المحتوى الرئيسى

فرنسا تمارس دورها التاريخى فى الدفاع عن مبادئ ثورتها

06/04 08:10

كانت الثورة الفرنسية منذ مائتى عام ويزيد نقطة تحول كبرى فى تاريخ الإنسانية مثل الثورة الروسية عام 1917 فى القرن العشرين، والمعروف أن شعار ثورة فرنسا كان «الحرية والإخاء والمساواة». صحيح أن فكرة تصدير الثورة، سواء فى فرنسا أو روسيا، وكذلك فى إيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979، أدت إلى ظهور وجه بغيض تمثّل فى فرنسا التى تغزو البلاد وتحتلها، وهذا الوجه تحول إلى صفحة عار تاريخى طويت وإن كانت لا تنسى. تمارس فرنسا اليوم دورها التاريخى فى الدفاع عن مبادئ ثورتها، وقد تمثل ذلك فى حدثين أثناء مهرجان «كان» فاتنى حضورهما مع الأسف لتقصير فى الإعلان عنهما، وليس لتقصير منى، الأول قيام فردريك متيران، وزير الثقافة الفرنسى، بمنح وسام للمخرج التونسى الكبير نورى بوزيد، الذى كان قد تعرض لمحاولة اغتيال من إحدى جماعات الإسلام السياسى التى تريد أن تسرق ثورة الشعب فى تونس وفى مصر وفى بلاد عربية أخرى لتحول الربيع العربى إلى شتاء قاس.. وكنت قد شاركت فى إدانة هذه المحاولة الآثمة، كما أصدرت جمعية نقاد السينما المصريين بياناً فى إدانتها، وفردريك متيران معروف منذ عقود كأحد كبار مثقفى فرنسا، وهو مثل ابن عمه الرئيس الراحل متيران من المولعين بمصر والثقافة العربية. والحدث الثانى النص الذى ألقاه المخرج السورى الكبير أسامة محمد فى ندوة أثناء المهرجان أدارها الناقد الفرنسى جاب ميشيل فريدون «ناقد لوموند»، ورأسها فنان السينما الفرنسى العالمى من أصول يونانية كوستا جافراس، الذى صاغ مفهوماً جديداً للسينما السياسية فى النصف الثانى من القرن العشرين، ويرأس الآن السينماتيك الفرنسى فى باريس.. وقد عرض أسامة أثناء إلقاء النص المعنون «صورة ضد صورة» مجموعة من الصور الفوتوغرافية عن حرب الإبادة التى يشنها النظام الحاكم ضد الشعب السورى، ونشرته جريدة «الحياة» العربية التى تصدر فى لندن فى عدد الأربعاء 18 مايو، وهو يوم احتفال مهرجان كان بالثورات العربية. نص أسامة محمد لا يُلخَّص وإنما يُقرأ كاملاً، وهو تعبير فذ كتب بمداد من دم يغلى فى العروق، وقلب كبير يتسع لكل الدنيا، وعقل نقدى ناضج، وفنان مفكر يؤمن بحق شعبه فى الحرية ويشرفه أن ينضم إلى قافلة شهداء الحرية، فمن الممكن فى أى وقت أن يدفع حياته ثمناً لموقفه التاريخى العظيم. عشت يا أسامة وعاش الشعب السورى. [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل