المحتوى الرئيسى

> عبدالناصر تعرض لخيانة روسية في حرب 1967

06/04 21:08

مع ذكري نكسة 67 تكشف إسرائيل بعض المستندات القديمة التي تلقي الضوء علي أحداث تاريخية واكبت النكسة، وهذا العام فجرت تلك المستندات مفاجأة عندما كشفت قضية خطيرة بعد أن ادعت أن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر كان يعلم بموعد الهجوم الإسرائيلي علي مصر والدول العربية من قبل الحرب بأيام ولم يفعل شيئًا وأمر المشير عبد الحكيم عامر أن يطير مباشرة ليكون فوق التجمعات العسكرية المصرية بسيناء في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم الخامس من يونيو من أجل التحقق من حالة الجيش المصري حيث كانت إسرائيل في نفس الساعة قد أكملت تقريبا مهمة تدمير السلاح الجوي المصري وبدأت طائراتها الحربية مهاجمة المطارات المصرية منذ الخامسة من صباح ذلك اليوم. المستندات ذكرت كذلك أن هناك أخطاء وقع فيها «عبدالناصر» وأدت للحرب، وأن الروس كانوا وراء نشوب الحرب وربما دفعوا إليها وأن عبد الحكيم عامر أراد إزاحة «عبدالناصر» وتحطيم تاريخه العسكري فتركه يتعرض للهزيمة، فهل فعلا إسرائيل لم تهزم مصر كما قالوا هذا العام وأن الروس و«عامر» هم من غرروا بعبد الناصر وخانوه فسقط هو ومصر في دائرة الهزيمة؟ تلك التساؤلات سنرد عليها من واقع قصة الموساد الإسرائيلي لهذا العام وسنبدأ بأول قضية التي تؤكد علم ناصر بموعد الحرب وهو ما كشفه حديث حسن التهامي المسجل في الوثائق السرية للقاءاته مع موشي ديان وزير الخارجية الإسرائيلية وقتها والتي بدأت في 17 سبتمبر 1977 بالمغرب تحت رعاية الملك الحسن الثاني حيث تسرد الوثيقة الأولي التي كشفت عنها إسرائيل أن الرئيس السادات أرسل «التهامي» نائب رئيس الوزراء المصري للمغرب ليلتقي بموشي ديان مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن للتمهيد لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وهي الوثيقة المعروفة في إسرائيل (ميد) وهي عبارة عن أربع صفحات مكتوبة علي الآلة الكاتبة وتحمل تاريخ صباح 17 سبتمبر 1977 وقد كتبت في صباح اليوم التالي لأول لقاء تم بين ديان والتهامي في 16 سبتمبر الساعة التاسعة مساء وهي ليست تفريغا للحوار السري بل احتوت بداخلها بنود الحديث ورؤوس الموضوعات التي تناولها. وتأتي نصف الصفحات التي خصصت لكلام «التهامي» وبدأت بكلمة تمهيدية للملك الحسن الثاني ملك المغرب والمضيف للحوار السري وبحضور رئيس وزرائه ووزير خارجيته أحمد لراكي ووزير البلاط المغربي وقد كتب يوسف بورات موثق اللقاء ومدير مكتب الموساد في العاصمة المغربية الرباط في نهاية ملحوظة بأن اللقاء سيستكمل بعدها بأسبوعين. في الواقع تلك الوثيقة تفجر حاليا في إسرائيل مشكلتين الأولي هي أن «ديان» قد وافق دون الرجوع لرئيس الوزراء الإسرائيلي «بيجن» علي الانسحاب من كل سيناء وحتي الحدود الدولية في الجلسة بناء علي طلب السادات الذي نقله «التهامي» وكان السادات قد اشترط علي إسرائيل الانسحاب من كل الأراضي العربية التي تحتلها يومها وليس فقط من سيناء وهو ما يعد حاليا في نظر الدبلوماسية الإسرائيلية فشلا ذريعا من جانب «ديان» الذي وافق قبل أن تبدأ المفاوضات علي التنازل عن ورقة أساسية لإسرائيل ، أما المشكلة الثانية فجاءت في نهاية حديث «التهامي» لديان ذلك اليوم وفيه يكشف التهامي ربما بدون قصد هو الآخر عن أن مصر كانت تعرف بموعد هجوم إسرائيل في صباح الخامس من يونيو من خلال جاسوس كان يعمل ضابطا كبيرا بالجيش الإسرائيلي ضمن شبكة العملاء الإسرائيليين الذين جندهم العميل المصري رفعت الجمال «رأفت الهجان» والملقب في الموساد باسم (الوتد) وقد كان برتبة اللواء العامل بالجيش الإسرائيلي. وفي الوثيقة التي سجلت بيانات الموضوعات التي تحدث فيها التهامي و«ديان» نجد أن الأولي تحدث عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بشكل فيه بعض التجني كما سجلت الوثيقة الإسرائيلية وقد سأل ديان بقوله: "هل كان عبدالناصر شريكا في الهجوم؟ وعندها ضحك «ديان» وسأله: لماذا تسأل هذا السؤال الغريب؟ رد التهامي عليه قائلا: لأنه أرسل «عامر» بأمر مباشر منه للجبهة بطائرة عمودية كانت فوق سيناء في تمام الساعة الثامنة صباح 5 يونيو 1967 أي بالتحديد وقت بدء العمليات الحربية الإسرائيلية ، وقال التهامي لديان حيث يعتقد الإسرائيليون الآن أنه ربما أخطأ في الحوار ليكشف سرا خطيرا بأن ناصر كان يعلم من العميل الإسرائيلي معلومات مؤكدة بأن الهجوم الإسرائيلي سيكون من يوم 3 يونيو وحتي يوم 6 يونيو". أما الأخطاء القاتلة التي وقع فيها عبد الناصر فقد سجلوها للتاريخ في: أن سوريا بدأت مهاجمة إسرائيل بافتعال نيران هجومية علي القوات الإسرائيلية علي الجبهة السورية الإسرائيلية علي حدود البلدين. وفي 6 إبريل 1967 حدثت مواجهة جوية سورية إسرائيلية فقدت فيها دمشق 6 طائرات ميج روسية الصنع. وطلبت روسيا من عبدالناصر أن يقوم بدفع القوات المصرية إلي داخل سيناء حتي يوقف بدء الهجوم الإسرائيلي الشامل علي سوريا ففعل «عبدالناصر» علي أمل أن الروس سيمدونه بالسلاح النوعي الذي طلبه لمحاربة إسرائيل. وفي 16 مايو 1967 طلب «عبدالناصر» من القوات الدولية للأمم المتحدة ترك مواقعها في سيناء علي طول الجبهة المصرية الإسرائيلية ومن داخل مضايق تيران واحتل الجيش المصري مواقع وقف إطلاق النيران بين البلدين في 18 مايو 1967 بعد أن وافقت الأمم المتحدة وسحبت قواتها، وفي 21 و22 من الشهر نفسه أمر عبدالناصر بإغلاق خليج العقبة أمام الملاحة البحرية وكان قد أغلق مضايق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية التي كانت مستمرة منذ 1957 بإشراف الأمم المتحدة. ورفض عبدالناصر طلب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخري فتح مضايق تيران علي أساس أنها خطوط ملاحة عالمية وأعلن أنه مستعد لمحاربة إسرائيل لو أرادت فك حصار تيران وأعلن بجمل واضحة عن أنه يريد تدمير إسرائيل وفي نظر السياسة والإستراتيجية كانت تلك التصريحات هي الخطأ الأكبر علي حد التعبير الإسرائيلي فقد كان يستلزم الرد علي تصريحات عبدالناصر بما يسمي في العسكرية «الضربة الاستباقية» وهو ما كان بالفعل في 5 يونيو 1967 . وتشير المستندات الإسرائيلية إلي أنه بعد أن وقع «ناصر» معاهدة الدفاع المشترك مع سوريا في 4 نوفمبر 1966 قام بتوقيع معاهدتين مشابهتين الأولي مع الأردن في 29 مايو والثانية مع العراق في 4 يونيو 1967، وعلي أساس ما نشر هذا العام كانت تلك هي الأخطاء التي سقط فيها الرئيس جمال عبدالناصر استراتيجيا وكانت هي السبب المباشر لأخذ إسرائيل قرار الحرب الاستباقية علي مصر فأعلنت إسرائيل التعبئة العامة في صباح 28 مايو 1967 وزعمت بأن عبدالناصر كان يعلم موعد الهجوم الإسرائيلي لأن خبر التعبئة العامة قد وصل إليه في نفس اليوم تقريبا ومعه تأكيد من العميل الإسرائيلي بموعد الهجوم الذي من المفترض سيبدأ من 3 إلي 6 يونيو 1967 . وكانت المستندات الجديدة قد أكدت أن الإدارة الأمريكية قد منحت رئيس الموساد الإسرائيلي مائير عاميت في 30 مايو 1967 الضوء الأخضر لمهاجمة الجيش المصري بداية من 1 يونيو 1967 . أما الجديد هذا العام فقد كان في إعلان عدة مصادر بأن القيادة الإسرائيلية لم تكن لتشن الحرب علي الدول العربية ومصر في 5 يونيو لو لم يقع «عبدالناصر» في تلك الأخطاء التي ذكروها مؤكدين أن إسرائيل لا زالت تدرس حتي اليوم إمكانية أن يكون الروس قد قرروا يومها التضحية بـ«عبدالناصر» الذي وقف أمام العديد من طلباتهم فمنعوا عنه السلاح مع وعد بتوريده إليه وفي نفس الوقت طلبوا منه أن يقوم بتصرفات كانوا يعلمون أن الرد الإسرائيلي - الأمريكي عليها سيكون بشن الحرب علي مصر والدول العربية من قبل إسرائيل وفي المستندات الجديدة إشارات قوية وتكاد تصل لحد الوثوق فيها بأن المؤامرة علي عبد الناصر قد كانت أكبر وأخطر حيث تزعم إسرائيل أن «عبدالحكيم» عامر قصد وقوع مصر في الهزيمة حتي يحطم تاريخ عبدالناصر السياسي ويمسك هو بزمام الحكم في مصر وأن عبدالناصر أرسله للجبهة حتي يتخلص منه لعلمه المسبق أن إسرائيل كانت ستهاجم الطائرات المصرية بأنواعها ذلك اليوم لكنه كان عاجزا أمام نفوذ عبدالحكيم عامر في الجيش المصري أيام المعركة وهي تلك التي سميت بحرب الأيام الستة علي أساس أنها قد بدأت يوم 5 يونيو وانتهت عملياتها العسكرية بالنسبة لإسرائيل في مساء 10 يونيو 1967 أما الهام هذا العام فقد كان في أعلان المؤرخ العسكري الإسرائيلي ميخائيل أورن أن قرار إسرائيل بشن الحرب علي الدول العربية في فجر 5 يونيو 1967 كان من أهم القرارات الإسرائيلية الخاطئة في تاريخ دولة إسرائيل واصفا القرار بالخطأ الكبير في التاريخ اليهودي الحديث ومشيرا إلي أن هذا القرار لا تزال إسرائيل تدفع ثمنه من مقاطعة ورفض عربي وإسلامي من أنقرة وحتي موريتانيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل