إيران تصنع سلاحها النووي حتما
علقت واشنطن تايمز في افتتاحيتها على مقال للمراسل سيمور هيرش في العدد الأخير من مجلة نيويوركر، وقالت إن الكاتب اليساري يتجاهل بسخرية إشارات عديدة بأن إيران عازمة على تحقيق قدرة أسلحة نووية.وأضافت أن الكاتب يزعم أن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تقع في خطر تكرار خطأ مشابه للذي وقعت فيه مع صدام حسين في العراق قبل ثماني سنوات حين سمحت لمخاوفها من سياسات نظام طاغية بتشويه تقييماتنا للقدرات والنوايا العسكرية للدولة.ورأت الصحيفة أن الأمر بالنسبة لهيرش هو تكرار لقضية أسلحة الدمار الشامل من جديد.وقالت الصحيفة إن المقارنة ملتبسة، لأن صدام لم يكن لديه أبدا مفاعلات نووية شغالة بخلاف النظام الإسلامي في طهران الذي يفتخر علنا بذلك. كما أن العراق لم يصل أبدا إلى قدرات إيران الصاروخية.ولو كان صدام يمتلك في سنة 2003 ما تمتلكه إيران اليوم ما كان النقاد اليساريون مثل هيرش ليتركوا إدراة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أبدا دون ملاحقته باتهامات لا تنتهي عن فشل الاستخبارات.ويستشهد هيرش بتقرير تقديرات الاستخبارات القومية الأخير عن نوايا وقدرات إيران النووية، ويقول إنه لم يجد دليلا دامغا على أن إيران قامت بأي جهد لبناء قنبلة نووية منذ عام 2003.لكنه يتجاهل بعضا مما ورد في التقرير المذكور عام 2007 مثل أن التوقف المزعوم كان فقط لعدة سنوات على الأقل، وبعد ذلك لم تعرف الولايات المتحدة هل إيران تنوي في الوقت الراهن تطوير أسلحة نووية أم لا؟ لكنها أبقت الخيار مفتوحا.وعلاوة على ذلك حصر التقرير "تطوير الأسلحة" في تصميم رأس حربي، مستثنيا برنامج إيران المكثف لتخصيب اليورانيوم.ومنذ عام 2007 توسع هذا البرنامج حتى خرج عن سيطرة وإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم تعهدات طهران بأنها ستقبل المراقبة الدولية.كما أن وثيقة 2007 كشفت أن إيران ستكون قادرة فنيا على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع سلاح نووي خلال إطار زمني بين 2010-2015.وأشارت الصحيفة إلى أن تقرير التقييم الاستخباري لعام 2007 انتقد بشدة عندما نُشر بأنه وثيقة مسيسة، قُصد بها عرقلة نشاط إدارة بوش في التعامل مع التهديد الذي تشكله طهران.والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سمى الوثيقة ساخرا "إعلان استسلام" من قبل أميركا.والتقرير الاستخباري لعام 2011 يدعم الاستنتاجات التي تم التوصل إليها عام 2007. كما أن سعي طهران لتخصيب اليورانيوم وعدم التعاون مع الوكالة الذرية مؤشرات واضحة على أن هناك شيئا خطأ.وختمت الصحيفة بأن الجمهورية الإسلامية تشكل تحديا وجوديا لدول الشرق الأوسط، وأنه يجدر بنا أن نتذكر أن كل اختبار نووي أولي في التاريخ أجرته قوة غريمة أخذ مجتمع الاستخبارات الأميركي على حين غرة.وهذا ما جعل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون يقول أمس إن امتلاك إيران أسلحة نووية سيشكل تهديدا لكل العالم المتحضر، وتمنى أن يتخذ المجتمع الدولي إجراء مشتركا لتفادي التهديد النووي الذي تشكله إيران حتى إذا لزم توجيه ضربة استباقية.
Comments