المحتوى الرئيسى

ائتلاف «أين أشيائى»

06/01 08:09

الشخصية اللطيفة التى اخترعها الكاتب شريف نجيب فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، التى تظهر للبطل كل قليل تسأله سؤالاً واحداً: «أين أشيائى».. لا البطل قادر على الإجابة، ولا قادر على القضاء عليه. هذه الشخصية تلخص أحوالاً كثيرة فى الثورة، أنا أنتمى للمجموعة التى تطل على المجلس العسكرى كل قليل لتسأله «أين أشيائى»، يستحيل القضاء علينا، لكن أثق تماما أنها مسألة وقت حتى يساعدنا المجلس بسعة صدره فى العثور على أشيائنا. من أهم أشيائى «حرية التعبير»، تخلصنا من أمن الدولة لنقف بعدها «انتباه» أمام النيابة العسكرية، سيد عبدالعاطى، رئيس تحرير الوفد، والصحفى نبيل شرف الدين والمذيعة ريم ماجد والناشط الحملاوى وقبلهم بثينة كامل والصحفى عمرو خفاجى وثلاثة قضاة، اعترضوا فى إحدى المحطات الفضائية على محاكمة المدنيين عسكريا، كلهم يقفون أمام النيابة العسكرية غير متهمين بالبلطجة أو بأنهم فلول نظام أو من مدبرى موقعة الجمل أو من قناصة الداخلية، لكن لأنهم يتكلمون ويقولون رأيهم ويعبرون عن مخاوفهم، لا شىء بينهم وبين المجلس العسكرى على الإطلاق، لكن يبدو أن صبر المجلس العسكرى بدأ ينفد وله عذره، فالحياة المدنية ثقيلة الوطأة على أبناء الحياة العسكرية، مثلما الحياة العسكرية ثقيلة الوطأة على المدنيين، وقيم ومبادئ الجيش التى نحترمها مكانها القشلاق، لكن يصعب فرضها فى اتصال هاتفى مع برنامج للتلميح بأن الضيف قد أخطأ فى حق المجلس وقد يتعرض للمساءلة، «وهو ما حدث بالفعل»، نؤمن تماما بأن استقامة الجيش ونجاحه فى الطاعة العمياء واحترام الأوامر والتعليمات، لكن لا إحنا جنود فى الجيش ولا إحنا فى حالة حرب، فما مبرر التعسف مع من يخلخلون الأفكار ويطرحون الأسئلة ولا همَّ لهم سوى أن نتحرك خطوة للأمام ؟ للمجلس كل الاحترام وعليه أن يضرب مثلا فى تفانيه فى مهمته التى اختارها بمحض إرادته، مثلما تفضل بحماية الثورة ننتظر منه أن يحمى ما قامت الثورة من أجله، الثورة التى حماها المجلس العسكرى كان أول هتاف لها «حرية»، بما يعنى أنها ليست مفاجأة أن نقول رأينا بوضوح، المجلس العسكرى لا يطمح للحكم، لذلك عليه ألا يأخذ الأسئلة وعلامات الاستفهام بحساسية مبالغ فيها، لا أصدق أن عدد من تم التحقيق معهم فى النيابة العسكرية بسبب آرائهم منذ بداية الثورة يفوق عدد من حققت معهم أمن الدولة للسبب نفسه فى عامها الأخير قبل أن تنقرض تماما، بلاش.. ما الفرق بين الضابط الذى هتك عرض عماد الكبير فى القسم وهؤلاء الذين يجرون اختبارات كشف العذرية على بناتنا وشقيقاتنا بكل ما فى هذا الاختبار من مهانة وصدمة نفسية؟، هل يمكن إجراء هذا الاختبار على بنات الضباط اللواتى كن متواجدات يوما ما فى الميدان أثناء الثورة؟ الحرية واحترام الآدمية هى ما ثرنا من أجله بالأساس وسترانا أنا وكل أعضاء ائتلاف «أين أشيائى» (الذى يحترم ولكن لا يعترف بكل ائتلافات الثورة التى تتحدث بأسمائنا دون تفويض) بننزل من السقف ونمشى على الحيط ونزحف وسط الرملة ونظهر فى كل مكان لا تتوقعنا فيه لنسألك عن الحرية، لأنها مفتاح العثور على بقية أشيائنا. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل