المحتوى الرئيسى

غموض قرار ميدفيديف وبوتين حول الرئاسة القادمة

06/02 13:52

  مازال الغموض يلف موقف الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين حول معركة الانتخابات الرئاسية القادمة. وبرغم الاهتمام البالغ محليا وعالميا بمن سيكون مرشح الحزب الحاكم في روسيا في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في شهر مارس القادم الا ان الرجلين تملص كل منهما على طريقته من تحديد موقفه من هذه القضية التي يبدو ان المداولات حولها مازالت مستمرة بينهما. وتعهد الرئيس ميدفيديف بان يحسم امره في اسرع وقت الا ان بوتين ظل اكثر تحفظا محذرا من ان الاعلان المبكر عن خطط الرئاسة سيؤدي الى شلل في اداء اجهزة السلطة وكبار المسؤولين الذين سيتخذون موقف الترقب والحذر. ويخطئ من يعتقد انه يتوجب على الناخبين الروس ان يختاروا بين "صديقين" منسجمين في الرؤية السياسية لان هوة الخلافات بينهما تتعمق حيال العديد من القضايا الداخلية والخارجية. ويميل الرئيس ميدفيديف الذي حرص منذ اليوم الاول لولايته على تاكيد استقلال نهجه السياسي عن سلفه بوتين الى الافكار الليبرالية في الحكم والتخلي عن المركزية المتشددة وخلق حالة من الانسجام مع واشنطن والغرب عموما بعكس بوتين الذي يؤمن بخصوصية روسيا وقدرتها على استعادة مكانتها الدولية المستقلة وفرض رؤيتها حيال القضايا الاقليمية والدولية المختلفة. وباعتقاد المراقبين السياسيين ان هذا الوضع جعل الغرب ميالا لاعادة انتخاب ميدفيديف لولاية رئاسية ثانية. ومن هنا ستجد القوى السياسية وخاصة حزب (روسيا الموحدة) الحاكم نفسها امام خيار صعب اذا ما قرر الرجلان التنافس في خوض المعركة الانتخابية القادمة. ولم يخف الرئيس ميدفيديف في اخر مؤتمر صحافي عقده في موسكو رغبته في الحصول على دعم حزب (روسيا الموحدة) الذي يراسه بوتين الا انه لم يستبعد الاعتماد على قوى سياسية اخرى. وفي الوقت الذي اعلن المتحدث باسم الحكومة الروسية دميتري بسكوف ان الحزب سيحدد موقفه خلال المؤتمر السنوي الذي يعقد في وقت لاحق اجرى ميدفيديف سلسلة من المشاورات مع زعماء الاحزاب السياسية الكبيرة بدأها بالحزب الشيوعي الذي يتزعمه غينادي زيوغانوف. ويبدو بوتين هو الاخر في عجلة من امره عندما اعلن عن البدء في تشكيل جبهة شعبية لخوض غمار الانتخابات التشريعية في ديسمبر القادم والتي ستكون بمثابة بروفة لانتخابات الرئاسة. ولا يستبعد المراقبون السياسيون ان يعتمد ميدفيديف في حال تخلي الحزب الحاكم عنه على الاحزاب الليبرالية الصغيرة التي تشهد هي الاخرى حراكا ملحوظا تمثل في تراس رجل الاعمال المليادرير رئيس مجموعة شركات (اونيكسيم) ميخائيل بروخروف لحزب (القضية العادلة). ويجمع المراقبون على ان انخراط بروخروف في العمل السياسي سيفتح الباب امام ممثلي "الطغمة" المالية التي سادت في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين للعودة الى الواجهة لاسيما ان رموزها بدات بالظهور في الساحة الاعلامية مجددا. ولا ياتي الحديث عن احتمال الافراج المشروط عن رئيس شركة (يوكوس) النفطية ميخائيل خودوركوفسكي من باب الصدفة خاصة بعد ان اعلن ميدفيديف انه لا يمثل خطرا على الوضع في البلاد ولجوء الاول الى التقدم بطلب العفو الى المحكمة التي ستنظر في الامر خلال اسبوعين. وعلى الارجح فان معركة الرئاسة القادمة ستشهد تناحرا انتخابيا ليس فقط بين ميدفيديف وبوتين بل وبين رؤساء الاحزاب السياسية الاساسية وخاصة غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي وفلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبيرالي الديموقراطي وسيرغي ميرونوف ممثلا عن حزب (روسيا العادلة). وفي جميع الاحوال فان الانتخابات الروسية القادمة سواء التشريعية او الرئاسية تعد بان تكون حامية الوطيس وحاسمة لان نتائجها ستأتي بتغيير ملموس في السياسة الداخلية والخارجية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل