من أطاع غضبه ..أضاع أدبه بقلم :ريم أبو عمشة

من أطاع غضبه أضاع أدبه " أوله جنون وأخره ندم " فقط في لحظة غضب عارمة وغير مسؤولة ، تتراقص ذكريات عذابات موحشة .. نغضب ...نتثنى بين مفردات وتقاطعات غريبة ،فالجاهل يتمرغ في أفكار نتنة وأراء معوجة ونظريات مسحوقة ... والعاقل تثيره التوقعات والتطلعات والحياة ...إذن العتب على العاقل وليس على الجاهل .. فالغضب جرثومة أصبحت تشل أفكارنا وتجعلنا ننزلق نحو هاوية سخيفة ...تسيطر على مسامات عقولنا ..تمسك بتلابيب الفكر...وتنهشه ..تغرق معه مع ثنائية الضعف والخنوع ..يتفتت ..يندثر ..يتقلص ..يتماوج بين الوجع والفكر ويبقى وحيدا على قارعة العذاب .. الصبر في وجه الضعف من أجمل وأبهى الصور الفكرية، والغضب من أسوأ الصفات التي لا تمث بصلة إلى مورثونا الثقافي المستفيض بجرعات النقاء والصفاء .. دعونا نضع الصورة في أذهاننا ليضع كل منا صورة لنفسه عندما يكون غاضبا ..وأخرى عندما يكون مبتسما ..ما أجمل الفرق بين الابتسامة والهدوء والصبر ،والغضب والانفعال ... دعوة عامة .. من قلب مجروح بألم عايشني في لحظة غضب شاذة .. من ركام بيتي المدفون بين دفتي حلم شطرته سطور حادة .. من عيون أطفالي المندثرين بين الطرقات والأزمة.. أدعوكم بكل صدق أن تجعلوا الابتسامة تتسع لتفرق عفونة الكون بالأمل .. أدعوكم أن تقزموا وتفرغوا داخلكم عقدة الخوف من الحياة .. لترفعوا شعار " لا للغضب ونعم للابتسامة " وكل ابتسامة وأنتم بخير ... بقلم :ريم أبو عمشة .....