مقال/ كل شيئ بفلسطين بدو طنة ورنة بقلم:هانى نبيل الأغا

كل شيء بفلسطين بدو طنة ورنة/هاني نبيل الأغا بعد أربعة أعوام من أجيج نيران الإنقسام الفلسطيني احتفل الفلسطينيون بتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتيْ (فتح) و (حماس) بالقاهرة وهذا لم يتم بسهولة بل بصولات وجولات ورنين وصل صداه بكل دولة من دول العالم سواء العربي أو الدولي وبين أقواب آلاف مؤلفة من الأقواس كانت العبارة الموحدة على الألسنة حماس تريد وفتح تتنصل والعكس فتح تريد وحماس تتنصل من التوقيع!!! يأس جلاه التوقيع ودموع أزاحتها أهازيج وزغاريد أطلقها الشعب بإنهاء الانقسام.. انتهت المرحلة المشئومة والتي طالت بتحديقها بشعبنا الفلسطيني لتحل محلها مرحلة أخرى ألا وهى مرحلة التنفيذ تنفيذ المصالحة بحذافيرها على أرض الواقع ومن ثم تشكيل الحكومة الفلسطينية الإنتقالية!! انتقلنا من توقيع المصالحة لننتظر التنفيذ!!! لكن التساؤل الذي بادر لذهني لماذا لم يتم التنفيذ بسرعة طالما تم التوقيع؟؟هل يجب أن يصل رنين وأجيج التنفيذ كما سابقه عند وقت التوقيع؟؟ لماذا كتب على فلسطين أن تكون مسلسلا بأحداثها يتفرج عليه الجميع؟؟ولماذا لا نحسم قضايانا الداخلية داخل أروقة فلسطيننا الحبيبة؟؟أخوة متراصين !!! لماذا ولماذا ؟؟أسئلة لا حصر لها ليس على لساني بل على لسان كل مواطن فلسطيني. هل يجب علينا انتظار صولات وجولات أخرى ببلدان العالم لنرى نور المصالحة جليا على أرض الواقع و نترقب وسائل الإعلام بمختلف أنواعها لنترقب الميزاد العلني عن اسم ذاك المرشح الذي سيفوز ويكتسح بفوزه رئاسة الحكومة ؟؟؟ متى ستنتهي كل هذه المهاترات لنثبت للعالم أننا حين نقول نريد إعلان دولتنا أننا بكل جدارة نستحق هذه الكلمة وبكل قوة نعلنها.. مبادرات واجتماعات تلو الاجتماعات وسفريات لدول خارجية ومانشيتات بالصحف جميعها من أجل تنفيذ المصالحة واقعيا ومن أجل تشكيل الحكومة فلما كل هذا ؟؟ومن يريد مصلحتنا لنماطل ونسلك مسلك التباطؤ كل هذا الوقت ولا نبالي بحرقة قلوب شعبنا الفلسطيني . هل استخسرتم الفرحة علينا بإنهاء الانقسام لتعاودوا تأجيج ناره بقلوبنا بانتظار التنفيذ؟؟؟ كفى تلاعبا بالأعصاب ولا تجعلوا من أنفسكم كابوسا يطارد أبناء شعبكم وهلموا للتنفيذ وإعلان الحكومة ولا تجعلوا من كل شيء بفلسطين ليتم يحتاج لطنين ورنين سئمنا ذلك وحان وقت النهوض وإعلاء اسم فلسطين . فلنكن رؤساء لجمهورية أنفسنا ونقود أنفسنا بذاتها بعيدا عن حكم زمرة العرب ودول العالم الأخرى. كفاكم فلا تجعلونا مسرحية لهذا وذاك وعودوا لوحدة الصف الوطني وأتموا التنفيذ وكفاكم من جعل فلسطين سجلا مكشوفا بكل قضاياه أمام المجتمع الدولي الذي يدرس نقاط ضعفنا من سطور هذا السجل المكشوف أم أنكم لم تعلموا بعد أن الاحتلال وأعوانه يبحثون عن نقاط ضعفنا من تلك الثغرات فلتعودوا قبل فوات الأوان ولا تلقونا بقحط سنوات أخرى من الانتظار ولا تحسبوا أن العالمين العربي والدولي يصفق لكم عند اللجوء إليه بكل قضية تخص شأنكم الداخلي ولتعملوا على حل قضاياكم بأنفسكم وبأسرع وقت حتى لا تخرجوا بسواد الوجه من عيون أبناء شعبكم وإن كسبتم زمرة المجتمع الدولي والعربي مرة فلن تكسبوها بكل مرة وعندها لن تجدوا من يحميكم من مطاردة اللعنة التي أشعلتموها بعيون شعبكم. فسارعوا لتنفيذ المصالحة واقعيا وهلموا لتشكيل الحكومة ولا تطيلوا وتماطلوا فالوقت ليس بصالحكم وانتم خير شهود على ما حصل بالدول العربية من ثورات أودت بحكامها ولكل صبر مهما طال حدوده فسارعوا وأعلنوها وليس بالضرورة لتتم كل قضية بفلسطين أن يكون لها طنة ورنة!! ***هانى نبيل الأغا :كاتب وصحفى ورئيس تحرير وكالة النهارالإخبارية