المحتوى الرئيسى

صلاح الدين الأيوبي بطل يفتتح «مهرجانات بعلبك الدولية» لعام 2011

06/01 09:40

يتوالى الإعلان عن برامج المهرجانات اللبنانية الصيفية، فبعد «جبيل» و«جونية» و«بيت الدين»، جاء دور «مهرجانات بعلبك» أول من أمس الاثنين؛ حيث عُقد مؤتمر صحافي في «فندق فينيسيا» بحضور الفنانين الذين سيشاركون بالعمل الافتتاحي اللبناني، ويحمل عنوان «من أيام صلاح الدين». المسرحية الغنائية ستجعل من القائد الإسلامي الشهير، الذي هزم الصليبيين، بطلها، كما جرت العادة، لكن العمل ليس مجرد إعادة صياغة لتلك الحكاية التاريخية المعروفة التي حيكت حولها الأفلام والمسلسلات، وكتبت القصص على مدار عقود، وانتهت دائما بهزيمة صلاح الدين للغزاة. هذه المرة ستجرنا الحكاية من ذاك الزمن إلى اليوم، لنرى كيف يمكن الوصول إلى سلام نهائي بين الشرق والغرب على أبواب «مدينة السلام»، بدلا من الهدنة التاريخية التي وصل إليها صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد عام 1192. هكذا يشرح الأخوان ماهر وفريد صباغ، اللذان ألفا ولحنا وأخرجا العمل، فكرة عملهما الجديد.. فهذان الشابان سبق لهما أن قدما مسرحية عن «تشي غيفارا» ومساره النضالي منذ عدة سنوات في بيروت، وهاهما يعودان بإنتاج أضخم وأكبر إلى بعلبك؛ حيث سيكون الامتحان صعبا وشاقا. وهو ما لم ينكره الأخوان اللذان قالا إنهما يستعدان للعمل منذ 3 سنوات، وإنهما استعانا بأفضل الفنانين لإنجاز مسرحيتهما بما يليق بمهابة بعلبك وقلعتها الرومانية الشاهقة. ودافعت رئيسة المهرجانات مي عريضة عن الشابين، قائلة إن الأخوين رحباني كانا ذات يوم، حين شاركا لأول مرة في بعلبك، مكان الأخوين صباغ. يلعب دور القائد صلاح الدين الفنان عاصي الحلاني، الذي سبق له أن شارك في أعمال في هذا المهرجان، وهو يغني ويرقص مع فرقة كركلا، وهاهو يعود في دور صلاح الدين، ممتطيا حصانه على الخشبة صادحا بين أعمدة القلعة. وقيل خلال المؤتمر الصحافي إن إذنا خاصا تم طلبه للسماح للممثلين بامتطاء الجياد على الخشبة، وهو ما قد تم طلبه من الجهة المسؤولة عن القلعة، وفريق العمل بانتظار الموافقة. ويشارك في التمثيل كل من: أنطوان كرباج، كارمن بس، كارين راميا، نبيل أبو مراد، وغسان عطية وآخرون. وبحسب ما قالته رئيسة لجنة المهرجانات مي عريضة، فإن العمل المسرحي سيقدم حيا ومن دون بلاي باك، وهي المرة الأولى منذ 55 عاما الذي ستشهد خلاله هذه المهرجانات مسرحية غنائية تقدم بشكل حي بالكامل، ومن دون تسجيل للأغنيات. وسيزيد العمل حيوية أن الموسيقى ستعزفها فرقة تتكون من 45 عازفا بقيادة المايسترو هاروت فازليان بصحبة كورس الجامعة الأنطونية، على رأسه الأب توفيق معتوق. تقدم مسرحية «من أيام صلاح الدين» في 3 عروض، لـ3 ليال متواليات، في باحة المعبدين، في قلعة بعلبك، بدءا من الخميس 7 يوليو (تموز) وحتى السبت التاسع منه. تستقبل «مهرجانات بعلبك»، هذه السنة أيضا، «دون كيشوت» يقدمها مسرح إيفمان لرقص الباليه الآتي من سانت بطرسبرغ يوم 14 يوليو. ومن غرائب المصادفات أن «مهرجانات بيبلوس» ستقدم قبل ذلك بأيام فقط مسرحية غنائية للإخوة مروان وغدي وأسامة الرحباني، بالعنوان نفسه، ومقتبسة عن رواية سرفانتس الشهيرة ذاتها. وبينما سيرى رواد المهرجانات نسخة ملبننة في مدينة جبيل، بمقدورهم أن يتعرفوا على نسخة أخرى مبتكرة طالعة من بنات أفكار برويس إيفمان في بعلبك، يجمع فيها بين رواية القصة والباليه الذي يخلط الكلاسيكي بالحديث، بأسلوب جريء ومبتكر. واحدة من الحفلات التي ستكون منتظرة في مهرجانات بعلبك بالنسبة لعشاق الموسيقى الكلاسيكية هي تلك التي يقدمها رباعي غيرشوين. 4 عازفين على 4 آلات بيانو، ستوجد في وقت واحد على المسرح، ليلعب العازفون مقطوعات لها من الانسجام والتناغم والتمازج ما يجعلنا أمام أوركسترا اختارت أن تجود بهذه الآلة منفردة، لتقدم مجموعة من المعزوفات الأكثر شعبية ورواجا، كما يعزف الرباعي لسترافينسكي، ورافيل، ويوزعون ويرتجلون المقطوعات الخاصة بهم على طريقتهم. حفل آخر للموسيقى الكلاسيكية يقدمه عازف البيانو اللبناني العالمي عبد الرحمن الباشا، في معبد باخوس. وهذه ليست المرة الأولى التي يعزف فيها الباشا في بعلبك فقد سبق له أن عزف في المكان عينه عام 2008، وهذه السنة سيقدم معزوفات لكل من بيتهوفن وشوبارت وشوبان، رافيل وبروكوفييف، كما سيعزف مقطوعات له بينها: رقصات شعائرية لدى العرب القدامى، تغيرات على لحن عبد الوهاب. الحفل الأخير للمهرجانات سيكون في الثلاثين من يوليو يقدمه لويس هايز، الذي يعتبر أحد أهم عازفي الطبول في تاريخ الجاز. ويشاركه في العزف اثنان من أكبر نجوم الجاز الحديث، وهما: فنسنت هيرينغ، على الساكسفون، وجيريمي بلت، على البوق، وتضم الفرقة عازف بيانو وآخر على الباس. وتم الإعلان عن برنامج مهرجانات بعلبك بحضور وزير الثقافة سليم وردة، والمديرة العامة لوزارة السياحة ندى سردوك، ممثلة الوزير الموجود خارج البلاد، والوزيرة السابقة ليلى الصلح، ممثلة مؤسسة الوليد بن طلال أحد رعاة المهرجان، إضافة إلى نقيب الصحافة محمد البعلبكي وعدد من الفنانين، وبوجود رئيس بلدية بعلبك، في بادرة من اللجنة لإشراك المدينة بشكل أكثر حيوية في مهرجاناتها. جدير بالذكر أنه بات تقليديا سنويا تخصيص حفلة الافتتاح لأهالي المدينة الذين يحضرون العرض بالمجان. وأكد وزير الثقافة، خلال المؤتمر الصحافي، أن ثمة إصرارا على الرغم من كل الظروف التي يمر بها لبنان، وتمر بها المنطقة، على أن يبقى لبنان نجما، كاشفا عن أن مدينة بعلبك تحظى بمشروع سياحي جديد، ينتهي العمل به آخر السنة، بحيث يتم تجديد مداخل المدينة، وستفتتح المستودعات الأثرية، إضافة إلى متحف تاريخي، معتبرا بعلبك بقلعتها، التي تحتضن المهرجانات، هي أحد أهم المواقع الأثرية في المنطقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل