المحتوى الرئيسى

كُتّاب كُبراء المزابل بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي

06/02 18:56

كُتّاب كُبراء المزابل بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني – ( 1-6-2011م ) لم أختر هذا العنوان ظلما لأحد ، فهو قراءة علمية لواقع المنتفعين من أصحاب الأقلام ، المنتمين إلى جيوبهم ، أو المُقيّدين بسلاسلهم الحزبية المرتبطة بأجندة هي لديهم من فوق الوطن ، بحيث لا يمكن القفز عنها وفق تفكيرهم ، فقد باتت تلك الأجندة فوق مصلحة فلسطين وأهلها ، ورهنوا ضمائرهم ووطنيتهم – إن كان لديهم ضمائر ووطنية - لحسابات غيرهم .. فحملوا أفكارا ورؤى خدعت الكثيرين ببريقها وبجمال أدائها ، وحصلوا من خلالها على امتيازات لا يمكن أن يتمتعوا بها طويلا .. وتجد أحدهم منتفخا غرورا ، إذا تأملته جيدا يعيش على أوهام شخصيته الاعتبارية ، وتجد له من أصحاب الزفَّة مَن يرقص ويغني من اجله ، فقد نجح في صناعة طابور له ، ويحاول أن يقف في مقدمته ، ولفت الأنظار إليه ، لعله يحظى على غنيمة القسمة . - شاركت في مسيرة جنازة رمزية للمغدور فيتوريو أريغوني المتضامن الايطالي ، وكان في المسيرة عدد من هؤلاء ، وهممت بمصافحة زملائي الذين أعرفهم من الكُتاب والمفكرين الشرفاء ، ففوجئت بكُتاب كُبراء المزابل يرفضون التوجه إليهم لمصافحتهم قائلين : يجب أن يأتوا إلينا لمصافحتنا ، فهم ليسوا بأفضل منا ! . - وفي لقاءات فكرية كثيرة ، ومن خلال متابعة دقيقة لنفسية وطرق تفكير هؤلاء كتاب كبراء المزابل ، وجدت أن المهم عندهم هو الحديث لمجرد الحديث رغبة في الظهور ؛ ليخفي بداخله نقصا مُرَكّبا ، ولاحظت ميولهم إلى حضور تلك اللقاءات ، بل حرصهم الشديد عليها بغرض بناء نسيج من العلاقات الشخصية على حساب النسيج الوطني ! . - وفي جلسات كثيرة معهم سمعت منهم كل غريب وعجيب ، فهذا يطعن بذاك ، وهذا يمكر بالآخر ، وثالث يُشكك بالرابع ... وهكذا ، ولا يسلم أحد في الخفاء من ألسنتهم . - عشت معهم تجارب كثيرة ، فوجدتهم ماهرين التسلق بامتياز ، وبارعين في إنكار الجميل ، وبدلا من أن يشجعوا الطاقات ، ويفرحوا بكفاءات غيرهم من أبناء شعبهم ، تجدهم يُحبطون غيرهم ولا يريدون أن يتفوق عليهم احد . كُتّاب كُبراء المزابل يعتبرون أنفسهم من النخب الفلسطينية ( إلا من رحم ربي ) - مع كل الاحترام والتقدير إلى النخب والطلائع العاملة والملتصقة بهموم شعبنا من المفكرين والكُتاب والسياسيين فلهم كل الاحترام والتقدير – ولا يجيد هؤلاء الكُبراء غير أسلوب التحليل الهادئ العميق ، والذي يبدو علميا موزونا وجله الشتم والقدح في هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك ، و والتجريح في كل من اختلف معهم في الرأي ، ونحن في أمس الحاجة إلى المصالحة الوطنية ، يقدمون العسل وبداخله السم الزعاف ، يتشدقون بالتعددية السياسية و يلفظونها في آن واحد ، وهم وأمثالهم قد رسبوا في اختبارات حقيقية داخل الميدان ، ففاقد الشيء لا يعطيه . كُتاب كبراء المزابل يتكلمون من فوق أنوفهم ، منتفخين كالبالون ، أجادوا إعلاميا صياغة الحديث ، وجمال الكلام ، والقدرة على التعبير ؛ فخدعوا بذلك من استمع إليهم ، وضحكوا على من صفّق لهم ، فقد أجادوا التخطيط وفشلوا في التنفيذ ، لتفشل معهم أطروحاتهم وتوجهاتهم لأنهم كُتاب كبراء المزابل . أدعو كُتّاب كُبراء المزابل النزول من عُلوِّهم ، والالتصاق بمعاناة الناس ، فيثبتوا مصداقية طرح أفكارهم بين العيون الدامعة ، والوجوه البائسة ، والمسحوقين من الصامتين الذين لسان حالهم يغني عن لسان قولهم ... ادعوهم أن يتعلموا من تجارب الأخ الشهيد القائد أبو عمار، والشيخ الشهيد القائد أحمد ياسين ، والشهيد القائد أبو علي مصطفى ، أدهوهم للتعلم من غاندي وكاسترو وجيفارا ومانديلا وعبد الناصر وتيتو وهو شي منه ...الذين قادوا شعوبهم عن طريق التلاحم معهم ، فالقيادات السياسية أو الفكرية أو المجتمعية لها مواصفات ، إن فَقَدَتها فشلت لا محالة ...، فالويل لشعبنا إن نجح هؤلاء في التسلق فأصبحوا قادته . أتمنى أن يعرف شعبنا من هم كُتاب كُبراء المزابل ، فهم من وراء فقدان البوصلة ، وهم من وراء حالة التشرذم التي عصفت بشعبنا ، متلحفين بعباءات مراتبهم الأكاديمية ، أو وزنهم القبلي ، أو نسيج علاقاتهم المزيف . الموقع الخاص بالكاتب http://tahseen-aboase.com/index.php

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل