المحتوى الرئيسى

اسبانيا المنتج الاول لزيت الزيتون تواجه تراجع الاسعار

06/04 14:57

  الوديان الاندلسية التي تلفحها اشعة الشمس تجعل من اسبانيا اول منتج لزيت الزيتون في العالم الا ان المزارعين يعانون منذ سنوات قليلة من وضع صعب مع انهيار الاسعار الذي لا ينجحون في لجمه.   في بلدة خيمينا المحاطة بتلال تكسوها اشجار الزيتون يقوم مانويل الفونسو توريس غونزاليس مدير الشركة العائلية "لا بوريسيما" التي اسست العام 1893 بحساباته قائلا "السعر الوسطي لكيلوغرام الزيتون بالجملة هو 1,80 يورو راهنا في مقابل 2,60 يورو قبل اربع سنوات".   ويضيف خوسيه ماريا بينكو المهندس في الجمعية الاسبانية للمدن المنتجة للزيت ان "متوسط كلفة الانتاج في بساتين الزيتون التقليدية وهي الاكثر انتشارا في اسبانيا يبلغ 2,40 يورو للكيلوغرام اي نحن نخسر 60 سنتا في كل كيلوغرام. هذا امر رهيب".   في هذه الفترة من السنة موسم قطف الزيتون في المنطقة التي توفر 80 % من الزيوت الاسبانية، قد انتهى. وتزين نقاط متناهية الصغر خضراوية اللون اغصان الاشجار المعمرة احيانا، معلنة الموسم المقبل الذي يقطف في تشرين الاول/اكتوبر.   الزيت "ذهب اخضر" يشهد استهلاكه ازدهارا كبيرا في فورة مختلفة عن الفورة العقارية الي تلف بقية ارجاء البلاد. ويقول انريكي ديلغادو الامين العام للاتحاد الاسباني لمصنعي الزيت "هنا بدلا من بناء المنازل، رحنا نزرع الاشجار".   وتوفر اسبانيا 50 % من زيت الزيتون في العالم وهو من اهم صادراتها.   ويقول توريس "قبل عشر سنوات كانت اسبانيا تنتج 700 الف طن سنويا واليوم تنتج 1,4 مليون طن" من بينها 800 الف طن تصدر للخارج.   ويعتمد 200 الف منتج و300 بلدة على هذا النشاط "لذا فان تراجع الاسعار له انعاكسات كبيرة على الاقتصاد الاندلسي بالنظر خصوصا الى مستوى البطالة المرتفع جدا في المنطقة" والذي يصل الى 30 % تقريبا على ما يشدد مانويل باراس روسا رئيس جامعة خاين.   ويقول بينكو ان القطاع يضم "1700 منتج وخمسة موزعين فقط" ما يثير "اختلالا كبيرا يدفع الاسعار الى التراجع".   وتسعى المتاجر الكبرى الى "جذب الزبائن من خلال هذا المنتج" الذي يعتبرا اساسيا في المطبخ الوطني فارضة اسعارا في تراجع مستمر. وهذه ظاهرة تتعزز في مراحل الازمة.   وهذه الازمة التي تواجه اسبانيا صعوبات للخروج منها تصيب كذلك المنتجين مباشرة. ويقول توريس "ينقلون الي الزيتوت لاعصره واستخراج الزيت طالبين مني تخزينه بانتظار ارتفاع الاسعار" مشيرا الى احواض ضخمة.   ويضيف "لكن عندما ينبغي عليهم تسديد قروضهم يتصلون بي ويرييون ان ابيع كل شيء في غضون 24 ساعة" اذ ان المصارف ترفض منح مهل او قروض جديدة مما يضطر المنتجين الى بيع زيتهم باسعار مخفضة.   ويقول رافاييل سانشيز دي بويرتا رئيس الاتحاد الاندلسي للتعاونيات الزراعية ان الطريقة الفضلى للصمود "تمكن في تركيز العرض في تعاوينات كبرى. نحن نعمل على ذلك الا ان الامر بطيء".   اما توريس فيرى الحل في اشجار الزيتون التي زرعها حديثا وهي متقاربة جدا لزيادة الانتاج ومزروعة بطريقة مناسبة للقطف عبر الالات.   ويقول وهو يحمل جهاز "اي باد" في يده ويجمع بين عمله كمزارع وكتابة اطروحة حول استمرارية الزيت الاقتصادية "من المهم ليتمكن المرء من المنافسة ان يخفض الكلفة".   هذا النظام المكثف المعتمد في دول منافسة مثل تشيلي والمغرب واستراليا وفي 25 % من القطاع الاسباني فقط "ينتج الزيت بكلفة 1,50 او 1,60 يورو للكيلوغرام" على ما يؤكد بينكو مضيفا "حتى مع اسعار متدنية كما هي الحال الان يبقى هذا المجال مربحا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل