المحتوى الرئيسى

ارامل سريبرينيتسا يتمنين على الله ان يحرق ملاديتش في نار جهنم

06/04 15:44

سريبرينيتسا (البوسنة والهرسك) (ا ف ب) - عندما اطلت صورة راتكو ملاديتش، القائد العسكري السابق لصرب البوسنة المتهم بارتكاب جرائم حرب، من شاشة تلفزيون وضع على حافة مرتفعة في مقبرة سريبرينيتسا الشاسعة، خيم صمت ثقيل على عشرين امرأة كن يشاهدن التلفزيون في المقبرة.وكسرت احدى النساء اللواتي كن يجلسن وسط قبور اكثر من 4500 قتلوا في مجزرة سريبرينتسا، الصمت بقولها "ادعو الله ان يحرقه في نار جهنم".وقالت حنيقة ديوغاز وهي تنظر الى صورة ملاديتش وهو يمثل امام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة لاول مرة "ليتنا نستطيع محاكمته هنا. كم اتمنى ان يحضروه الى هنا لنمزقه اربا وهو حي".اما ابنة عمها ميرا ديوغاز التي فقدت ولدين في اسوأ فظائع شهدتها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فقد اعربت عن مشاعر مماثلة.وقالت "لقد قتل كل احبابنا. امهات سريبرينيتسا هن وحدهم اللواتي يجب ان يحاكمنه. يجب ان يعطوه الى الابناء الذين بقوا من دون آباء لكي يحاكموه".وكانت هاتان المرأتان تشاهدان بثا حيا على التلفزيون من قاعة المحكمة وهما تجلسان وسط المقابر تحيط بهما الاف الشواهد البيضاء التي تنتشر في انحاء المقبرة التي يحيط بها جدار تذكاري يحمل اسماء ضحايا المجزرة.وهاتيك النساء ومعظمهن متقدمات في العمر ويرتدين الحجاب، هن من بين زوجات وامهات اكثر من 8000 رجل وصبي مسلم قتلوا بعد ان سيطرت القوات الصربية البوسنية بقيادة ملاديتش على سريبرينيتسا قبل 16 عاما وبالتحديد في تموز/يوليو 1995وقالت نورا اليسباهيك الذي اعيد دفن ابنها ازمير في بوتوكاري في العام 2003، لفرانس برس "ان ظهوره (ملاديتش) في المحكمة جيد ولو انه متاخر. كان يجب ان يحاكم قبل فترة طويلة".وشاهدت نورا مقتل ابنها على التلفزيون قبل سنوات عندما تم بث شريط فيديو صورته وحدة شبه عسكرية قتلت ابنها الى جانب خمسة رجال اخرين.وقالت "كنت اشاهد الاخبار عندما قالوا +ستشاهدون الان شيئا لم تشاهدوه من قبل وستتعرف بعض الامهات على ابنائهن واخواتهن واشقائهن".واضافت "شاهدت ابني يخرج من الشاحنة وصرخت على التلفزيون +لا تقتلوه+".واعترى الاشمئزاز ملامح النساء عندما قال الجنرال السابق، الذي بدا هزيلا في قفص الاتهام، امام المحكمة انه "مريض للغاية".وقالت خديجة محمودوفيتش بغضب "انه يدعي المرض".وصرح ملاديتش (69 عاما) لاحقا انه يحتاج الى مزيد من الوقت لدراسة لائحة الاتهام التي تضم 11 تهمة بالابادة وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.واضافت ان "مشاهدته وهو يتظاهر بانه لا يفهم شيئا ولا يعلم شيئا امر لا يطاق".ويتهم ملاديتش بانه الراس المدبر لمجزرة سرييرينيتسا - الواقعة الوحيدة في الحرب البوسنية التي اعتبرت رسميا عمل ابادة، وكذلك بحصار العاصمة ساراييفو الذي استمر 44 شهرا من ايار/مايو 1992 وقتل فيه عشرة الاف شخص.ومثل الجمعة لاول مرة امام المحكمة التي تنعقد في مدينة لاهاي الهولندية بعد اعتقاله في صربيا الاسبوع الماضي.واعربت عدد من النساء البوسنيات اللواتي توجهن الى لاهاي لحضور محاكمة ملاديتش، عن غضبهن والمهن الشديد لرؤيته عن قرب.وقالت منيرة سوباسيتش التي فقدت احد ابنائها في مجزرة سريبرينيتسا "اتمنى ان يبقى حيا لمحاكمته في هذه القضية حتى تتحقق العدالة لنا وله".اما زمرا سوهوميروفيتش (55 عاما) فقالت امام المحكمة "انا هنا احمل الامي، وهو هنا يحمل جرائمه".وقالت "اشعر بالتعاسة الشديدة وعدم الرضى. اشعر بان ملاديتش حصل على الكثير، وذلك ليس عدلا نظرا لما فعل" في اشارة الى الرعاية الطبية التي تردد ان ملاديتش حصل عليها في مقر احتجازه.وبالنسبة لزمرا التي شهدت المجزرة، فان مشاهدة ملاديتش في قفص الاتهام لم تهدىء من حزنها او غضبها.واضافت "انه ملاديتش نفسه الذي كان عام 1995. وهو يفعل الشيء نفسه الذي فعله في عام 1995 في سريبرينيتسا، فهو ينظر الينا من القفص".اما في جمهورية صرب البوسنة فقد اتسم رد فعل العديدين بالغضب لمشاهدة من كانوا يعتبرونه بطل حرب في قفص الاتهام.وقالت يوفانا تشيريتش (44 عاما) التي تعمل نادلة في حانة في بانيا لوكا، عاصمة البوسنة الصربية "لقد انفطر قلبي عندما شاهدته يبدو مسنا ومريضا. ما كان يجدر بنا ان نسمح بحدوث ذلك".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل