المحتوى الرئيسى

المطالبة بوقف الحرب الإعلامية بين القوى الوطنية

06/01 14:17

كتبت- هبة عبد الحفيظ: طالب سياسيون وإعلاميون بوقف الحرب الإعلامية بين القوى الوطنية، مؤكدين أن مصر الآن في حاجة إلى وحدة متماسكة، وترك أي خلافات ونزاعات داخلية، والنظر إلى مصلحة مصر والخطر المحدق بها من الخارج، داعين كل وسائل الإعلام إلى ترك الحرب الدائرة حاليًّا بين كل التيارات السياسية، والعمل معًا يدًا واحدةً؛ لمواجهة الأخطار الخارجية، ولبناء وتعمير مصر، والمرور من تلك المرحلة الحرجة بسلام.   جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي لمركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات الذي عقد جلساته لليوم الثاني أمس، بعنوان "الثورة المصرية.. الملامح والمآلات"، وذلك بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة.   وحذَّر الدكتور عمار علي حسن، الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي، من أن تكون طاقات الشباب الإيجابية التي شاركت في الثورة سببًا في تهديد نجاحات الثورة المصرية الآن.   وأكد أن الثورة لم تولد يوم 25 يناير، وأن من العبث أن تولد الثورات خلسةً، وإنما تمرُّ بمراحل من التخمُّر الطويل، موضحًا أن هذا التخمُّر بدأ منذ الفترة الثالثة من حكم مبارك بعد حرب الخليج، وسياسات الخصخصة يثبت للمصريين أن هذا الرجل لا ينحاز إلى الطبقة الكادحة والفقيرة، بل إنه ينحاز إلى القلة المحتكرة لكي يمكِّن أبناءه سياسيًّا وأمنيًّا.   وأشار إلى أن النخبة المصرية كانت قبل الثورة تفكر تفكيرًا "دائريًّا"، بمعنى أنهم يبدءون وينتهون من حيث يبدأ الآخرون، ومن ثَمَّ لم تتجاوز مظاهراتهم منطقة وسط البلد، أما الجيل المفجر للثورة فقد ساعده (الفيس بوك) على أن يفكر بطريقة "الخط المستقيم" على مستوى الوسائل وتحديد الزمان والمكان، وبشكل أفقي في بناء الشبكة الاجتماعية، موضحًا أن الدعوة بدأت يوم 9 يناير من أحد الأشخاص "بأننا نريد أن نرد على الشرطة فيما فعلته تجاه خالد سعيد وغيره، فرد آخر: نفعل ذلك يوم عيدهم، وطرح ثالث الطريقة ثم المكان والزمان، ثم وجدت الفكرة أتباعًا لها يتزايدون كل يوم، ففي الوقت الذي كانت فيه النخبة التقليدية محاصرة كان الشباب ينطلقون على (الفيس بوك) دون تقييد، فقد حطَّم (الفيس بوك) الحدود والسدود، وأصبح قوةً مضافةً إلى الثورة.   وأكد دور الإخوان المسلمين، قائلاً إنهم شاركوا منذ اللحظة الأولى للثورة وحموا الثورة ودعموها، وبيَّن أن هناك أمورًا لا بدَّ أن يؤخذ قرارٌ بشأنها؛ لكي نوقف سيل المظاهرات في هذه الفترة، أبرزها: تطهير كل المؤسسات من المباحث وأمن الدولة والموالين لهم، وإيجاد روافع تنظيمية وانتخابات حقيقية في اتحاد العمال والفلاحين يمثلونهم حقًّا، وإسقاط القانون "100" الظالم الجائر، وفتح انتخابات الاتحادات لرجال الثورة؛ ليصبحوا هم مَن يديرون الحوار في المرحلة المقبلة، وإيجاد أحزاب جديدة تكون شبكاتها الاجتماعية وتمتلك ديمقراطية داخلية.   وقالت نجوان الأشول "باحثة في العلوم السياسية" إنه مع  الثورة بدأت مرحلتان: الأولى هي الهدم والتي كانت تتطلب أن يحمل الجميع معولاً يهدم به ما يرى من فساد، أما المرحلة الثانية فمرحلة البناء والتي تستدعي أن يعرف كل فرد وكل مجموعة دورها في البناء والطرق التي تؤدي إلى الوصول إليه، وأيضًا ألا تزاحم باقي المجموعات في أداء هذا الدور حتى لا يكون هناك تعطيل لمسيرة البناء.   وأضافت أن النظام لم يسقط بعد؛ حيث إن مؤسساته الرسمية تظهر في النقابات والأحزاب وقوى المجتمع، مشيرة إلى أنها لا تزال تعمل حتى الآن ولم يتم إسقاطها بعد، ولم يتم تحقيق مطلب الثوار الشهير "الشعب يريد إسقاط النظام"، وإنما فقط رءوس النظام هي التي سقطت.   وأشارت إلى أن شباب ائتلاف الثورة فقد جزءًا من شعبيته، عندما اقتربت لغة خطابه من لغة خطاب الأحزاب، وظهر ذلك جليًّا عند ظهور نتيجة الاستفتاء وصدرت تصريحاتهم "بأن الشعب سيندم لأنه صوت بنعم" وأن "الشعب مش جاهز.. الشعب محتاج يتوعَّى".   وتتساءل: كيف يتخذ الائتلاف قراراته وأيضًا محاولة إقصاء التيارات الأخرى واتهامها بمحاولة سرقة الثورة؟!   وأوصت بعدة نقاط، وهي ضرورة دراسة حركة الإخوان وتأثيرها الإيجابي في المجتمع جيدًا، وجمعة التحرير الأخيرة لم تكن بين فائز وخاسر، بل كانت عبارة عن ثورة تنجرف إلى منعطف خطير، مشددةً على أن على الشباب دورًا كبيرًا لا بدَّ من قراءته في هذه المرحلة، وأن يستعيدوا روح ميدان التحرير الأولى وأن تلتقي كل الفصائل والأحزاب حول النقاط المشتركة التي جمعتهم من قبل في الميدان، وأن يبعدوا عن سياسة الاستقطاب.   وأوضحت الدكتور وِسام فؤاد، الباحث في الإعلام، أن هناك تمايزًا بين خطتين أساسيتين عمل الإعلام على أساسهما، وهما: الاستقطاب الحاد والرفض التام للثورة؛ ففي البداية كان الإعلام ينظر للثورة على أنها تظاهر سلمي ثم حالة شغب ثم بعد ذلك أقرَّ بها، ووصف الإعلام الرسمي في بداية الثورة بالإعلام الممول التابع لرجال الأعمال.   وقال إن الإعلام ما زال إعلامًا سوداويًّا، ووصفوه أيضًا بالمستقطب، وظهر ذلك خلال حملته المغرضة على رفض التعديلات الدستورية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل