المحتوى الرئيسى

السفير البريطانى يتحدث لـ (الشروق) فى آخر أيامه بالقاهرة: (1-2)

06/01 14:38

دينا عزت - Share var addthis_pub = "mohamedtanna"; اطبع الصفحة var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." }; var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live';  «عندما وصلت إلى مصر فى ديسمبر 2007 كانت الحياة السياسية راكدة ولم تكن المياه تتحرك وكان الناس يشعرون أن كرامتهم قد جرحت، أما الآن وقبل يوم واحد من رحيلى فإن الحياة السياسية تبدو فى حالة واضحة من السيولة والناس آخذون فى استرداد شعورهم بالكرامة»، هكذا قال دومنيك إسكويث، سفير بريطانيا المنتهية مدة ترأسه لسفارة بلاده فى القاهرة.إسكويث الذى تحدث لـ«الشروق» صباح الاحد، قبل مغادرته مع زوجته لويز، عائدا إلى لندن صباح الاثنين قال انه مقتنع بأن كرامة الشعب المصرى وليست المشاكل الاقتصادية كانت المحرك الرئيسى وراء التظاهرات الشعبية التى بدأت بها ثورة الخامس والعشرين من يناير.مصر الأمس ومصر اليومإسكويث بالتالى، قال إن مصر تختلف كثيرا عن مصر التى وصل إليها قبل نحو أربعة اعوام. فعندما وصل السفير البريطانى ليقدم أوراق اعتماده للرئيس السابق حسنى مبارك الذى أسقطته ثورة الخامس والعشرين من يناير كانت مصر تكاد تكون خالية من الحديث عن المستقبل أو التخطيط للمستقبل من قبل ابناء الشعب ولكن مصر التى تركها إسكويث فى 30 مايو 2011 اى بعد أربعة أشهر من أول ايام ثورة الخامس والعشرين من يناير هو بلد استعاد الشعب فيه قدرته على الحديث عن مستقبل أفضل.«لقد كانت هناك بالتأكيد مصاعب اقتصادية تتعلق بكلفة الحياة وباضطرار الكثير من المواطنين لإنفاق الجزء الاكبر من دخلهم لتغطية حاجات أساسية، ربما فقط لتوفير الطعام للاسرة، ولكن كان هناك شىء اعمق من ذلك يتعلق بالشعور بعدم القدرة على المشاركة فى تقرير شكل مستقبل مصر».وبحسب الرصد والمتابعة الدقيقة لإسكويث فإن الحديث الذى اطلقه محمد البرادعى عقب عودته لمصر فى عام 2010 كان له إسهام لا يغفل فى تغيير نبرة النقاش السياسى فى البلد.واليوم فرغم ما يعلم إسكويث أن مصر تواجهه من تحديات بعضها اقتصادى وبعضها الآخر أمنى وبالرغم من متابعته لتفاصيل التداعيات السياسية المختلفة والمتلاحقة فإنه يرصد ايضا شعورا ما بالتفاؤل ربما يكون مبعثه حسبما يقول من أن الجميع اصبح لديهم إدراك بأنهم قادرون على المساهمة بصورة ما فى صياغة المستقبل.أيام صعبة تليها أيام جيدة«ربما ستتخذ الاوضاع منحى أصعب قبل أن تبدأ الامور فى الاستقرار والتحسن ولكن مع كل هذا الأمل الذى يتحلى به الكثيرون فهناك بالتأكيد القدرة على صنع مستقبل أفضل»، يقول إسكويث، ثم يضيف أن احساس المصريين على انهم ينجزون ما يريدون امر بالغ الاهمية. ويتذكر مساء الحادى عشر من فبراير فى ميدان التحرير بعد إعلان عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية لأيام قليلة، عن تنحى مبارك حيث «كان الناس فى حالة مزاجية رائعة وكان هناك شعور حقيقى بالإنجاز ربما افضل ما يلخصه هو الكلمات التى كانت تقولها تلك الفتاة المصرية فى سعادة بالغة: عملنا حاجة». ثورة مصر والعالموبحسب السفير البريطانى المنتهية ولايته فى القاهرة فإن المجتمع الدولى «وبالتأكيد بريطانيا» تابع باهتمام كبير وبإعجاب تلك الثورة ويتابع ايضا سعى المصريين لإعادة بناء وطنهم وصياغة مستقبلهم.«الجميع يدرك أن ما حدث فى مصر ربما سيكون اهم مما يمكن أن يحدث فى اى بلد اخر فى المنطقة لأن الجميع مدرك لأهمية وتأثير مصر اقليميا»، يقول اسكويث، ويضيف أنه مما يدعم اهمية ما جرى فى مصر على الساحة الداخلية هو تأثير تلك الثورة على سياسة مصر الخارجية «التى استعادت نشاطها ولتكون بحق لاعبا فاعلا على الساحة السياسية».ويرصد إسكويث بعضا من اشارات الاستعداد الدولى لدعم مصر فى المرحلة الانتقالية لما بعد ثورة 25 يناير، فيشير إلى مشاركة رئيس وزراء مصر عصام شرف فى أعمال قمة الثمانية التى عقدت الاسبوع الماضى بفرنسا ــ وإلى الدعم الاقتصادى التى قررته القمة لمصر وايضا لتونس ــ ويشير أيضا إلى الدعم الاقتصادى القادم من الاتحاد الاوروبى ــ وبالطبع إلى شعوره بالفخر بدور بريطانيا فى تأكيد اهمية هذا الدعم ــ وايضا إلى دعم المؤسسات الدولية ودول الخليج العربى فى محاولات متوازية لمساعدة الاقتصاد المصرى على سرعة استعادة عافيته. «الجميع يريد مساعدة مصر على أن تجتاز الفترة الانتقالية بنجاح،» حسبما يشدد إسكويث.«الاوضاع الاقتصادية الآن تبدو افضل مما كانت عليه منذ شهر ويمكن أن تسير الامور فى الاتجاه الافضل لأن الشعب المصرى قد اخذ مقاليد المستقبل بيديه».حماية الثورة واستعادة الإنتاج«إننى اتفهم تماما رغبة الشعب المصرى وشعوره فى حماية الثورة لضمان استمرار تنفيذ اهدافها ولكننى أظن فى الوقت نفسه أن الوقت اصبح مواتيا لكى تستعيد المصانع المصرية حيويتها الكاملة،» يقول اسكويث، ثم يضيف انه يرى أن الوقت ربما يكون قد حان لتحقيق «تلك النقلة الصعبة» والتى كثيرا ما واجهت الثوار فى بلدان عديدة وفى حقب تاريخية مختلفة لنقل الحماسة الثورية وتحويلها إلى حماسة للبناء والانتاج «لأن الثورة غيرت الكثير فى مصر ولكن هناك اشياء اخرى يشعر الشعب المصرى انها محتاجة للتغيير ــ مثل الاحوال الاقتصادية ــ وهذا التغيير يتطلب العودة للاهتمام بالتفاصيل اليومية المتعلقة بالانتاج والتصنيع وما إلى ذلك».العام 2011وفى حديثه الذى ادلى به سفير بريطانيا المنتهية ولايته لـ«الشروق» من مقر السفارة العتيق بحى جاردن سيتى ــ وان كان المقر قد اصبح فى ذلك اليوم خاليا من كل متعلقات أسرة إسكويث التى كانت لويز تنهى وضعها فى حقائب وصناديق استعدادا للسفر ــ يقول إسكويث إن العام 2011 سيبقى دوما فى ذاكرته العام الأهم ربما فى المدة التى امضاها ممثلا لملكة بريطانيا وحكومة بلاده فى مصر. «لقد كنت اعلم منذ يوم وصولى أن هذا العام سيكون بالغ الاهمية بالنسبة لمصر حيث إن هذا العام كان سيشهد القرارات الحاسمة بشأن مصير الرئاسة، ولكن يجب أن اقر بأننى عندما وصلت مصر لم أكن أتوقع أن الامر سيكون على ما كان عليه من ضخامة الحدث السياسى» يقول إسكويث. ويستطرد «غير أن ما شاهدته وتابعته عبر الثمانية عشر شهرا السابقة على الثورة ــ من احتجاجات اجتماعية وجدل سياسى ــ كان يؤشر إلى أن امر الرئاسة فى مصر لن يكون بالامر السهل سواء تعلق الامر باستمرار مبارك فى الحكم أو بنقل الحكم لابنه (جمال)».ورغم متابعة إسكويث الدقيقة لما يجرى فى مصر ورغم رصده لتصاعد رفض سيناريوهات التمديد لمبارك أو التوريث لجمال وارتفاع مستوى الاصوات التى تشير صراحة إلى رفض التوريث فإنه لم يتوقع أن تصير الامور إلى ما شهدته مصر فى عصر الخامس والعشرين من يناير.الشعب يعبِّر عن نفسهوبحسب السفير البريطانى المنتهية ولايته فإنه كثيرا ما حاول أن يلفت نظر محاوريه من حزب مبارك الحاكم ــ الحزب الوطنى الديمقراطى ــ إلى الحاجة لمراجعة تصورهم بأن بقاء نظام الحكم هو أمر لا يمكن زعزعته وأنه كانت هناك دلائل على أن ما كان أمرا ثابتا وغير قابل للنقاش قبل اندلاع التظاهرات الاجتماعية المتوالية فى نهاية 2008 وبداية 2009 يحتاج للمراجعة.«لقد كان من الواضح أن الناس محبطة وبشدة وانهم بدأوا يعبرون عن هذا الاحباط بصور مختلفة مما كان يجعل المرء يفكر أن المسلمات لم تعد قائمة ــ على الاقل ليس بالصورة التى كانت عليها،» حسبما قال إسكويث فى حديثه لـ«الشروق».ويرفض إسكويث الافصاح عما إذا كان جمال مبارك الذى تعلم «الشروق» انه كان على تواصل وحوار مع سفير بريطانيا فى مصر كان مدركا لأن المسلمات لم تعد قائمة، ويقول انه «بغض النظر عن تفاصيل الحوارات التى دارت مع الشخصيات القيادية فى الحكومة المصرية ــ أو فى الحزب الحاكم ــ فإنه كان هناك رأى يدرك الحاجة للقيام بالاصلاح ومن لا يدرك ذلك، ولكن الاكيد انه لم تكن هناك ارادة جماعية لتحقيق الاصلاحات المطلوبة».«إن كل المحللين سواء فى مصر أو خارجها كانوا يستبعدون حدوث مثل هذا الحشد الكبير للتظاهرات وكانوا يقولون إن ذلك لا يتفق مع الشخصية المصرية» ــ ولكن الشعب المصرى، كما يقول إسكويث ــ فاجأ الجميع.الإخوان المسلمينوحول مستقبل الحال بالنسبة للاوضاع السياسية فى مصر لا يبدو إسكويث واحدا ممن يميلون إلى المبالغة فى الخشية من تأسلم مصر على يد حركة الاسلام السياسى الاقوى فى البلاد وهى الاخوان المسلمين، كما انه فى الوقت نفسه لا يقلل من تأثير الاخوان المسلمين على الساحة السياسية فى مصر فى مرحلة ما بعد مبارك.ويقر السفير البريطانى المنتهية ولايته فى مصر أن «هناك بالفعل حاليا فراغا سياسيا» وان هناك كثيرين يسعون لملء هذا الفراغ وان هناك قوى سياسية مختلفة من بينها الاخوان المسلمين تسعى لملء اكبر مساحة ممكنة من هذا الفراغ. «إن الرغبة فى ملء الفراغ السياسى الماثل على الساحة المصرية يعطى الكثير من القوى السياسية القدرة على الحركة،» يقول اسكويث، ثم يضيف انه فى الوقت نفسه لا يجب اغفال «القدرات التنظيمية الكبيرة التى يتمتع بها الاخوان المسلمون، وبالتأكيد فإن قدرة الاخوان على الحشد التنظيمى والمدى الذى ستذهب إليه هذه القدرة سيكون له دور كبير فى نتائج» الانتخابات البرلمانية القادمة.ورغم أن كل من يعرف إسكويث فى الدوائر الدبلوماسية فى القاهرة ــ وكثيرون من هؤلاء لديهم الكثير من المديح حول الدور الذى قام به خلال فترة عمله فى مصر ــ يؤكد على متابعته الدقيقة لحركة الاسلام السياسى فإن السفير البريطانى المنتهية ولايته لا يرغب ابدا الدخول فى مساحة التوقعات المتراوحة حول عدد المقاعد التى يمكن أن يجنيها اصحاب تيارات الاسلام السياسى المختلفة بدءا من الاخوان المسلمين إلى السلفيين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل