المحتوى الرئيسى

اليمن: حرب شوارع في صنعاء بين قوات صالح والأحمر

06/02 02:05

تواصلت المواجهات المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء بين قوات الجيش والأمن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين التابعين لزعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، في وقت زعم كل طرف تحقيق نتائج ميدانية على حساب الطرف الآخر، في حين اقتحم مسلحون مكتب النائب العام واستولوا على ما بداخله من وثائق، وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع مسيرات ومظاهرات منددة بأحداث العنف ومطالبة بسرعة رحيل الرئيس صالح. وشهد حي الحصبة معارك عنيفة بين قوات صالح والأحمر، وتوسعت رقعة المواجهات لتصل إلى «جولة سبأ» بالقرب من بنك التسليف الزراعي ومن المنطقة التي تسيطر عليها قوات الجيش الداعمة لثورة الشباب بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وبالقرب أيضا من ساحة التغيير التي يعتصم فيها شباب الثورة، ودوت انفجارات عنيفة في وسط وشمال صنعاء جراء القصف العنيف الذي نفذته قوات الحرس الجمهوري على منطقة الحصبة، وقال شهود عيان إن مسلحي الأحمر تمكنوا من إحراق عدد من الدبابات والاستيلاء على عدد آخر في المواجهات. وأشارت مصادر محلية إلى القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كان عنيفا وشهد ما يشبه حرب شوارع في الجهات الأربع لحي الحصبة وفي شارع عمران وأيضا بالقرب من مطار صنعاء الدولي، الذي أكدت المصادر أنه أغلق لبعض الوقت جراء المواجهات، وفي حين طالبت السلطات الحكومية من الوسطاء القبليين الضغط على جماعة الأحمر لإعادة المباني الحكومية التي استولى عليها المسلحون، قال مدير مكتب صادق الأحمر إن هذه المباني في «أيد أمينة»، وإنها «ستعاد إلى الشعب اليمني بعد الثورة». وقال مصدر في مكتب الأحمر لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحيهم تمكنوا من دحر قوات صالح إلى ما بعد «جولة سبأ»، وإنهم ما زالوا يسيطرون على المباني الحكومية التي بحوزتهم ولم يغادروها. وأشار المصدر إلى أن 10 من أنصار الأحمر قتلوا في مواجهات، أول من أمس، وقد دخلت القوات الخاصة على خط المواجهات، وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن هذه القوات تمكنت من تطهير مباني وزارة الإدارة المحلية واللجنة الدائمة (اللجنة المركزية) لحزب المؤتمر الشعبي العام ومركز مكافحة الجراد، وهذه المباني تقع بالقرب من قصر الأحمر. من جانبه زعم مصدر في الدفاع أن القوات الحكومية «عثرت في داخل المبنى على جثث لعناصر من الحوثيين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة»، وأنه يتم «حاليا مطاردة العصابات المسلحة التابعة لأولاد الأحمر التي تفر من مكان إلى آخر في منطقة الحصبة»، وأكد المصدر أن «المقاتلين الأبطال عازمون على تطهير بقية المنشآت والمباني العامة من أولاد الأحمر وعصاباتهم ووضع حد لما يقومون به من أعمال تخريبية وما يرتكبونه من جرائم». وحملت الرئاسة اليمنية «أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة»، كما سمتهم، كامل المسؤولية عن «النتائج المترتبة على الأعمال الخارجة على القانون التي ارتكبوها ولا يزالون، والمتمثلة في الاعتداء على المنشآت والمؤسسات الحكومية ونهبها وإهدار المال العام، بالإضافة إلى الاعتداء على المواطنين ومساكنهم، وحيث سقط نتيجة لذلك عدد من الضحايا الأبرياء وتهديم عدد من المساكن في منطقة الحصبة»، وقال مصدر في رئاسة الجمهورية اليمنية إن على «أولاد الأحمر وعصابتهم المسلحة الاستجابة لصوت العقل والكف عن إراقة الدماء وإقلاق السكينة العامة ونهب المؤسسات العامة والتي هي ممتلكات للشعب اليمني، وعليهم احترام النظام والقانون أسوة بغيرهم من المواطنين». وفي سياق الأوضاع الأمنية المتردية في اليمن اقتحم مجهولون أمس مكتب النائب العام الكائن في حي مذبح بغرب العاصمة صنعاء، وقاموا بالاستيلاء على محتوياته من وثائق، وقد اتهمت السلطات اليمنية من وصفتهم بـ«ميلشيات الإخوان المسلمين وجامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع» بالقيام بعملية الاقتحام، وقال مصدر مسؤول إن المقتحمين نهبوا محتويات المكتب من «ملفات القضايا المنظورة أمام أجهزة النيابة العامة والقضاء، بالإضافة إلى بعض الأسلحة التي كانت محرزة في النيابة العامة على ذمة قضايا منظورة أمامها». أما مجلس القضاء الأعلى فقد اتهم قوات الفرقة الأولى مدرع بعملية اقتحام مكتب النائب العام، وعبر مصدر في المجلس عن «استنكاره لهذا العمل غير المسؤول والذي يشكل اعتداء على مرفق قضائي يعد وفقا لنص الدستور وقانون السلطة القضائية أحد هيئات السلطة القضائية التي هي بعيدة عن الصراع السياسي الحالي في البلاد، باعتبار السلطة القضائية مستقلة ومحايدة وتسعى إلى تحقيق العدالة للجميع». وفي محافظة تعز داهمت قوات الحرس الجمهوري منزل النائب سلطان عبد الرب السامعي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وعبثت بمحتوياته، كما قامت باعتقال عدد من أقاربه الموجودين في المنزل وبينهم طفل، وأشارت مصادر في تعز إلى أن اقتحام منزل السامعي يرجع إلى مواقفه المؤيدة للثورة الشبابية، خصوصا وأنه أحد أبرز معارضي نظام صالح منذ أكثر من عقدين، وظل لسنوات طويلة مختبئا في جبال منطقة سامع التي ينتمي إليها، قبل أن يعود إلى الحياة السياسية قبل نحو عقد من الزمن. وفي أعقاب مقتل عشرات المعتصمين في ساحة الحرية في تعز وإصابة المئات، الأيام القليلة الماضية، تمكن مسلحون من قبائل شرعب والمخلاف من كسر الطوق الأمني المفروض على المدينة والدخول إلى الساحة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع الحرس الجمهوري، أسفرت عن مقتل 4 من المسلحين، وتشهد تعز بعد المجزرة التي وقعت فيها توترا أمنيا وحالة غضب في أوساط المواطنين الذين يطالبون بالدخول في مواجهات مسلحة مع الجيش الموالي للرئيس علي عبد الله صالح. وأدت التطورات الميدانية إلى اتخاذ الكثير من البعثات الدبلوماسية في اليمن إجراءات احترازية، حيث أعلنت دولة الكويت، أمس، عن سحب بعثتها الدبلوماسية من صنعاء بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وأبقت فقط على الطاقم الإداري في السفارة من الموظفين المحليين، وذكرت بعض المصادر أن إيطاليا أغلقت سفارتها مؤقتا، وأنها شرعت في إجلاء رعاياها من اليمن، وقبلها قامت بريطانيا بنفس الخطوة، وهناك توقعات بأن تتخذ الكثير من الدول ذات الإجراءات، خصوصا إذا ما توسعت رقعة المواجهات. ورغم هذه التطورات فإن شباب الثورة يواصلون الاعتصام في ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء ويؤكدون على سلمية ثورتهم، ومع تصاعد الأحداث يخشى المراقبون محاولات جديدة لقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري لاقتحام الساحة، الأمر الذي قد يفجر مواجهات بينها وقوات الفرقة الأولى مدرع التي تحمي الثورة، وهو ما يعني اندلاع حرب أهلية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل