المحتوى الرئيسى

كل يوم

06/01 23:42

ثقافة اختيار الوزراء‏(2)‏ لابد أن أؤكد استكمالا لحديث الأمس أن مسألة التدقيق في اختيار الوزراء لمرحلة ما بعد الثورة من خلال مزيج متناغم بين الخبرة السياسية والمعرفة المهنية مسألة بالغة الأهمية. والحقيقة أنه بصرف النظر عن الجذور الثقافية لأي وزير فإن ثمة عوامل مشتركة تؤدي إلي فشله أو تعثره في إنجاز مهامه علي الوجه الأكمل فليس هناك ما يهدد نجاح الوزير أو المسئول سوي الغرور والنرجسية حيث يتعمق لديه الشعور بالذكاء والتفوق علي أقرانه من الوزراء وهو ما يفرز أجواء مسمومة تتجاوز المنافسة وتهيئ لصراعات مكتومة ومدمرة خصوصا أن أغلب هذه الصراعات يتمثل دائما في الضرب تحت الحزام! وفي اعتقادي أن الوزير- سياسيا أو أكاديميا- يخطئ الطريق إلي النجاح إذا تصور أن الأمر مجرد سلطة وأبهة وصولجان يؤدي إلي تجاهل الحقيقة الأساسية وراء استدعائه وتكليفه في أن يسعي لتحسين أحوال الناس وليس تحسين أحواله الشخصية ومن يحيطون به فقط... ثم إن الوزير الذي تحتاجه المرحلة المقبلة هو الذي يفهم أن الوزارة ليست امتيازا وإنما هي أمانة ومسئولية من أجل توجيه دفة العمل الوطني نحو الاتجاه الصحيح وإرشاد العاملين تحت قيادته إلي طريق الشرف والطهارة والعمل المخلص لوجه الله والوطن فقط. أريد أن أقول بوضوح إن الوزير الذي يريد النجاح عليه أن يدقق جيدا في اختيار معاونيه وأن يتحاشي في أسلوب عمله إتاحة الفرصة للقريبين منه أو العاملين في مكتبه للإمساك بكل شئ ومن ثم يتحولون بمضي الوقت إلي مراكز للقوي تأمر وتنهي باسم سيادة الوزير الذي قد لا يدري في أغلب الأحيان بمعظم ما يجري حوله حيث يتم استخدام اسمه دون علمه وتتم محاصرته داخل مكتبه بأوراق وتقارير لا تمثل في الغالب إلا جانبا واحدا من الحقيقة من خلال حجب بعض الأوراق والتقارير عمدا وإغلاق قنوات الاتصال مع مرءوسية وأصحاب الحاجات المشروعة. وفي السياسة تبقي إلي الأبد صحة المقولة بأن السياسة هي فن الممكن... ومعناها بوضوح أن الرجل السياسي هو الذي يستطيع أن- يدرك بحسه السياسي- ماهو في الإمكان فيسعي إلي تحقيقه وما هو غير ممكن فلا يتورط في البدء فيه قبل أن تتهيأ الظروف التي تجعل منه أمرا ممكنا وقابلا للتحقيق. <<< خير الكلام: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ << كن قدوة لغيرك بلسان فعلك لا بلسان قولك[email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل