المحتوى الرئيسى

لجان الاتحاد السعودي.. لم ينجح أحد

06/02 18:38

موفق النويصر من يتابع نتائج عمل اللجان التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم، سترتسم في مخيلته تلك الصورة النمطية القديمة التي كنا نراها ونحن نتصفح نتائج الثانوية العامة عبر الصحف، عندما تفاجئنا عبارة «لم ينجح أحد» تحت اسم إحدى المدارس. «لم ينجح أحد» تعني أن جميع من درَس ودرَّس في هذه المدرسة لم يقدم ما يشفع له بالنجاح، كما هو الحال مع لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم في هذا الموسم. فهذه اللجنة المالية، برئاسة عبد الله العذل، وُسمت منذ سنوات بتأخير صرف إعانات الأندية، بالإضافة إلى صرف مكافآت الحكام. أما لجنة المسابقات التي يقودها المخضرم فهد المصيبيح، فقد قدمت لنا أسوأ دوري محلي على الإطلاق، فبخلاف تداخل المسابقات، كانت طامتها الكبرى عندما أكثرت من توقف البطولات المحلية لفترات طويلة، مما انعكس سلبا على أداء اللاعبين، وجعلهم عرضة للإصابات. اللجنة الفنية، بقيادة عادل البطي، وإن بدت من أكثر اللجان انضباطا، إلا أن حادثة نجران والتعاون، الشهيرة، تعتبر علامة سوداء في عمل هذه اللجنة، ناهيك عن تعرضها للاختراق الدائم من قبل الأندية، فتظهر قراراتها للعلن قبل اعتمادها وإعلانها رسميا. لجنة الحكام، بقيادة الدولي السابق عمر المهنا، ليست بأحسن حال من سابقاتها؛ حيث لم يستمر شهر العسل بينها وبين الأندية والجماهير إلا أياما معدودة، سرعان ما وقعت في المحظور، من خلال إصرارها على تكليف حكام «التأزيم» للمباريات المهمة، بالإضافة إلى عدم ملاحظة أي تطور في مستوى الحكم السعودي. اللجنة القانونية، بقيادة الدكتور ماجد قاروب، على الرغم من اجتهاداتها القانونية، فإنها وقعت في أخطاء قانونية متعلقة باللعبة، خاصة فيما يتعلق بعلاقة اللاعب بناديه. لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين، برئاسة الدكتور صالح بن ناصر، يكفي تذكر قضايا أحمد الدوخي، وبدر الخميس، وحاليا عبد الستار برناوي، لمعرفة حجم الأخطاء التي وقعت فيها هذه اللجنة من دون أن تحرك ساكنا. لجنة الانضباط بدأت برئاسة صلاح القثامي، وانتهت بتكليف فيصل الخريجي للقيام بهذه المهمة بعد استقالة الأول، على خلفية حادثة ازدواجية القرارات مع اللجنة الفنية، لتسجل اللجنة بحق نفسها الكثير من الملاحظات، نتيجة اعتمادها معايير مزدوجة عند تطبيقها للقرارات. لجنة الاستئناف، برئاسة اللواء المهندس شعبان بانه، حاولت معالجة الأخطاء التي وقعت فيها اللجان الأخرى، فنجحت مرة وفشلت مرات. لجنة الإعلام والإحصاء، برئاسة أحمد دياب، على الرغم من بداياتها الجيدة، فإن إصرارها على تطبيق اشتراطات الاتحاد الآسيوي فيما يتعلق باللقاءات والتصاريح الصحافية دون تجهيز الملاعب لحالات كهذه، أوقعها في المحظور. لجنة المجلس الاستشاري للتسويق والبث التلفزيوني، برئاسة الدكتور حافظ المدلج، لم نرَ نتيجة أعمالها حتى الآن، نتيجة العقود سارية المفعول المبرمة مع قناة «الجزيرة الرياضية» حتى الموسم المقبل، مما يجعلنا في حالة انتظار لما ستسفر عنه العقود المقبلة. يبقى التنويه بأن هناك لجانا لم يلحظ الشارع الرياضي أي دور لها، كلجنة الأخلاق واللعب النظيف، برئاسة الدكتور خالد المرزوقي، بالإضافة إلى لجنة المسؤولية الاجتماعية، برئاسة الدكتور عبد العزيز المقوشي، التي أعتقد شخصيا أن أعضاء هاتين اللجنتين لا يعرفون ما المطلوب منهم، بالإضافة إلى لجنة الدراسات الاستراتيجية، برئاسة الدكتور عبد الرزاق أبو داود. أما الأمانة العامة فتلك قصة أخرى لم ترو بعد، ولكن يكفي التذكير باختياراتها للحكام الأجانب، مرورا بقضية الوحدة والتعاون، وانتهاءا بالقضية الحالية بين الأندية المشاركة في بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال. شخصيا أعتقد أن الأمير نواف بن فيصل لديه مهمة كبيرة لرأب الصدع الحالي في لجان الاتحاد السعودي، وليس أفضل من حل هذه اللجان بعد نهاية الموسم، والدعوة إلى انتخابات مبكرة، تعتمد إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة القادرة على إحداث نقلة نوعية في عمل هذه اللجان، مع منع ازدواجية المناصب، وتفريغ 50%، كحد أدنى، من أعضاء كل لجنة، والعمل على إلغاء تداخل عمل اللجان، وأخيرا الدفع نحو إنشاء محكمة رياضية مستقلة عن اتحاد الكرة، للفصل بين المتخاصمين، إذا ما أغلقت في وجوههم جميع الأبواب الأولية. * نقلاً عن "الشرق الأوسط"

Comments

عاجل