المحتوى الرئيسى

دسوقى عاشور يكتب: اللاهثون وراء الأحزاب.. دقيقة من فضلكم

06/02 21:09

حينما تابعت فرحة البعض بإطلاق حرية تكوين الأحزاب واندفاع كثيرين إلى التشبث بهذه الفرصة لا أعرف عن إدراك أو عدم إدراك لخطورة تلك الخطوة.. وجدتنى أستحضر مضطرا وللأسف الشديد مقولة الأخ رئيس الوزراء السابق د.أحمد نظيف أننا شعب لم ينضج بعد ليستوعب قدرا أكبر من الديمقراطية، ويومها قامت الدنيا عليه ولم تقعد.. وأنا لا أقول هذا مدحا فى حضرته فأنا وكل طاهر وشريف نكره اللصوص وناهبى أموال الأوطان.. ولكن يا للأسف ويا للحزن استطاعت الأحداث والظروف التى عشناها بعد الثورة أن تثبت أننا لا نتحمل جرعة زائدة من الديموقراطية، انظر إن شئت لما يحدث بجلسات الحوار والوفاق الوطنى وأنا لا ألوم على أحد دون أحد ولا على فصيل دون آخر فكلنا فى الهم سواء نحن تسممت عقولنا ونفوسنا وأفكارنا بفعل بفاعل.. تخيل حضرتك لو تمكنت الفكرة من عقول جميع المواطنين وأعطى كل منا لنفسه الحق فى تكوين حزب فكم عدد الأحزاب التى ستتكون لدينا وما هو كم الصراع والتشاحن والتنافر الذى سيسود الحياة الاجتماعية.. والأحزاب إما أن تكون هامشية ورقية كرتونية وبالتالى لا فائدة منها ويكون الساعى إليها غير مدرك لحقيقة وروعة ما وصلنا إليه فى غفلة من زمن القهر والكرب الذى كان يظللنا.. وإما أن تكون هذه الأحزاب ناشطة وفاعلة ومؤثرة فى المجتمع وهنا تتوقد نار الفتنة والتصارع والتشاحن والتنافر والكيد والتلفيق والاتهام والتخوين.. وأرجوكم لا تجادلونى فى ذلك ولا تتهمونى باليأس والكآبة وسوء الفكرة وسواد الرؤية فللأسف الشديد أنا مضطر أن أصدمكم أننا صرنا نتصف بكل الصفات السيئة التى ذكرتها وأكثر.. ولذلك تضرنا كثرة الأحزاب ولا تفيدنا أبدا.. وحتى لا تتمادوا فى النفور منى ومن فكرتى دعونى أسأل حضراتكم هل نحن أكثر نضجا ووعيا وفهما وتقدما من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى.. أنا أرى الإجابة لا.. ورغم ذلك فهما ليس لديهما سوى حزبين اثنين فقط يتنافسان ويتبادلان السلطة والعمل المجتمعى النافع والمفيد.. وثمة سؤال هل تستأهل فكرة إطلاق تكوين الأحزاب هذا السرد الطويل الذى أضاع وقت حضراتكم.. من وجهة نظرى نعم وبشدة ويجب أن ينشغل بها قادة الرأى والفكر المخلصون لهذا الوطن.. أيها السادة يا أبناء هذا الوطن أنتم لا تدرون بمن يتربصون بكم لتظلوا متفرقين تتنازعكم الأهواء والمصالح.. أنتم لا تدرون ما فى وحدتكم وتجمعكم من خير لا يرتضيه لكم أعداء الداخل والخارج.. ولتبقى فى أفكارنا وعقولنا فكرة إطلاق حرية تكوين الأحزاب حينما تستقر بنا الأحوال ويعم الخير والرخاء وتزدهر حياتنا وتجارتنا وصناعتنا وزراعتنا.. أليس هذا هو الفكر والعقل السليم.. ألا يتوجب علينا الآن أن نبذل جهدنا وطاقتنا ونشاطنا وفكرنا فى انتشال هذا الوطن من قاع الحضارة الإنسانية الذى أسقط فيه عمدا وجهلا إلى مصاف الريادة والتقدم والرخاء والازدهار، ألسنا أولى بذلك ألسنا أجدر بذلك ألا نستحق ذلك هل نحن أقل من ذلك.. ما هذا الهوان الذى ارتضيناه لأنفسنا.. ألهذا الحد قصرت عقولنا أن نضيع الحياة التى وهبت إلينا وأعظم بها من نعمة أن نضيعها فيما لا يفيد.. فى تافه الأمر والفكرة، بل فيما يعود علينا بالضرر البالغ فى حياتنا وحياة أبنائنا من بعدنا.. أيها السادة ما كاد قلبى يفرح بالثورة العظيمة التى ظللت أبشر بها وأدعو إليها فى كل وقت وحين حتى انكسر قلبى ثانية وشرد عقلى وشابت روحى وأنا أراكم تخربون بيوتكم بأيديكم وأيدى أعدائكم.. ماذا تريدون من الله أكثر من ذلك.. هيأ لكم ثورة ناجحة بلا إعداد ولا ترتيب ولا حرب وقال لكم اعملوا آل مصر شكرا فإذا بكم تهرولون إلى جمع الغنائم دون جهد ولا عمل.. قد يكون أمامنا فرصة لنصلح ما أفسدته أيدينا فلا تضيعوها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل