المحتوى الرئيسى

لأنني طيبة بقلم:ريم ابو عمشة

06/03 19:33

لأنني طيبة .. تتوالد ذكرياتنا وتتماوج على قارعة الحلم وننصهر في بوتقة "النحن " ..وتدهشنا مشاهدات يومية ..تقلقني مرايا متكسرة ..أحاور نفسي وألومها على تقصير ما .. ذات يوم أوجعني خبر سبق وسمعت به، ولكن بعد سماعي هذا الخبر راودني شعور غريب وكأنني في حالة غثيان . واعتاد الشعب الفلسطيني على المعاناة والألم ،ولكن كل معاناة تختلف عن الأخرى .دعوني اشرح تلك المعاناة ولابد أن يتأثر فيها الجميع قصة الشاب الذي يعاني من مرضه منذ وقت طويل ،وما زال يعاني ويتألم .شعرت عند سماعي الخبر كأنني وقعت في بئر لا أستطيع الخروج منه .. لا أستطيع التكلم أصبحت في حالة سكون وصمت وهدوء غير مسبوق ..أوجعني ذلك الخبر شعرت بلوعة بقلبي .فقط لأني لا استطيع أن افعل شيئا ..ومن ثم نزلت دموعي دون استئذان .انهمرت على خدي شعرت وقتها بحرقة بعيوني زادت احمرارا من شدة الدموع الصامتة .لأني مررت بنفس المعاناة التي عاشها والدي ليست مرة بل مرتين ..ولكن هذه القصة التي سوف اذكرها لكم من نوع آخر ومعاناة أخرى ..."الأب والولد وقعا فريسة للمرض"..مرض يجعل الإنسان كالطير المكسور جناحيه يقف للحظات بين الأمل والخوف ..قصة خرجت من بيت حانون ،من رحم المعاناة . أصبحت حديث من يشعر بالمعاناة .بطبيعة الحال عبرت عن مشاعري وحتى الآن لما أوضح لكم القصة ،سامحوني على هذه الإطالة ولكن خرج كلام كتبه قلمي معبر عما بداخلي ، إليكم القصة شاب في ريعان شبابه يبلغ من العمر 18 عاما يعاني من" الفشل الكلوي" والجميع يعلم أن هذا المرض يحتاج فيه إلى غسيل الكلى يوم بعد يوم ... الأب لا يستطيع أن يرى ولده يتعذب بمرضه وذلك لان الأب يعتبر نموذجا للتضحية ..فجأة القرار،قرر الأب بقرار حاسم بأن يتبرع لولده بإحدى كليته ..والقرار بوقت محسوب جدا بالدقائق .. وقت السفر اقترب إلى دولة مصر ..والانتظار صعب جدا .تتطابقت كل الأنسجة والخلايا والدم وتمت الفحوصات ..وجاء وقت العملية وبحمد الله ،للأسف حكم القدر .وجاء الخبر الحزين، والصدمة هنا بعد العملية ب5 ساعات فقط .صدمة غير متوقعة خاصة أن الرابط بين الأب والابن كبير وجميع الخلايا والأنسجة متوافقة جدا ..ولكن!! الصدمة أن كلية الأب التي تبرع بها لولده ، جسد ولده رفضها .بمعنى فشلت العملية بشكل كامل ..ووقعا فريسة للمرض، والآن يعيش بمرحلة صعبة للغاية . الأمل بوجه الله موجود حيث الآن الشاب بدولة مصر ليحصل على كلى ..قصة يبكي منها الجبال ..طير لا يستطيع التحليق بالسماء الصافية الجميلة بالرغم من محاولة الوقوف .دعونا نتخيل المعاناة .ولا ننسى واقع الأم الصعب الذي أصابها المرض ( الغضروف ) من صدمة الخبر وأصبح الجميع بحال صعب .أم لا تتوقف دموعها المنهمرة وهي تدعي ربها أن يشفي ولدها وزوجها . ليس من البشر من لم يشعر بالقصة التي خرجت من بحر الإنسانية ..والأغلب يتجاهل معاناة الناس ليشعر نفسه بحياة سعيدة دون التدخل مع الآخرين وحتى الشعور بمعاناتهم..لماذا لا نحتمل قول الحق ؟دعونا نسأل أنفسنا من المخطئ والمقصر ونضع الواقع حجة لنا ،فقط لنهرب من الواقع الذي نعيشه ..فقط الأغلب يريد يعيش بواقع سعيد بالخيال ..لماذا تغرقون في بحر الغفلة ؟ ألم تمزق صدوركم هذه القصة كالطيور التي تمزق السماء ..والجميع للأسف في حالة ضياع ..رجاءا فكروا ماذا يحدث لو شعرنا بالآخرين ..والشعور بالإنسان الضعيف الحائر بين الأمل والخوف..ماذا تنتظرون ؟؟ بقلم .. ريم أبو عمشة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل