوبهم حينما طالبتهم بالرحيل والتنحي، بعد عقود من الحكم الفاسد، ولا يريدون أن يحضون بلقب رئيس سابق، يقضي بقية عمره بين أهله وشعبه معززاً ومكرماً، فالقذافي لازال بعد 42 عاماً من شهوة الحكم، وبثقافة الخيمة والبادية، رغم حبنا لها، لكن هذا لا يعني عزل شعب عوائده النفطية تبلغ 200 مليار دولار سنوياً، عن التنمية العالمية بكل المقاييس، ويقرفص فوق جثث شعبه ويحكم أجزاء من ليبيا،ويفتك في شعبه ويقصفهم بالطائرات الحربية ليلاً ونهاراً.. وصالح في اليمن، وبشار الأسد في سوريا، وحمد بن عيسي ال خليفة في البحرين.. والقائمة تطول .. نكتب هذا الكلام ، وأصوات دوي القذائف المدفعية وصواريخ أرض –أرض، التي يطلقها ما تبقى من الجنود الموالين للرئيس صالح في معسكر نقم شرق صنعاء، لا تكاد تتوقف حتى تعود من جديد، في وقت متأخر من ليلة الجمعة 3 حزيران – يونيو الجاري- فجر السبت ، المنطلقة باتجاه حي الحصبة غرب صنعاء، ومنزل الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الحمر، شيخ قبيلة حـاشـد اليمنية، التي ينتمي إليها الرئيس اليمني نفسه، لليوم الثاني عشر على التوالي، على الحرب التي تخوضها الحكومة اليمنية أو ما تبقى منها ضده وضد أشقاءه وأبرزهم الشيخ حميد الأحمر، بعد أن نزح معظم سكان ذلك الحي، في قصف هو الأعنف منذ بداية القتال قبل أسبوعين، والحقوا أضراراً بالغة في منزل الشيخ الراحل عبد الله الأحمر، وقامت دبابات تابعة للحرس الجمهوري فجر الجمعة الماضية بتدمير منزل حميد الأحمر، وكذلك منزل اللواء علي محسن الأحمر، في منطقة حدة السكنية الراقية، فيما تواصلت معارك كر وفر، وحرب شوارع بين آل الأحمر، وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح؛ تذكرنا بالحروب الحوثية الست(6 جولات حربية)، منذ حزيران- يونيو 2004، وحتى أواخر عام 2010، بين الرجال المتمردين الحوثيين، بقيادة قائدهم الميداني السيد عبد الملك الحوثي، وقوات الحكومة اليمنية في محافظة صعدة، وحرف سفيان بعمران شمال اليمن، ويبدو أن الرئيس صالح لم يستفد من حرب العصابات مع الحوثيين وها هو يعيد الكره مع قبائل حاشد في صنعاء، وربما يختلف الوضع لعدم وجود مناطق جبلية وعرة في محيط حي الحصبة أو بالأحرى بيت الأحمر بصنعاء، مثلما كان عليه الحال في صعدة، وربما لن يخدم ذلك قوات صالح على المدى المتوسط، لأن كثافه البنايات السكنية ومهما كانت غير مأهولة بالسكان المدنيين، ستعيق بالتأكيد دحر أنصار الشيخ صادق الأحمر وأخوته المسلحين بمختلف الأسلحة المتطورة، الذين استطاعوا السيطرة على أكثر من ست وزرات ومؤسسات رسمية مهمة في الحصبة، أبرزها الداخلية والإدارة المحلية ووكالة سبأ للأنباء.. فيما قالت الحكومة أنها استعادتها منهم، بينما ينفي ذلك آل الأحمر . ما نراه الآن وعقب تجاوز الثورة اليمنية شهرها الرابع ، وهبوب رياح ساحات التغيير في اليمن، هو أولاً فشل المبادرة الخليجية التي وفرت مخرجاً ذهبياً للرئيس صالح وأسرته وأركان نظامه وبنسختها الخامسة، وثانياً أن ثمار هذه الثورة الشبابية اليمنية باتت تعطي أكلها وبعض ثمارها.. وباتت تطوراتها تتسارع يوماً بعد آخر. الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لازال رغم كل ذلك يحاول المراوغة وكسب الوقت، وحرف أنظار العالم وحلفاءه في الخليج وواشنطن عن الثورة الشعبية، المطالبة برحيلة ومحاكمته ورموز نظامه، وان ما يجري هو معارك ضد قبيلة حاشد، أنها تنتمي لحزب الإصلاح الإسلامي، (الإخوان المسلمين)، كما يسميه الرئيس صالح، مستغلاً دخول مسلحي تنظيم القاعدة على خط المواجهة قبل أكثر من أسبوع، عندما سقطت محافظة أبين جنوب البلاد في أيديهم بعد اشتباكات مع جنود ما تبقى من نظام صالح. وهذا ما يبرر تراجع النبرة الأمريكية، تجاه العنف والقصف الذي يمارسه نظام علي صالح في اليمن و تعز وصنعاء على وجه الخصوص، وعلى لسان السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، التي دعت مساء الجمعة إلى وقف فوري للعنف وإطلاق النار في اليمن، عندما سمع الأمريكان عن نبأاصابة الرئيس صالح بتلك العبوة الناسفة بمسجد القصر الرئاسي. نشعر بالأسى والحزن ونحن نرى اليمن السعيد لا يبدو سعيداً هذه الأيام، ونرى ونقرأ عن نزوح الآلاف الأسر من العاصمة صنعاء، و260 أسرة كذلك نزحت من محافظة أبين الجنوبية إلى مدينة عدن، بحثاً عن ملاذاً آمن من قصف قوات صالح آل الأحمر في صنعاء بمنطقة حدة والحصبة، والقاعدة في أبين. اليمن السعيد يغلي ويحترق وموجة نزوح كبيرة من عاصمته ،التي تقف تحت النار منذ أسبوعين، وتعاني من انعدام الغاز المنزلي، والبنزين ومشتقاته، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية للبقاء بصورة مهولة إلى الضعف، وقطع الكهرباء بشكل دائم ،خصوصاً في الأحياء القريبة من ساحات التغيير في اليمن، والرئيس صالح لا يهمه الشعب اليمني، بل دحر الشيخ صادق الأحمر وأخوته، والبقاء بضعة أشهر أو ربما أعوام في الحكم، يلقي الأوامر بالريموت كونترول من قصره الرئاسي، الذي لم يعد آمناً.. ولازال يتشبث بالحكم.. انه الغباء السياسي بعينه الذي جعله لا يستفيد مما جرى في تونس ومصر وليبيا.. نحن على ثقة أن الجيش اليمني بمن فيهم الحرس الجمهوري والخاص سيقتدي بالجيش المصري، والتونسي من قبله، ويعود ليكون في خدمة الشعب، لا في خدمة الرئيس وحاشيته وأقاربه، ويرفض اطلاق النار على أبناء جلدته وأخوته من الشعب اليمني، ويجبرون صالح على التنحي فوراً، حقناً لدماء الأبرياء.. وما أكثرها هذه الأيام على التراب اليمني. محمد رشاد عبيد صحافي من اليمن. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل