المحتوى الرئيسى

في ذكراها الرابعة والاربعين حرب الخامس من يونيو 1967 نكسة ما بعدها نكسة بقلم أكرم أبو عمرو

06/04 22:16

في ذكراها الرابعة والاربعين حرب الخامس من يونيو 1967 نكسة ما بعدها نكسة بقلم أكرم أبو عمرو في الخامس من يونيو 2011 ينطوي أربع وأربعون عاما على حرب تعتبر هي الأخطر في الحروب التي تعرضت لها هذه المنطقة ، بل هي أشد خطرا في نتائجها من الحروب العالمية التي شهدها العالم في تاريخنا المعاصر ، قد يقول قائل إن في ذلك مبالغة كبيرة، وأقول لا بل هي الحقيقة ، صحيح أن الحروب العالمية خاصة الحربين العالميتين الأولى والثانية دمرتا الكثير، وقتلت الكثير، وخلفتا المآسي الكثيرة، ولكن ما انتهت هذه الحروب حتى بدأت عمليات إعادة التعمير والبناء ولننظر الآن إلى أوروبا المسرح الرئيسي لهذه الحروب، وكذلك اليابان ، أنها الآن دول بلغت درجة كبيرة من التقدم والنمو بالمقارنة مع ما قبل الحرب ، إمكانات اقتصادية هائلة ، إنتاج صناعي في مختلف الأشكال والأنواع ، إنتاج زراعي وغذائي جعل هذه الدول في مأمن من أي نقص ، تقدم تكنولوجي هائل ، إمكانات جعلتها محط أنظار باقي قارات العالم ، إن السبب في نظري أن هذه الحروب على الرغم من قساوتها فباستثناء ضرورات الحرب كما رآها القادة سياسيون وعسكريون ، إلا أنها لم تؤدي إلى إبادة شعوب أوروبا ، ولم تعمل على تدمير مقومات حياتها ، وبعد الحرب لم ينشغل أبطالها في الاستمرار باحاكة المؤامرات والدسائس فيما بينهم ، بل بالعكس تماما كان الاتجاه إلى المصالح المشتركة وحسن الجوار والعلاقات البناءة ، فاتجهت إلى بلورة علاقاتها وتطويرها وكان الاتفاق على التنمية والتعاون بدلا من الحروب، وكانت الخطوة الأولى حيث السوق الأوروبية المشتركة وصولا إلى الاتحاد الأوروبي ، نموذج ممتاز للتعاون من اجل الحفاظ على الإنسان وحقوقه وكرامته. أما نتائج حرب الخامس من يونيو 1967 لم تكن كذلك لأنها في اعتقادي نتيجة مؤامرات ودسائس كبيرة مستمرة على مدار الزمن يتنااقلها متآمرون كل زمان ومكان بهدف زوال الأمة العربية والإسلامية ،وهي مؤامرات جاءت في سلسلة من التآمر لم يتوقف منذ زمن بعيد ، وفي اعتقادي أن ذلك بدأ منذ زمن طويل، منذ أن انطلقت جحافل الجيوش الإسلامية في كل اتجاهات الأرض لتعمل على تكوين دولة ترامت أطرافها ، منذ ذلك التاريخ بدأ العمل على تقويض هذه الأمة والعمل على إيقاف تقدمها ونموها وإرجاعها إلى كبوتها وعبوديتها كما كانت في عهد الإمبراطوريات الكبرى في ذلك الوقت الفرس والرومان ، والذي يقرا ما ورد في أسفار بني إسرائيل ، وبعض ما نشر عن نشاط المحافل الماسونية، وما ينشر عما يدور داخل المؤتمرات الصهيونية في هرتسيليا يدرك تماما آلية التأمر وعناوينها الكبرى التي أراها أنها تهدف إلى : أولا: العمل عل إرباك الشعوب العربية بتدمير مقدراتها وإعاقتها عن كل تطور ونمو وكلما حاول شعب من الشعوب النهوض والأخذ بأسباب التقدم والنمو حيكت له المؤامرات لتحطيمه وإعادته إلى حيث كان ولنا مثل في مصر عام 1967 ، والعراق 1991و2003 ، والسلطة الوطنية الفلسطينية حاليا: ثانيا : العمل على المستقبل البعيد ، بهدف استمرار النتائج من اجل اندثار الشعوب المستهدفة أو إذابتها بأحماض الفكر والاقتصاد . وعودة إلى حرب عام 1967 نجدها قد جاءت في نفس هذا السياق حيث هدفت هذه الحرب إلى : - تدمير القوة العسكرية العربية الناشئة التي تم إنفاق الكثير من موارد مواردها مصر وسوريا من اجل تشكيلها للدفاع عن الأوطان . - القضاء على بعض القيادات الوطنية العربية التي أخذت على عاتقها محاولة تحجيم ووقف المد الاستعماري وأطماعه مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر . - تحطيم أو إنهاء المد القومي العربي الداعي إلى تحقيق وحدة عربية شاملة . - إغراق العرب في متاهات ا الإقليمية والمصالح الفئوية الضيقة بدلا من الآفاق الوحدوية التقدمية . لقد نجح أعداء الأمة في مسعاهم الهادف إلى تفتيت البلاد العربية حيث أصبحت جميع الدول العربية تتقوقع داخل حدودها، وتحتفظ بحرية علاقاتها الخارجية ورهن سياستها الخارجية بإرادة دول عظمى حتى فيما يخص قضايا الأمة العربية كقضية فلسطين والعراق والسودان ، ليس هذا فحسب بل بدأت المشاكل الكبرى تدب داخل الوطن العربي لتزيد الشعوب العربية فرقة وخلافا فكانت أحداث أيلول 1970 في الأردن ، والحرب الأهلية اللبنانية ،والغزو العراقي للكويت وما أعقبه من حروب دولية على العراق ، وأوضاع السودان والصومال ، وأخيرا وربما ليس آخرا ما تشهده الساحة العربية من ثورات شعبية التي بدأت برفع شعارات التغيير والإصلاح ، وتنتهي برفع شعارات تغيير النظام حتى دفعت ببعض الثورات إلى إراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد وفي ليبيا واليمن مثل . هذه هي نكسة عام 1967 ما زالت تلقي بظلالها وتداعياتها على امتنا العربية قاطبة ، ففي الوقت الذي تجاوزت الكثير من الدول التي تخاصمت كثيرا فيما بينها عداواتها لتتجه إلى المستقبل ، نقف نحن العرب عاجزين عن إيجاد علاج لمشاكلنا على الرغم من توفر الإمكانات ، حيث مازالت هناك مشاكل كثيرة أهمها مشكلة الغذاء الذي ما زال يستورد من الخارج ، مشكلة التعليم ، مشكلة الصحة ، مشكلة العمل ، مشكلة التنقل وحرية التجارة ، مشكلة حرية الرأي والتعبير ، ومشكلة حقوق الفرد العربي المهدورة في كل زمان ومكان في عالمنا العربي. بفعل نكسة عام 1967 وتداعياتها المتدحرجة، ما زال العرب غارقين في أوحالهم ومستنقعات الحاجة والاعتماد على الأجنبي مع أنهم لديهم كل مقومات النهوض للتقدم والنمو فقط هي الارادة الصادقة التي تنقصهم فهل من سبيل لجعل هذه النكسة من الماضي . أكرم أبو عمرو غزة – فلسطين [email protected] 4/6/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل