المحتوى الرئيسى

جويدة.. ومصر المخطوفة

06/03 13:07

 أحمل للشاعر الكبير فاروق جويدة.. احتراماً وتقديراً لا حدود له.. فهو رجل يحمل كمية من الطهارة والنقاء.. لو وزعت علي أهل  مصر جميعاً لتحولنا الي ملائكة بأجنحة بيضاء..لذلك انزعجت بشدة عندما علمت بترشيحه رئيساً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون بديلاً لسامي الشريف الذي استقال من منصبه مؤخراً، ومبعث انزعاجي ورفضي للأمر ـ ان كان لي حق القبول أو الرفض ـ أن هذا الرجل العظيم.. سبق ورفض منصب وزير الثقافة عندما عرضها عليه الفريق أحمد شفيق.. وقد أثنيت علي قرار جويدة  بالرفض وقتها، وأدركت رجاحة عقل شاعرنا الكبير، وها أنا من جديد أطالب جويدة برفض المنصب الجديد، وهذه أسبابي: تعيش مصر في الوقت الحالي حالة من الفوضي..  وسيادة روح البلطجة والانتهازية وكأن الثورة العظيمة كما أخرجت أجمل ما فينا.. أخرجت أيضاً أسوأ ما فينا..لذلك عشنا مرحلة.. ولازلنا نعيش فيها لا توقير لكبير ولا احترام لصاحب فكر.. السيادة الآن للبلطجة والانتهازية.. وأسهل شيء أن ترفض شيئاً من مطالب أحد مرؤوسيك.. ومجرد أن يرفع صوته ويهلل يتجمع حوله الغوغاء.. وينساقوا بلا عقل أو تفكير.. وقد يصل الأمر لحد الاعتداء عليك وضربك لذلك رأينا تحرشات البلطجية بإعلام ونجوم هي من أشرف وأنزه الشخصيات في مصر، بل وإهانتها والتطاول عليها، بل والتسابق علي إلقاء الأحذية عليها.. وكل ذلك باسم الثورة والثورية.. باختصار فوضي لا  مثيل لها وكأننا قمنا بثورة علي الأخلاق الحميدة،.. تحول اللصوص الي ثوار وأصبح الداعرون والداعرات حاملون للواء الفضيلة ومتشدقين بها..لذلك ورغم حاجة البلد لكل يد شريفة طاهرة إلا أنني أري أن المحترمين في مصر.. ينبغي ان يظلوا بعيداً عن الصورة الآن باختصار  »المحترمون يمتنعون« حتي لا يصيبهم رذاذ الهمج، واهانات البلطجية.. حتي ندخرهم ليوم تعود فيه مصر المخطوفة.. مصر اللي خطفها البلطجية وتجار ومستغلوا الأزمات..لذلك أرفض وبشدة بحكم انني أحد تلامذة شاعر مصر الكبير ومحب وعاشق لاشعارة وكتاباته.. أرفض أن يزج بالرجل في أتون حرب ضروس، يهان فيها الرجل، ويداس علي تاريخه بالنعال الغاشمة الغبية الجاهلة.. فلا موقع لجويدة وأمثاله في مصر الآن.. ربما سيجد مكاناً أفضل في مصر الجديدة بعد ان تتخلص البلد من الاحتلال الوطني الذي كبل إرادتها ولوث صورتها.. عندما تعود مصر من الاختطاف سأكون أول من يقول لجويدة وأمثاله من عظماء وشرفاء مصر أهلاً بكم في وطنكم العظيم مصر.. أهلاً بكم في مصر الجديدة هذه الدعوة ليست للتخلي عن الوطن فيما يعيشه من أزمة.. ولكنها حماية لرموزنا من البهدلة والإهانة والتلويث وأحياناً ضرب الأحذية علي يد قوات التتار الجديدة في مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل