الأدوية المغشوشة تكلف العالم250 مليار دولار سنويا
وقال كريستوف زيمرمان منسق مكافحة التزوير والقرصنة في منظمة التجارة العالمية ان العقاقير المغشوشة باتت صناعة يصل حجمها الي200 مليار دولار في العام وأن منظمة الجمارك العالمية التي تضم في عضويتها176 دولة وقعت علي اعلان للتصدي لهذه المشكلة. ويتم في الغالب دس أدوية مغشوشة أو لا تفي بالمعايير في شحنات ترسل عبر طرق ملتوية لاخفاء بلد المنشأ وقال زيمرمان ان الأدوية المقلدة في السوق أكثر من الأصلية, في العام2007 ـ2008 وحده ارتفعت بنسبة596 في المائة. وذكرت وكالة أنباء( شينخوا) في تقرير لها ان منظمة التجارة العالمية قالت ان عقاقير الملاريا المقلدة تقتل مائة ألف افريقي سنويا وان السوق السوداء تحرم الحكومات, مما بين2.5 في المائة وخمسة في المائة من ايراداتها وتقدر المنظمة حجم السوق العالمية لهذه الأدوية بنحو200 مليار دولار, وعلي الرغم من معاناة الدول الصناعية أيضا من هذه الظاهرة فإن معاناتها ليست بنفس الحدة التي تعاني منها الدول الفقيرة, اذ تشكل بعض الأدوية المزيفة في بعض الحالات50 الي70 بالمائة من حجم الأدوية الرائجة منها في أسواق الأخيرة, وتعد المنطقة العربية مرتعا لتصنيع وترويج هذه الأدوية, ويقدر انتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا منها بنحو7 في المائة من الانتاج العالمي فيما تحتل الصين والهند صدارة الدول المنتجة. وتحذر العديد من التقارير الدولية من استفحال ظاهرة الأدوية المغشوشة, وما يزيد من تعقيد الظاهرة صعوبة التأكد من مدي سلامة مستحضراتها تعتمد الدول العربية باستثناء تونس بشكل رئيسي علي استيراد الأدوية ومستحضراتها, وخلال عملية الاستيراد والتصدير تدخل علي الخط مافيات تصنيع وتهريب الأدوية المغشوشة. وتشير العديد من المصادر الي ان أكثر ما يتعرض للغش بين الأدوية هي المضادات الحيوية الانتيبيوتيك بنسبة تصل الي حوالي38 في المائة,, ومستحضرات علاج الالتهابات6 في المائة, ويبدو أن الأنسولين الضروري لمرضي داء السكري لم يسلم من الغش, وتشير دراسة منظمة الصحة العالمية الي تصاعد مستوي حجم تجارة الأدوية المغشوشة بصورة كبيرة ولم يعد الأمر مقصورا علي البلدان النامية في جنوب شرق آسيا وافريقيا, حيث ان المشكلة أصبحت عالمية الانتشار مع زيادة حركة البضائع والمسافرين وظهور الصيدليات التي تبيع الأدوية علي شبكة الانترنت. وذكرت( شينخوا) ان تقريرا دوليا قال ان الاحصائيات الدولية تشير الي ان الأدوية المغشوشة علي مستوي العالم تتراوح بين10 ـ30% في الدول التي أنظمتها الرقابية ضعيفة أو متوسطة, وتتراوح بين أقل(1%) في الدول التي لديها أنظمة رقابية صارمة, وفي السياق ذاته حذر د. علي إبراهيم أمين عام اتحاد الصيادلة العرب من تفاقم ظاهرة تجارة الأدوية والأغذية المغشوشة عبر العالم والتي صارت أخطر من الإرهاب ومخاطرة حيث تكبد العالم خسائر تقدر بـ250 مليار دولار سنويا, وتخسر المنطقة العربية بسببها حوالي3 مليار دولار في العام. وكشف د. إبراهيم ان اسرئيل من أبرز الدول المصنفة عالميا بأنها من أكبر عشر دول علي مستوي العالم في تجارة الأدوية المزورة, كما ان الاتحاد الأوروبي أقر ان الأدوية المزورة المضبوطة في دولة40 بالمائة منها مصدرها سويسرا. وكشف د. إبراهيم عن توصل هيئة العلماء العرب والأفارقة الابسو التي يرأسها لتقنية جديدة للكشف عن الأدوية والأغذية المغشوشة والمزورة في المنطقة العربية, وذلك من خلال اطلاق هذه الخدمة وتدشين مركز متخصص لها في المنطقة ليتم الكشف عن هذه الأدوية عبر تقنيات الشريط المشفر الباركود والرقم المسلسل, والبصمة الوراثية ليتم التعرف علي الأدوية السليمة وتمييزها عن الأدوية المغشوشة. وأشار الي ان الدواء المزور فاقد لحوالي60 بالمائة من فاعليته, مما يسبب كارثة صحية واقتصادية عالمية تقدر خسائرها بـ250 مليار دولار في العام وفق ما أعلنته منظمة الجمارك العالمية, لافتا الي ان المنطقة العربية تخسر بسبب هذه الظاهرة مابين2 ـ3 مليارات دولار في العام من اجمالي الناتج القومي بالاضافة الي تزايد الحالات السرطانية والتي نجد ان40 بالمائة منها مجهولة المصدر والأسباب. وقال د. علي ابراهيم كل هذه الأمور تدفع العالم الي التعاون في مكافحة ظاهرة تزوير الدواء سواء في أوروبا أو أمريكا وفي كل مكان, حيث تصل هذه النسبة الي مابين20 ـ30 بالمائة في المنطقة العربية, وفي السوق المصرية قدرت نسبتها بـ20 بالمائة, و60 بالمائة في افريقيا خاصة في أدوية الملاريا. وأشار ابراهيم الي الجانب السياسي في عملية تزوير الدواء, حيث ينظر اليها العالم علي انها ظاهرة ارهابية جديدة وأخطر من استعمال السلاح في المستقبل, حيث صار الدواء قنبلة موقوتة وفق تقدير المنظمات العالمية.
Comments