المحتوى الرئيسى

بلاتر والقذافى ومصر الغائبة

06/03 17:42

ياسر أيوب لم تكن الجمعية العمومية للفيفا التى انعقدت أمس الأول فى مدينة زيوريخ، تخص فقط انتخابات الرئيس، التى شهدت بقاء بلاتر رئيسا للمرة الرابعة وحتى عام ٢٠١٥.. فجدول أعمال هذه الجمعية كان يضم سبعة عشر بندا، وكانت الانتخابات رغم أهميتها وصخبها وضجيجها هى البند الرابع عشر.. وقد باتت تلك الانتخابات بعد انسحاب بن همام كمنافس وحيد لبلاتر أمرا محسوما ومنتهيا للعالم كله باستثناء الإنجليز الذين حاولوا تأجيل الانتخابات لكنهم لم يحصدوا إلا ١٧ صوتا مؤيدا فقط من بين ٢٠١ صوت ضمتهم الجمعية.. واحترم الإنجليز لعبة الديمقراطية، فلم يغضبوا ولم ينسحبوا ولم يتهموا كل من خالفهم فى موقفهم بالفساد أو الرشوة أو الغباء والجهل.. ولكن تولت الصحافة الإنجليزية التنفيث عن غضب الإمبراطورية القديمة وأهلها من بلاتر.. وتوقفت أكثر من صحيفة أمام مؤتمر صحفى لبلاتر قبل الانتخابات بيوم واحد حين صرخ بلاتر فى الصحفيين مؤكدا أنه خدم الفيفا أكثر من ٣٥ عاما، وعلى كل الصحفيين احترام هذا التاريخ، ثم انفعل بلاتر متسائلا: من أنتم حتى تحاكموننى الآن.. وبالطبع التقطت الصحف الإنجليزية هذا التساؤل لعقد المقارنة الكوميدية بين بلاتر والقذافى، سواء فى طول البقاء والتشبث بالسلطة، وذلك السؤال الشهير «من أنتم؟».. ولكننى الآن أود التوقف عند أمور أخرى شهدتها تلك الجمعية وتعنينا فى مصر أكثر من فوز بلاتر بالتزكية.. أولها يخص خالد مرتجى عضو مجلس إدارة الأهلى والذى كان هناك بصفته عضو لجنة الأندية فى الفيفا والذى قدمه بلاتر ليتحدث لكل مسؤولى الكرة فى العالم عن الجديد والتغييرات التى ستقوم بها لجنة الأندية.. وشرح مرتجى للعالم كيف ستتغير قواعد وقوانين ولوائح اللاعبين المحترفين وعمل وكلاء اللاعبين وحدودهم والتزاماتهم.. ووعد مرتجى الجميع بتقديم الصيغة النهائية للتعديلات فى مارس المقبل حتى يتمكن الفيفا من تغيير القوانين الخاصة بذلك.. وأنا أقسم لسمير زاهر، الذى كان هناك، ولحسن صقر، الذى كان هنا، ومعهما كل الأندية والمسؤولين المصريين بأن مرتجى واحد منا.. ويمكن أن نطلب منه مساعدتنا فى صياغة لوائحنا والاستعداد لكل التغييرات المقبلة.. وأتوقف أيضا أمام تغييرات أخرى كثيرة أقرتها جمعية الفيفا أمس الأول.. سواء كانت تخص المباريات الدولية الودية واللاعبين المسجلين لأول مرة وتعديل القانون ليصبح من حق الفيفا معاقبة وتجميد أى اتحاد وطنى يرتكب خطأ جسيماً وإلغاء شرط تكرار الخطأ لتوقيع العقوبة.. وهى قاعدة أرجو أن يعترف بها الاتحاد المصرى الذى لايزال يصر على تكرار الخطأ ألف مرة قبل أن يتحرك ويجتمع ويبحث ويوقع عقوبة تأتى هزيلة كالعادة.. بل أرجو أيضا من الاتحاد المصرى أن يقوم بأحد واجباته الأساسية، وهو شرح ونقل ما جرى فى تلك الجمعية ومناقشاتها ومواد القانون التى تم تغييرها والتعهدات التى وعد بها بلاتر مثل تغيير نظام اختيار الدولة الفائزة باستضافة أى مونديال بعد ٢٠٢٢ ليتم ذلك بمشاركة كل بلدان العالم الأعضاء فى الفيفا وليس أعضاء اللجنة التنفيذية وحدهم.. وإعادة هيكلة الفيفا واللجان التى تم استحداثها أو تغييرها.. وكم كنت أتمنى لو كان اتحادنا المصرى مهموما بالكرة المصرية، مثل الاتحاد الإماراتى الذى سبق أن تقدم باقتراح لتناقشه جمعية الفيفا ويقضى بتخفيض عدد السنوات التى يجب أن يقضيها أى لاعب أجنبى فى أى بلد قبل أن ينال اللعب لمنتخب هذا البلد.. ولا أعترض على ذلك لأنه لكل بلد همومه وقضاياه الكروية.. وبالتالى تمنيت أن أرى طلبا رسميا مصريا بتوضيح أو تعديل صياغة وضوابط المادة ١٨ بدلا من أن تبقى فى بلدنا قضية معلقة طول الوقت قابلة للمزايدة وممارسة الابتزاز وقضاء المصالح، وتتاجر بها أندية مهددة بالهبوط وتهدد باستخدام تلك المادة ثم تنساها حين تنال ما كانت تريده وتبقى.. وكان الفيفا سيدرج ذلك فى جدول أعماله لو تقدمت مصر باقتراح واضح وتصور محدد ليعود المصريون من زيوريخ وقد بات واضحا للجميع معنى تطبيق المادة ١٨ بتفاصيلها دون لبس أو غموض.. ولكن من قال إننا فى مصر نريد إصلاحاً أو تغييراً؟! * نقلاً عن "المصري اليوم"

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل