المحتوى الرئيسى

السيد عبد الجميل يكتب: احذروا.. فيروس مدمر فى مصر!

06/02 00:55

الجمعة الماضية فى ميدان التحرير كانت تحت مسمى "جمعة الغضب الثانية".. أحمد لله أن هذا اليوم مر بسلام دون مؤامرات وبلطجة، وبغض النظر عن المطالب التى رفعت فى هذه الجمعة إلا أن هذا اليوم كشف عن فيروس لعين أخذ فى الانتشار بين أحزاب وجماعات وأفراد الشعب المصرى.. والغريب أن هذا الفيروس كان من ضمن أسباب قيام ثورة 25 يناير، حيث كان النظام السابق يرعى وجوده وانتشاره، وهو فيروس "ديكتاتورية الرأى". من أعراض هذا الفيروس أن المصاب يشعر بالعظمة وشدة الذكاء والفهم والقدرة على الوعى والإدراك بكل شىء يراه أو حتى لم يراه وذلك دون غيره من الناس التى بالطبع من وجهة نظره لا تفهم .. لا تعى .. لا تستوعب .. ولا ولا ولا .. إلى أخر هذه اللاءات الصديقة للفيروس.. ولما يشتد المرض تجد أن المريض ينصب نفسه وصى على الشعب بحكم أنه وحده هو اللى بيفهم كل الأمور ويشوف فى نفسه القائد المغوار الذى يسعى وحده لتحقيق مصلحة بلده.. يعنى من الأخر ناقص يقول " أنا بس اللى بفهم والباقى لا مؤاخذة حمير!".. اللى بيشعر بهذه الأعراض يا جماعة عليه فوراً أن يبحث عن علاج، لأن هذا المرض وللأسف الشديد إذا سيطر على مجموعة من الناس ضاعت هذه المجموعة.. ما بالك لو أنه انتشر فى شعب بأكمله، وعشان مدورش كتير على العلاج أنا عندى وصفة سحرية هتلاقيها فى ختام هذا المقال لو اتنفذت صح هنتخلص من المريض نهائيا بس خليك معايا للآخر وإن شاء الله مش هتندم.. نكمل بقية المرض اللى ممكن انه يخدر المصاب ويخليه لا يشعر بنفسه لما تلاقيه بيتكلم وهو رافع شعار "الرأى والرأى الآخر". شفتوا المصيبة والخيبة التقيلة شىء طبعا غاية فى الاستفزاز ويخليك تقفل التليفزيون فى وشه ومتستحملش تسمع بقية كلامه.. طبعا لما تلاقى واحد بيتكلم عن الديمقراطية وتلاقيه طول الحلقة عمال يتخانق مع اللى جنبه بمجرد أنه مختلف معاه فى الرأى.. حاجة تخنق بجد، كمان يوم الجمعة اللى فاتت كان الحديث كله عن قطبى الأمة الجديد ، طبعا مش اقصد الأهلى والزمالك!.. أنا شعرت من الحديث ده أن مصر كلها مكونة من قطبين اتنين بس هما الإخوان والعلمانيون وكأن مصر مفيهاش شباب كانوا أغلبية هم اللى كان ليهم الدور الأكبر فى قيام الثورة ونجاحها ، وأنا بأكد أن غالبية الشباب دول لا ينتمون لأى حزب أو جماعة وللأسف يطلق عليهم أحيانا الكتلة الصامتة، لأنه ببساطة ملهمش فى الخناقات والتقسيمات اللى بنشوفها كل يوم فى وسائل الإعلام المختلفة.. الشباب دول لما بيتكلموا بيتكلموا بناء على مصلحة البلد وليس مصلحة حزب أو جماعة، هذا التقسيم غير المنطقى قائم على مبدأ الإقصاء اللى بترعاه دكتاتورية الرأى، لا يجوز لأى حزب او جماعة أو حركة أن تجعل نفسها وصية على الشعب المصرى.. الكلام ده كان هو اللى ماشى قبل الثورة لأن كان فيه حاجة اسمها حزب حاكم مكنش بيغلط أبداً وكمان اسمه ديمقراطى ومن وجهة نظره الديمقراطية انه هو بس اللى يتكلم والباقى يسمع ويقول كله تمام، إنما دلوقتى فيه حاجة حصلت اسمها ثورة .. ثورة على الظلم والفساد والديكتاتورية، يعنى نحقق العبارة اللى كنا بندرسها ومشفنهاش خالص وهى "الشعب يحكم نفسه بنفسه"، يعنى اللى يمشى هو رأى الأغلبية وليس من الطبيعى والمنطقى أننا نفترض فى رأى الأغلبية الغباء والتخلف خصوصا اذا كانت الأغلبية المرة دى عن طريق صناديق الاقتراع وليس عن طريق نظام فاسد. أخيراً علاج الفيروس وأهم من العلاج مين اللى بيقدم العلاج ده.. أنا أضعف بكثير أن أقدم النصيحة أو أن أقدم علاجاً فكرياً لمسألة معينة، فأنا احتاج إلى النصيحة قبل أى إنسان كما أننى لست بمفكر أو عالم، ولكن سيطمئن قلبك عندما تعلم أن من يقدم العلاج هو الإمام الشافعى رحمه الله.. لكى تتخلص من ديكتاتورية الرأى قبل ما تتكلم ضع فى ذهنك هذه العبارة التى قالها الإمام الشافعى: "رأيى صواب يحتمل الخطأ.. ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب"، هذه العبارة أنا أضعها دوما نصب عينى فأجدها تشرح صدرى وتحمى فكرى من التعصب وتمنحنى بصيرة لأرى واستوعب آراء غيرى.. هذه الكلمة اجعلها شعاراً وعنواناً للديمقراطية فحين نختلف لا يعنى هذا بالضرورة أن يكون أحدنا على خطأ، قد نكون جميعاً على صواب ولكن كل منا يرى ما لا يراه الآخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل