المحتوى الرئيسى

"سيسامي" عالم له قوانينه الخاصة يحتضن الإسرائيليين والإيرانيين في الأردن

06/04 15:58

حيفا - نايف زيداني رغم الحرب الإعلامية المعلنة والتهديد والوعيد وتبادل الاتهامات بين "العدوتين اللدودتين" إيران وإسرائيل، إلا أن علماء فيزياء من كلا البلدين يعملون سوياً ضمن مشروع مشترك في مركز "سيسامي" الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط،، والذي انطلق عمله قبل بضع سنوات في منطقة علان القريبة من السلط في الأردن. مشهد من داخل المركز ويفيد ضوء السنكروترون في جميع مجالات العلوم التجريبية من الطب وعلوم الصيدلة والكيمياء والأحياء والجيوفيزياء والجيولوجيا وفيزياء المواد وتكنولوجيا الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر وغيرها. ويمكن القول إن لهذا المركز قوانينه الخاصة، إذ يُجمِع العلماء الذين يعملون فيه من إيران وإسرائيل والأردن ومصر وتركيا وباكستان وغيرها من الدول المشاركة أنه قادر على احتواء "المتناقضات". وقلل الدكتور والباحث المصري ياسر خليل، المدير الإداري للمشروع، في حديث لـ "العربية.نت"، من وزن السياسة في مركز الأبحاث، مشيرا إلى أنه "لا مكان لها فيه مما يساعد في تعايش العلماء وتصفية الأجواء حتى بين العلماء الإيرانيين والإسرائيليين الذين تربطهم علاقات جيدة بعيدا عن التوترات التي تفرزها السياسة". وأضاف: "العلم هو أداة الوصل بين الشعوب. وعندما يزور العلماء أية معامل أبحاث في أي مكان كان، فإنهم يلتقون بنظراء لهم من دول مختلفة بعضها تربطها ببلادهم علاقات جيدة وأخرى علاقات سيئة، إلا أن العلم يخلق لغة حوار حتى بين من قد يعتبرون أعداء ويذيّل كل العقبات". وأوضح خليل في حديثه لـ "العربية.نت" أن العلماء من مختلف الدول المشاركة في "سيسامي"، يبحثون عن النقاط المشتركة بينهم كبشر، بعيدا عن أية قضايا يمكن أن تخلق حساسيات ومشاكل. وحتى لو كانت هناك بعض الإشكاليات مع أية بداية فإنها سرعان ما تزول وتفسح المجال للنقاشات العلمية فقط". التوطيد بين إسرائيل وإيران مبنى المركز ولكن كيف يمكن لدولتين مثل إيران وإسرائيل أن تستثمرا مبالغ طائلة تصل إلى ملايين الدولارات في مشروع علمي مشترك في حين أن "العداء" هو الحالة المعلنة بينهما؟ كيف يمكنها العمل سويا في مشروع يمكن أن يفيد مستقبل المنطقة إن كانتا عدوتين فعلا؟ عن هذه التساؤلات أجاب الدكتور خليل بأن "المشروع مستوحى أصلا من مشروع أوروبي مشابه أقيم في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية من أجل التقريب بين الدول الأوربية، وقد نجح في تحقيق أهدافه، ومشروعنا مبني على نفس المبدأ ويساهم في تواصل العلماء من الدول المشاركة فيه، والجهات الرسمية الحكومية- سواء في إيران أو إسرائيل أو باقي الدول المشاركة- تعرف أهداف هذا المشروع، وهي مساهمة فيه لفوائده العلمية التي يمكن أن يحققها للمنطقة، وكذلك لأن كل الحكومات تريد السلام، وأحد أهداف المشروع المعلنة هو التقريب والتوطيد بين شعوب المنطقة، وهذا ليس سرا ومنشورا في موقع المركز على الانترنت، ومساهمة الحكومة بحصتها المالية تعني أنها داعمة له ولأهدافه".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل